هل تنسحب إسرائيل وأمريكا من محكمة العدل الدولية في لاهاي؟

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان إمكانية الانسحاب من محكمة العدل الدولية في لاهاي، ضمن الإجراءات التي يتم تنسيقها حاليا من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأفاد موقع “i24” الإسرائيلي، أن رون ديرمر، المبعوث الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأميركية، الذي أرسله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنسيق هذه الخطوة مع كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية، يقود الجهود الرامية إلى انسحاب الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من محكمة العدل الدولية، بحسب وكالة “سبوتنيك”.
وجهت إسرائيل عدة اتهامات لمؤسسات الأمم المتحدة، مدعية أنها تنتهج سياسة النفاق والظلم تجاه إسرائيل. وفي الوقت نفسه، بدأت عدة حركات تعمل على تقويض النظام القانوني العالمي القائم. وبدأ ذلك بقرار إدارة ترامب فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما شجع إسرائيل على اتخاذ هذه الخطوة.
في الآونة الأخيرة، كتب إيلون ماسك، أحد المقربين من الرئيس ترامب، أن “الولايات المتحدة يجب أن تنسحب من حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة”، وهو ما يعكس اتجاها عاما نحو تقليص المشاركة الأميركية في المؤسسات الدولية.
ورغم تعاون إسرائيل السابق مع المحاكم الدولية في لاهاي، فإن دعم إدارة ترامب والعقوبات التي فرضتها على المحكمة الجنائية الدولية دفع نتنياهو ورون ديرمر، منسق الحكومة الأميركية المعين للانسحاب، إلى اتخاذ هذه الخطوة.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مكتب ديرمر أو نتنياهو على أي اتفاقات تتعلق بالانسحاب المحتمل من محكمة العدل الدولية.
وكانت دولة قطر قد تقدمت في وقت سابق بمذكرة مكتوبة إلى محكمة العدل الدولية تطلب فيها رأياً استشارياً من المحكمة بشأن التزامات إسرائيل تجاه أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. تم اعتماد المذكرة استجابة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 232/79 المؤرخ 19 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وأكدت دولة قطر في مذكرتها على “ضرورة التزام إسرائيل بالسماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمنظمات الإنسانية الأخرى، بالعمل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وبالإضافة إلى ذلك، وجهت دعوات لاحترام وحماية ممتلكات هذه المنظمات، بما في ذلك المدارس والمرافق الطبية ووسائل النقل وإمدادات المياه. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا حماية موظفيهم، وخاصة أولئك الذين يعملون في القطاعين الإنساني والطبي.
وشددت المذكرة على “أهمية تسهيل تنفيذ برامج الإغاثة وتوزيع مواد الإغاثة المنقذة للحياة مثل الغذاء والملابس والإمدادات الطبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التأكيد على ضرورة عدم عرقلة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى”.