“فيتش سوليوشنز ” تتوقع نموا قويا للقطاع العقاري بمصر 6.8% و6.9% العام الحالي والمقبل

وتوقعت فيتش سوليوشنز أن يشهد قطاع البناء المصري نمواً قوياً في عام 2025. وبفضل اتجاهات التحضر، ونمو السكان، والجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة والقطاع الخاص لتطوير البنية التحتية، فإن التوقعات على المدى الطويل تبدو متفائلة أيضاً.
وتوقعت المؤسسة في تقريرها أن ينمو القطاع العقاري في مصر بمعدل 6.90% سنويا في العام المالي الحالي 2024/2025 (يوليو 2024 إلى يونيو 2025)، وأن يصل إلى معدل نمو حقيقي سنوي قدره 6.90% في العام المالي المقبل (يونيو 2026)، مقارنة بمعدل نمو حقيقي سنوي قدره 5.7% في العام المالي 2023/2024.
أسباب النمو
وقالت فيتش سوليوشنز: “إن توقعاتنا المتفائلة مدفوعة باتجاهات التحضر والنمو السكاني، والتي تستمر في دفع الطلب على البنية التحتية والإسكان”.
وأوضحت أن الموقع الاستراتيجي للبلاد بالنسبة للتجارة العالمية من شأنه أن يدفع إلى الاستثمار في البنية التحتية الصناعية.
وأشارت فيتش سوليوشنز إلى أن المبادرات الحكومية لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمار الأجنبي، إلى جانب مشاريع الطاقة الجديدة وتوسيع السياحة، من شأنها أن تعزز نمو البناء في الأمد البعيد.
ورغم التحديات الاقتصادية في السوق بسبب التوترات الإقليمية وخسارة الإيرادات الحكومية في أعقاب تعطيل قناة السويس، حقق قطاع البناء في مصر أداءً جيدًا نسبيًا، حيث نما بنسبة 5.7% بالقيمة الحقيقية في السنة المالية 2023/2024، على الرغم من تباطؤ النمو الحقيقي مقارنة بالسنة المالية 2022/2023 (7%)، وفقًا لـ Fitch Solutions.
ويقارن هذا مع متوسط النمو السنوي المقدر بنسبة 2,6% في القيمة الصناعية الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2023 و2024.
وفي حين يقول تقرير فيتش سوليوشنز إن الاستثمار يواجه تحديات فورية بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وانخفاض الإنفاق الرأسمالي الحكومي، فإن المقال الأخير لفريق مخاطر البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشير إلى أن هذا ينبغي أن يتحسن تدريجيا مع المبادرات الحكومية لدعم الإنفاق الرأسمالي للشركات.
ورغم هذه التحديات، فمن المرجح أن يؤدي تخفيف المخاطر الجيوسياسية وتحسن ظروف التشغيل إلى خلق بيئة استثمارية أكثر ملاءمة على المدى القصير.
طويلة الأمد
وعلى المدى الطويل، نتوقع أن ينمو القطاع بقوة بنسبة 6.1% على أساس سنوي بين عامي 2025 و2034، وهو ما يعكس تأثير الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية. ومع ذلك، فإن النمو سيظل أقل من معدلات النمو التاريخية للصناعة، والتي بلغت في المتوسط 9.9% بين عامي 2015 و2019.
وإذا نجحت الحكومة في تنفيذ مشاريعها الطموحة في مجال البنية التحتية والتنمية الحضرية، فإن الإمكانات ستكون متزايدة.
وقال التقرير إن التنفيذ الناجح للإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي لتشجيع مشاركة القطاع الخاص وتحسين القدرة التنافسية من شأنه أن يؤدي إلى تحسين بيئة الأعمال، “وهو ما نتوقع أن يبشر بالخير للاستثمار الخاص في البنية الأساسية”.
ومع ذلك، فإن المخاطر مثل العقبات التنظيمية والبيروقراطية فضلاً عن عدم الاستقرار الإقليمي قد تعمل على إضعاف آفاق نمو الصناعة على المدى الطويل.