إسرائيل تتعرض لانتقادات حادة بعد منعها دخول المساعدات إلى غزة

واجهت إسرائيل انتقادات حادة يوم الأحد بسبب وقفها إدخال كل المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى غزة وهددت “بعواقب إضافية” إذا لم تقبل حركة حماس الفلسطينية اقتراحا جديدا لتمديد وقف إطلاق النار الهش.
وشهدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية بعد أشهر من تزايد الجوع.
وبعد ساعات قليلة من انتهاء المرحلة الأولى، اتهمت حماس إسرائيل بمحاولة تقويض وقف إطلاق النار. ووصفت قرار خفض المساعدات بأنه “جريمة حرب وهجوم صارخ” على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني بعد أكثر من عام من المفاوضات.
وفي المرحلة الثانية، قد تتمكن حماس من إطلاق سراح العشرات من الرهائن المتبقين مقابل الانسحاب الإسرائيلي من غزة ووقف إطلاق النار الدائم. وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية قبل شهر، لكنها لم تبدأ بعد.
قالت إسرائيل يوم الأحد إن هناك اقتراحا أمريكيا جديدا من شأنه تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان الذي يبدأ في وقت سابق من هذا الأسبوع وعيد الفصح اليهودي الذي ينتهي في 20 أبريل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاقتراح يتضمن أن تفرج حماس عن نصف الرهائن في اليوم الأول والبقية عندما يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ولم يصدر أي تعليق من الولايات المتحدة في البداية. وقال نتنياهو إن إسرائيل “تنسق بشكل كامل” مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وإن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يستمر إلا إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سهلت إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين إن وقف إطلاق النار أنقذ أرواحا لا حصر لها، وإن “أي تراجع عن التقدم الذي تم تحقيقه على مدى الأسابيع الستة الماضية يهدد بإعادة الناس إلى اليأس”.
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر قرار إسرائيل بأنه “مثير للقلق”، مشيرا إلى أن القانون الإنساني الدولي يقتضي السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. اتهمت منظمة أطباء بلا حدود للمساعدات الطبية إسرائيل باستخدام مدفوعات المساعدات كأداة للتفاوض ووصفت هذا بأنه “غير مقبول” و”مثير للغضب”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى بذل كل ما في وسعها لمنع استئناف الأعمال العدائية في قطاع غزة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم المساعدات الإنسانية الفورية إلى قطاع غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن، بحسب المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
طلبت خمس منظمات غير حكومية من المحكمة العليا في إسرائيل إصدار أمر قضائي يمنع الحكومة الإسرائيلية من منع تسليم المساعدات إلى غزة. ويعتقدون أن هذه الخطوة تنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي: “لا يمكن جعل هذه الالتزامات تعتمد على اعتبارات سياسية”.
وبسبب الحرب، أصبح أغلب سكان قطاع غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، يعتمدون على المساعدات الدولية. ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني، وصلت نحو 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا، مما خفف المخاوف من المجاعة التي عبر عنها خبراء دوليون.
وحذرت حماس من أن أي محاولة لتأخير أو إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار سيكون لها “عواقب إنسانية” على الرهائن، مؤكدة أن الطريق الوحيد لإطلاق سراح الرهائن هو من خلال الاتفاق القائم.