ما هي الأخطاء التي فجرت المواجهة العلنية بين ترامب وزيلينسكي؟

منذ 4 ساعات
ما هي الأخطاء التي فجرت المواجهة العلنية بين ترامب وزيلينسكي؟

علق موقع “أكسيوس” الأمريكي على اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والذي أسفر عن واحدة من أكثر المواجهات العلنية كثافة في العلاقات الدولية الحديثة. وذكر الموقع أن الاشتباكات لم تحدث وأنها جاءت بشكل مفاجئ. ولكن هذا ليس صحيحا، بل هو نتيجة لسلسلة من الأخطاء ــ سواء من جانب زيلينسكي أو فريق ترامب ــ التي أدت إلى تصعيد التوترات بين الحزبين.

وبحسب موقع أكسيوس، فإن التوترات بين ترامب وزيلينسكي لم تكن أمرا عفويا، بل نتيجة “ثلاث ضربات” تسببت في فقدان زيلينسكي تأييد الحكومة الأميركية.

صورة 1

لقد حدثت الخطوة الخاطئة الأولى في 15 فبراير/شباط، عندما انتقد زيلينسكي علناً اتفاقاً أميركياً مخططاً بشأن حقوق التعدين في أوكرانيا، على الرغم من أنه ناقشه مع السيناتور جيه دي فانس ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في ميونيخ قبل يوم واحد فقط. واعتبر فريق ترامب هذه الخطوة بمثابة خيانة للاتفاقيات غير الرسمية التي تم التوصل إليها خلف الأبواب المغلقة.

أما الخطأ الثاني فقد حدث في يوم اللقاء، عندما وصل زيلينسكي إلى البيت الأبيض بدون بدلة رسمية، خلافا للبروتوكول الرسمي. وارتدى الرئيس الأوكراني قميصًا رياضيًا ضيقًا أسود اللون بثلاثة أزرار، وهو ما اعتبر غير لائق في دوائر البيت الأبيض. وعند دخوله، علق ترامب ساخرًا: “واو، أنت ترتدي ملابس رسمية اليوم!” معربًا عن استيائه من عدم رغبة زيلينسكي في ارتداء الملابس الرسمية.

وأضاف الصحافي المحافظ برايان جلين، المقرب من إدارة ترامب، إلى الإحراج عندما سأل زيلينسكي مباشرة: “لماذا لا ترتدي بدلة؟”. هل لديك واحدة؟ ضحك جيه دي فانس بصوت عالٍ، ورد زيلينسكي: “سأرتدي بدلة بعد الحرب… ربما مثل بدلتك، أو ربما شيء أفضل أو أرخص”.

أما الخطأ الثالث والأهم، بحسب أكسيوس، فقد حدث خلال الاجتماع نفسه، عندما اختلف زيلينسكي علناً مع فانس، الذي اتهمه بمحاولة “التلاعب بوسائل الإعلام” بدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.

صورة 2

وأكد فانس أن زيلينسكي لم يظهر امتنانًا كافيًا للولايات المتحدة وخاصة لترامب الذي يرى نفسه وسيطًا للسلام. وعندما رد زيلينسكي على فانس، تصاعدت التوترات إلى درجة أن ترامب أنهى الاجتماع بعد 50 دقيقة فقط، مما أدى فعليًا إلى إبعاد زيلينسكي من البيت الأبيض.

ويوضح التقرير أن الأزمة لا تتعلق بهذه الأخطاء فحسب، بل تعكس نهج ترامب في السياسة الخارجية، الذي ينظر إلى العلاقات الدولية باعتبارها مفاوضات بين القوى العظمى والشخصيات القوية. ومن هذا المنظور، يرى ترامب في بوتن شريكا في اللعبة السياسية العالمية، في حين يرى في زيلينسكي مجرد زعيم لدولة صغيرة تعتمد على الدعم الأميركي.

وفي هذا السياق، قال ترامب لزيلينسكي خلال اللقاء: “أنت تلعب بالورق، تلعب بحياة الملايين من الناس”. ورد زيلينسكي بحدة: “أنا لا ألعب الورق، أنا جاد للغاية”.


شارك