تنمر وإساءة للمرأة واستسهال.. مسلسل أشغال شقة جدا يتعرّض لموجة من الانتقادات

منذ 8 ساعات
تنمر وإساءة للمرأة واستسهال.. مسلسل أشغال شقة جدا يتعرّض لموجة من الانتقادات

رغم عرض ثلاث حلقات فقط من الموسم الثاني من مسلسل “Very Big Work”، إلا أنه تعرض لانتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ الأمر عندما اتهم الطاقم بالعنصرية والتحرش بالأشخاص ذوي البشرة الداكنة والسمنة. في الحلقتين الأولى والثانية قدمت عائلة الدكتور… حمدي “هشام ماجد”، وزوجته ياسمين “أسماء جلال”، خادمة من نيجيريا تدعى “مدينة”، يجسد دورها الفنان السوداني “إسلام مبارك”، والتي اتسمت بالقوة المفرطة والشهية الكبيرة. وهذا الأمر أثار غضب كثيرين الذين اعتبروا أن هذه القضية تندرج في إطار السخرية المستمرة من أصحاب البشرة الداكنة في الأعمال الدرامية، واختيار مهنة “الخادمة” أو “الحارس” لهم بهدف التقليل من شأنهم والتأكيد على الصورة النمطية التي يصر عليها بعض صناع الأعمال الفنية.

تعرضت الفنانة السودانية إسلام مبارك لهجوم شديد، خاصة من أهلها، بسبب موافقتها على لعب هذا الدور، رغم أنها ظهرت ليس كسودانية بل كنيجيرية. لكن هناك أصوات تتهم بطلة فيلم “ستموت في العشرين” الذي مثل السودان في الأوسكار، بتولي دور مساعد لا يعكس قدراتها التمثيلية، كما أنه جزء من عملية تنميط ووصم أصحاب البشرة الداكنة بأشياء غير واقعية.

في المقابل، دافع البعض عن إسلام مبارك وفريق العمل، على اعتبار أن الدور الذي لعبته كان مقبولاً، وأنها تمارس مهنة محترمة وشرفية، وأنها قامت بواجباتها في العمل على أكمل وجه، وأن الأبطال لم يسخروا من لون بشرتها، لكنهم خافوا من قوتها المفرطة. وعن نهمها للأكل تقول إنه خاص بالشخصية التي تلعبها، وتوضح أن العمل يلقي الضوء على المشاكل التي تواجه بطلتي العمل مع الخادمات.

ثم جاء النقد الثاني لمجموعة العمل، وكان بعنوان “إساءة معاملة النساء”، عندما أُسندت إلى الطبيب الشرعي حمدي مهمة تحديد والد جنين امرأة نامت مع عشرات الرجال، رغم أنها متزوجة ولا تعرف من هو الأب الحقيقي لجنينها. واعتبر البعض ذلك تشويهاً لصورة المرأة المصرية، وربطوا بين هذه القضية وقضية طبيبة النساء التي تحاكم حالياً بتهمة الاعتداء على نساء مصريات، بعد مطالبتها بإجراء تحليل DNA لكل زوج للتأكد من أنه الأب الحقيقي لأبنائه.

أما النقطة الثالثة من النقد فقد جاءت من المؤلف والدكتور: وكتب خالد منتصر، الذي اتهم فريق الإنتاج بالاستهتار بالأمور، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “عند كتابة المسلسلات، حتى لو كانت كوميدية، يجب على كاتب السيناريو التأكد من التفاصيل والمعلومات جيدا”.

وتابع: “في مسلسل ‘أعمال شاقة جداً’ البطل هو طبيب شرعي، لكننا نجده يقوم بفحص الأموال المزورة”. وللأسف فإن هذا يعتبر كسلاً وتهاوناً لا يليق بعمل فني عظيم. الطبيب الشرعي هو خريج كلية الطب وليس له علاقة بعمل الخبير في أبحاث التزوير والتزييف والذي يكون عادة خريج كلية العلوم. ولا علاقة له بعلم السموم الذي يحمل شهادة في العلوم أو الصيدلة.

وتابع: «وحدة البحث في جرائم التزوير والتزييف التي يرأسها والدي الأستاذ منتصر تتبع إدارة الطب الشرعي». يختص هذا القسم بكشف الأموال المزورة والتوقيعات والشيكات المزورة وفحص خطوط اليد بشكل عام، ولكن ليس له علاقة بتشريح الجثث وتحديد سبب الوفاة. هذا هو عمل الطبيب الشرعي الذي أكمل دراسته الطبية، ولا يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر.

وفي ختام حديثه، ناشد: “نتمنى أن ينتبه مؤلفو الأعمال الفنية إلى هذه التفاصيل، لأنه في العصر الذي أصبحت فيه الشاشة وليس الكتاب هي مصدر المعلومات، فإن مثل هذه الأخطاء تعتبر حقائق بالنسبة للجمهور”.

جدير بالذكر أن مسلسل “أشغال شاقة جداً” من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب، وبطولة هشام ماجد وأسماء جلال ومصطفى غريب وعدد كبير من الفنانين. في الموسم الثاني من العمل يصبح “حمدي” و”ياسمين” والدين لأربعة أبناء، لكن حياتهما تصبح غير مستقرة مرة أخرى عندما يواجه “حمدي” العديد من المشاكل في حياته المهنية وتقرر “ياسمين” العودة إلى العمل، بينما تستمر صعوباتهما في العثور على خادمة مناسبة.


شارك