هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي أمام ترامب؟

منذ 5 ساعات
هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي أمام ترامب؟

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أمس الأحد، مقالا للمحلل السياسي في الصحيفة إيتمار آيخنر، يطرح فيه تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أعقاب المشادة الكلامية الحادة التي أهان فيها ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بحسب آيخنر.

ويرى آيشنر أن تجربة زيلينسكي مع ترامب يمكن أن تتكرر مع نتنياهو إذا تعارضت مصالح الحزبين.

ويؤكد آيخنر أن هناك فرقا واضحا بين اللقاء الأخير بين نتنياهو وترامب، الذي اتسم بالدفء والتفاهم، واللقاء بين ترامب وزيلينسكي، الذي اتسم بالتوتر والعداء.

ترامب وزيلينسكي

وقال آيشنر إنه في حين بدا أن نتنياهو وترامب على علاقة وثيقة وودية خلال اجتماعهما، إلا أن زيلينسكي بدا محرجا ومترددا في البيت الأبيض. وهذا مؤشر على مدى هشاشة علاقة ترامب بأي رئيس دولة إذا لم تتوافق مع مصالحه.

وأشارت المقالة إلى أن لغة الجسد لعبت دوراً في إبراز الفروق بين الاجتماعين. على سبيل المثال، بدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوتراً ومتحفظاً خلال لقائه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، في حين بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هادئاً وأظهر تفهماً لطريقة تعامله مع الرئيس الأميركي السابق.

هل ينقلب ترامب على نتنياهو؟

صورة 2

وفي مقال له نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، يرى آيكنر أن الدوافع الرئيسية التي تحدد علاقات دونالد ترامب الدولية هي “الرضا الشخصي والإحباط”. وهذا يعني أن ولاءه لزعيم ما يعتمد على مدى توافق ذلك الولاء مع مصالحه الشخصية، وليس مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة نفسها.

وأشار آيخنر إلى أن إحدى النقاط التي قد تؤدي إلى تغيير في موقف الرئيس الأميركي تجاه رئيس حكومة الاحتلال، تتعلق بملف التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وقد ينظر ترامب إلى أي تردد من جانب إسرائيل في هذه القضية باعتباره تهديداً مباشراً لمكاسبه السياسية والاقتصادية، خاصة إذا اعترف بأن نتنياهو يعيق تحقيق نجاح دبلوماسي يعود إليه شخصياً.

“بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى ترامب، الذي يسعى إلى استعادة مكانته الدولية، إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل، وربما يشمل الفلسطينيين. وأضاف أن “هذا قد يضع بنيامين نتنياهو في موقف صعب، خاصة إذا حاول المناورة أو تجنب التنازلات”.

وقال المحلل الإسرائيلي إن طبيعة التحالفات الداخلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل حكومة الاحتلال قد تشكل أيضا عامل توتر إضافي، خاصة إذا استمر في إعطاء وزراء من اليمين المتطرف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير دورا مهما في حكومته. إذا شعر الرئيس الأمريكي ترامب أن هؤلاء الأشخاص يعرقلون كل خطوة دبلوماسية تقوم بها أمريكا تخدم مصالحه، فقد يتحول فجأة ضد نتنياهو – كما فعل ضد الرئيس الأوكراني زيلينسكي عندما نظر إليه باعتباره حجر عثرة في طريقه إلى تحقيق أهدافه.

وأشار إيتامار آيشنر في مقاله إلى أن هناك بعداً شخصياً في العلاقة بين الرئيس الأميركي ورئيس حكومة الاحتلال لا يمكن تجاهله. يُعرف ترامب بحساسيته الشديدة تجاه أولئك الذين يعتقد أنهم خدعوه أو أظهروا له ولاءً غير كافٍ. إذا اكتشف أن نتنياهو تلاعب به في قضية ما أو وعده بشيء ولم ينفذه، فقد يغير موقفه تجاهه تماما، كما فعل مع حلفاء آخرين من قبل.

وبحسب آيكنر، فإن كل هذه العوامل تضع نتنياهو في موقف لا يترك له مجالا كبيرا للمناورة في علاقته مع ترامب. وهو يدرك أن أي خطأ أو سوء تقدير قد يحوله من “صديق للبيت الأبيض” إلى “عدو مفاجئ” – كما حدث في حالة زيلينسكي، الذي وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع رئيس أمريكي لا يتسامح مع أولئك الذين يعتبرهم عقبة أمام طموحاته الشخصية.

إسرائيل وانفجار العلاقة مع ترامب

ويشير الخبير السياسي في مقاله إلى أن إسرائيل توافق حتى الآن على سياسات الرئيس الأميركي ترامب، وتحرص على عدم إغضابها. ويشير إلى تصويت تل أبيب الشهر الماضي إلى جانب واشنطن ضد مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ووقف الأعمال العدائية، والتوصل إلى حل سلمي للحرب التي تشنها روسيا ضد البلاد.

صورة 3

وبحسب آيكنر، فإن هذا يعكس أن إسرائيل تدرك طبيعة علاقتها مع ترامب المتفجرة، ولا تريد المخاطرة بخسارته. وقد تأتي نقطة التحول عندما تتعارض مصالح ترامب الشخصية مع المصالح الإسرائيلية.

ويخلص آيخنر إلى أن نتنياهو يدرك جيداً أنه لا يستطيع مواجهة ترامب أو تحديه، لكن يتعين عليه الحفاظ على التنسيق الشامل معه لتجنب المفاجآت غير المرغوبة. ولكن هذا التنسيق قد يضطر إسرائيل إلى تقديم تنازلات غير مرغوبة، مما يضع نتنياهو في موقف لا يستطيع فيه ممارسة الضغط على ترامب، بل على العكس من ذلك، فهو يعتمد عليه بشكل كامل.

ويشير إلى أن الحادث الذي تورط فيه الرئيس الأوكراني كان درسا قاسيا في الدبلوماسية، حيث يبدو أن زيلينسكي وقع في فخ نصبه له ترامب ونائبه جيه دي فانس ولم يكن مستعدا للتعامل معه. في المقابل، يبدو أن نتنياهو وفريقه، وخاصة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، يتمتعون بخبرة أكبر في التعامل مع ترامب ويفهمون عقليته السياسية.

ورغم العلاقة الوثيقة بين ترامب ونتنياهو، يعتقد آيكنر أن نتنياهو حذر للغاية في علاقته مع ترامب، مدركاً أن أي خطأ قد يكلفه غالياً. ورغم أن تحالفه الحالي مع الرئيس الأميركي يفيده، فإن المستقبل قد يحمل معه تغييرات غير متوقعة، خاصة إذا أدرك ترامب أن مصالحه تتطلب الآن موقفا مختلفا تجاه إسرائيل.


شارك