ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية يناقش خطر الشائعات ونهج الرسول في مواجهتها

منذ 15 ساعات
ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية يناقش خطر الشائعات ونهج الرسول في مواجهتها

دكتور. أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبد الفتاح العواري أن الشائعات تشكل خطراً داهماً يهدد وحدة الأمة وتماسكها. ولذلك أقامت الشريعة الإسلامية حاجزاً قوياً لمنع انتشارها. وقد جاء الأمر الإلهي واضحاً في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) فلا كلمة أخرى تحل محل (تبينوا)، فديننا قائم على الإثبات والتوكيد، ورسولنا صلى الله عليه وسلم مكلف بالبيان، كما قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم). يمكن للشائعة أن تقتل شخصًا بريئًا، أو تدمر منزلًا، أو تتسبب في قتال. إن المراجعة إذن أمر إلهي لا يقبل أي تهاون.

جاء ذلك خلال جلسة منتدى الأزهر للشؤون الإسلامية بعد صلاة التراويح بالمسجد تحت عنوان “الشائعات” بحضور نخبة من علماء الأزهر، والتي حضرها أيضا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. محمد أبو زيد الأمير عضو مجمع البحوث الإسلامية، وافتتح الفعالية الدكتور. أدار الحفل الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على القاعات العلمية بالجامع الأزهر.

وأوضح العواري أن الشائعات لها أثر مدمر لا ينبغي الاستهانة به، حيث أدت إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء دون مبرر عبر التاريخ. وقال: “عليك فقط أن ترى كيف تنتشر الأخبار المزيفة وتسبب الفوضى والاضطرابات. وهذا يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلام يقال، بل هي سهم قاتل أطلق دون تفكير. “المسلم مسؤول عن كلمته، وعليه أن يساعد على نشر الحق، ولا يشجع على الباطل والفتنة”.

دكتور. من جانبه أكد محمد أبو زيد الأمير أن الشائعات جريمة في حق الإنسانية لأنها تهدد أمن المجتمع وتزعزع استقرار الأسرة وتزرع الفتنة بين الأفراد. وراعيها مجرم بحق دينه ووطنه لأنه يساهم في نشر الفوضى والإرهاب والفساد. ولذلك حذرنا الله تعالى من أمثال هؤلاء فقال: (ومن الناس من يعجبك حديثه في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلوبهم وهم أشد الخصام). وإذا تولوا سعوا إلى الفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل. “والله لا يحب الفساد” قد تكون الشائعات مغلفة بكلمات معسولة، لكن الحقيقة مرة ومدمرة.

وأضاف: «مُروّج الإشاعات إنسان ضعيف الدين، خبيث النفس، فاسد العقل، قليل المروءة». كلماته مليئة بالدناءة والدناءة. تراه ينشر أخبارًا كاذبة دون أي ضمير، ويتلذذ بتدمير العلاقات وإثارة البلبلة. ولهذا السبب يجب علينا جميعًا أن نكون سدًا منيعًا ضد الشائعات. “لا ينبغي لنا أن نكرر كل ما نسمعه، بل يجب تحري الدقة والتأكد قبل نشر الأخبار لحماية المجتمع من الفتن والخطر”.

دكتور. من جانبه، أوضح عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات. لقد أدت إلى التباعد بين الأحباء، وأثارت الخلافات بين الأشقاء، وحتى زعزعة استقرار البلدان والأسر. ولذلك يستخدم الإسلام صيدلية التحقق بحكمة، لأن الله تعالى أمرنا بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا). المسلم لا يضع الأمور في الاعتبار، لأن الظن أكبر كذبة ينطق بها الإنسان، ومن ينشر الشائعات دون التحقق منها يقطع أواصر المحبة وينشر الفوضى في المجتمع.

وأشار إلى أن الشائعات في حادثة إفك وصلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه تعامل معها بالصبر والحكمة حتى أنزل الله القرآن ليرد اعتبار السيدة عائشة رضي الله عنها، ويضع منهجاً للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك يجب على كل مسلم أن يقف عند كلمته، ولا ينشر إلا ما ثبت صحته، حتى نحمي مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.


شارك