الأمم المتحدة تعتمد أول معاهدة لمكافحة الجرائم السيبرانية

منذ 5 شهور
الأمم المتحدة تعتمد أول معاهدة لمكافحة الجرائم السيبرانية

تبنت الأمم المتحدة معاهدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، وهو النص الأول من نوعه الذي أقرته المنظمة، رغم المعارضة القوية من نشطاء حقوق الإنسان الذين حذروا من المخاطر التي تنطوي عليها ووصفوها أحيانا بأنها أداة مراقبة.

وبعد ثلاث سنوات من المفاوضات وجولة أخيرة استمرت أسبوعين في نيويورك، وافق الأعضاء، أمس الخميس، بالإجماع على المعاهدة التي أطلق عليها اسم “اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية”، والتي من المقرر الآن تقديمها إلى الجمعية العامة لاعتمادها رسميا. وقالت وكالة فرانس برس.

* أهداف العقد

وتشمل أهداف المعاهدة “منع ومكافحة الجرائم الإلكترونية بشكل أكثر كفاءة وفعالية”، لا سيما فيما يتعلق بجرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال وغسل الأموال. وأعلنت الدبلوماسية الجزائرية فوزية بمعيزة مباركي، رئيسة لجنة صياغة المعاهدة، اعتماد نصوصها أمس في ختام اجتماع حول هذا الموضوع.

وتم إنشاء لجنة صياغة المعاهدة بعد مبادرة أولية من روسيا في عام 2017، على الرغم من معارضة أمريكا وأوروبا لإنشائها. وينتقد معارضو المعاهدة، وهم مزيج من نشطاء حقوق الإنسان وشركات التكنولوجيا الكبرى، نطاقها الواسع.

ويفترضون أنها قد تكون معاهدة رقابة عالمية يمكن استخدامها لقمع الحريات. تنص المعاهدة على أنه يجوز لكل دولة عضو، عند التحقيق في جريمة يعاقب عليها القانون الوطني بالسجن لمدة لا تقل عن أربع سنوات، أن تطلب من سلطات دولة أخرى أي دليل إلكتروني يتعلق بالجريمة. الحق في طلب البيانات ذات الصلة من الإنترنت. مقدمي الخدمة.

* نقد العقد

وتعتقد ديبورا براون من هيومن رايتس ووتش أن الأمر سيمثل “كارثة لحقوق الإنسان ولحظة مظلمة في تاريخ الأمم المتحدة”.

كما تم وصف المعاهدة بأنها “أداة مراقبة متعددة الأطراف غير مسبوقة”. من جهته، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن تحفظات جدية بشأن نص المعاهدة، ودعت هذا الأسبوع الدول إلى ضمان احترام حقوق الإنسان.

*موقف إيران

وطالبت إيران، خلال اجتماع أمس للموافقة على نص الاتفاق، بحذف عدة بنود قالت إنها بها نواقص كبيرة.

وجاء في إحدى الفقرات التي اعترضت عليها طهران: “لا شيء في هذا الاتفاق يجب أن يفسر على أنه يسمح بقمع حقوق الإنسان أو الحريات الأساسية مثل حرية الرأي أو التعبير أو الدين أو المعتقد”.

لكن أغلبية الحاضرين رفضت الاقتراح الإيراني، إذ بلغ عدد الأصوات المعارضة له 102 مقابل 23 مؤيدا وامتناع 26 عن التصويت.


شارك