محمد سليمان عبدالمالك: تعاقدي على مسلسلين في رمضان شىء قدري.. واستعنت بفرق كتابة لضمان الجودة

• محمد هنيدي لم يتدخل في «شهادة معاملة طفل».. والإنتاج الجديد لـ«شباب امرأة» ليس مفلساً • لم تخضع أعمالي لشكاوى الرقابة. والهجوم على غادة عبد الرازق سيهدأ مع عرض المسلسل
«منذ أن بدأت الكتابة والتأليف وأنا أرفض تصنيف نفسي في أي فئة درامية معينة»، هكذا يقول الكاتب والسيناريست محمد سليمان عبد الملك الذي بدأ حديثه مع الشروق عن سبب تنوع أعماله الدرامية وحرصه على تقديم نفسه بأكثر من صورة. أحيانًا يكتب أعمالًا مأخوذة من نص أدبي، وأحيانًا أخرى يكتب عملاً يحتوي على عناصر كوميدية، وأحيانًا أخرى يكون عملًا بوليسيًا مليئًا بالتشويق والإثارة. ويشارك هذا العام في ماراثون الدراما الرمضاني بعملين مختلفين تماماً. الأول هو مسلسل “شهادة علاج أطفال” بطولة الفنان الكوميدي محمد هنيدي، والثاني هو “شباب إمرأة” بطولة غادة عبد الرازق، والمأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب أمين يوسف غراب.
وعن هذا الموضوع قال: «لا يمكن تصنيف أساتذتنا العظماء في عالم الكتابة الدرامية في جنس أدبي معين، لأن كل واحد منهم يقدم مساهماته المتنوعة والمختلفة. منذ بداياتي، سعيت جاهداً إلى اتباع نفس المسار، لذلك لا يتم تصنيفي ككاتب كوميدي أو كاتب أكشن أو أي شيء آخر. “أعتقد أنه من حق المؤلف أن يجرب حظه في كافة أشكال الدراما دون أن يقتصر قلمه على نوع أدبي معين.”
وعن سبب تقديمه أكثر من عمل على بطاقة دراما رمضان للعام الثاني على التوالي، قال: التكرار جاء من القدر بالكامل، ولم يكن مخططاً من جهتي أن أشارك في أكثر من عمل في موسم واحد. وقعت عقد مسلسل “شباب امرأة”، ثم وقعت عقد مسلسل “شهادة معاملة طفل”، وفي كل عمل يساعدني فريق مختلف من الكتاب. جاءت هذه الفكرة عندما كنت أقوم بإعداد سلسلة “زينهم” بعد أن شعرت بأنني بحاجة إلى فريق عمل لمساعدتي في بعض الأعمال التي كنت أكتبها. على سبيل المثال، مسلسل “الرقم السري” كان عملاً فردياً تماماً، ولكن في بعض الأحيان أجد أن هناك عملاً يحتاج إلى المزيد من الفرص للتحضير والتأمل ولا يحتاج إلى وقت. لا أتعامل بمنطق “التخريب”، ولكن يهمني كثيراً التأكد من عنصر الجودة، وهناك أعمال تتطلب ما يعرف بـ”العصف الذهني”، وهو أمر معروف في كل أنحاء العالم، وهي أعمال تعتمد على العمل الجماعي.
وأضاف: “كنا رواداً في هذا الأمر في مصر، وهناك أفلام كثيرة عمل على السيناريو والحوار فيها أكثر من كاتب، لكن الأمر لم يأخذ شكلاً احترافياً”. في نهاية المطاف، كلا العملين يحملان رؤيتي الفنية كاملة، وأنا مسؤول عن تسلسل الكتابة من الألف إلى الياء وأتحمل المسؤولية الكاملة عن كلا العملين.
وعن كيفية لقائه بمحمد هنيدي في «شهادة علاج أطفال»، أول عمل كوميدي صريح له، أجاب: «سبق أن عملت مع محمدي في ثلاثة مسلسلات إذاعية، وكان لقاؤنا في التلفزيون أمراً حتمياً، ولكننا كنا ننتظر الفرصة المناسبة». أنا أنتمي إلى الجيل الذي يقدر هنيدي كثيراً وعندما جاءت الفرصة من خلال “شهادة علاج الأطفال” بدأنا العمل على الفور. في الواقع، هذه أول كوميديا صريحة بالنسبة لي، حيث أميل إلى كتابة المزيد من «الكوميديا الخفيفة»، وعملت مع فنانين لا يصنفون ضمن «الكوميديين»، وهو ما يضيف الكثير من الفرح والصعوبة إلى هذه التجربة في نفس الوقت، وقد تعلمت منها الكثير».
وعن حدود تدخل محمد هنيدي في مرحلة الكتابة، قال محمد سليمان عبد الملك: «لم يضع أي شيء على الورق. وعندما طرحت فكرة الموضوع أبدى ترحيبه وإعجابه بها وأبدى اهتمامه بكل من عمل على العمل. أتخيل أن تجربة الإذاعة التي جمعتنا أكثر من مرة كان لها تأثير انعكس في هذه السلسلة.
عندما كان يكتب، كيف تعامل مع حقيقة أن الجمهور يتوقع أن يكون العمل مضحكا منذ المشهد الأول؟ وقال: “عندما أكتب، ليس لدي أي توقعات وأحاول أن أبتعد عنها تماما. ما يهم بالنسبة لي هو أن أكتب عملاً جيداً وأن يكون فيه عناصر النجاح، وهو ما حدث في «شهادة علاج أطفال» مع ممثلين رائعين ومخرج عظيم مثل سامح عبد العزيز الذي يمتلك حساً كوميدياً رائعاً. في النهاية كل الأعمال قابلة للنجاح، لذلك أعمل بكل جدية وعناية وأترك النجاح لله.
وعن مسلسل «شباب امرأة»، سألته عن سر اهتمامه بتحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات، خاصة أنه سبق وأن حول فيلم «إمبراطورية ميم» إلى مسلسل، فقال: أنا من محبي إعادة تقديم الأعمال القديمة بطريقة جديدة، حتى لو تعاملت مع النص الروائي وليس الفيلم، وهو ما حدث في مسلسل «إمبراطورية ميم» وقبل ذلك «راجعين يا هوى» المأخوذ عن رواية للراحل أسامة أنور عكاشة، ولا أرى في هذا إفلاساً كما يدعي البعض. الحمد لله حققت نجاحا ملموسا من خلال العديد من الأعمال التي تحمل توقيعي الخاص، بالإضافة إلى أن إعادة تحويل الأعمال القديمة برؤية جديدة تجري في كل أنحاء العالم وهي تحد كبير وبالنسبة لأحلام دائما تحويل الأعمال القديمة برؤية جديدة ومختلفة، مثل «شباب امرأة»، وبالمناسبة غادة عبد الرازق بطلة العمل، لم تختر القصة، لكن الفكرة كانت في ذهني منذ فترة طويلة، وتشكلت بيني وبينها وبين شركة الإنتاج نوع من الشراكة، بحيث اجتمعنا جميعاً حول نفس المشروع وتحمّسنا له.
وعن الهجوم الكبير الذي تعرض له فيلم “شباب امرأة” قبل عرضه، قال: “للأسف هناك من يحاول تهوين الأمور والذهاب في اتجاهات غريبة”. أقرأ من يمنعنا من تقديم قصة تغوي فيها البطلة البطل، ومراجعات غريبة مبنية على الفيلم، رغم أنني لا أقدم الفيلم، بل أتناول الرواية بطريقة معاصرة تماماً. وأتوقع أن حملة الهجوم والانتقادات ستهدأ بشكل كبير مع عرض المسلسل في النصف الثاني من رمضان، خاصة أن العمل لم يتعرض لأي تعليقات رقابية وكل أعمالي متساوية. منذ بداياتي كان لي شكل معين وإطار معين لا أحيد عنه، ولا أقايض أي شيء بمغازلة الجمهور. “أختار اللغة المناسبة ولا أتابع هذا الطوفان من الأعمال المبتذلة والرخيصة التي تستهدف شريحة محددة من الجمهور”.
وعن سؤاله عما إذا كان قد انتهى من كتابة جميع حلقات المسلسلين، قال: انتهيت تماماً من كتابة “شهادة علاج طفل” وقدمت جميع الحلقات. والأمر نفسه ينطبق على “شباب امرأة”، ولكنني قمت بحفظ الحلقة الأخيرة ورفضت تقديمها حتى قبل وقت قصير من بدء التصوير، حتى لا تتسرب الأحداث. وفعلت الأمر نفسه مع مسلسلي «الصوت والصورة» و«الرقم السري»، حيث لم يعرف أبطال العملين النهاية لأنها احتوت على مفاجأة غير متوقعة للجمهور.
وأخيرا سألته عن توقعاته للمسابقة هذا العام. وقال: «لست من الذين يفضلون تسمية موسم رمضان بمنافسة أو ماراثون، ولكن أرى أننا جميعاً نتنافس من أجل إرضاء الجمهور، وليس من أجل التباهي بأن لدينا الأعمال الأكثر مشاهدة أو أنني استغليت الجمهور لمصلحتي». كل ما يهمني هو تقديم عمل محترم وقيم لا يتحول إلى منتج استهلاكي يعرض مرة واحدة ثم ينتهي. ولكن يجب أن أعترف أن العمل في شهر رمضان له طعم مختلف. ورغم أنني ذقت طعم النجاح في فترة خارج الموسم، إلا أن شهر رمضان يكون فيه حجم الإنتاج والإعلان كبيراً، والازدحام يجعل تحقيق النجاح أمراً صعباً».