الحرب دمرت معظم المساجد.. السحور والإفطار في غزة بلا أذان

منذ 3 ساعات
الحرب دمرت معظم المساجد.. السحور والإفطار في غزة بلا أذان

لقد غيّرت الحرب على غزة التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عادات سكان القطاع بالكامل، بما في ذلك عادات رمضان التي حافظوا عليها دوماً وتوارثوها من أجدادهم إلى أبنائهم، حيث دمرت الحرب حياتهم وأحلامهم. بسبب الحرب على غزة يضطر مئات الآلاف من سكان القطاع لتناول السحور والإفطار حسب الساعة ودون سماع الأذان، بعد أن دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم المساجد في غزة ومنع السكان من سماع الأذان.

وقال سليمان جلال، أحد سكان مدينة غزة: “رغم وجوده في منطقة حيوية وسط المدينة، إلا أنه يفطر عند أذان المغرب المعلن”. “ويعود سبب ذلك إلى تدمير جميع المساجد في المنطقة، ما أدى إلى عدم سماع الأذان في أي منها.”

وقال جلال لقناة سكاي نيوز عربية إنه ينتظر عدة دقائق لتناول إفطاره خوفا من انتهاك حرمة الصيام في الدقائق الأخيرة. ويشعر بأذى نفسي لأنه لا يسمع الأذان ولا يستطيع أن يفطر مع صوت المؤذن.

وأشار إلى أنه بذل مع بعض الجيران وأهالي الحي جهوداً كبيرة لإيجاد بديل للمساجد المدمرة. لكن كل الجهود باءت بالفشل بسبب عدم توفر الكهرباء والمعدات اللازمة والمكان المناسب لإقامة قاعة للصلاة لأداء مناسك وشعائر الشهر الفضيل.

وقال فضل أبو حجر: “في ظل تدمير كافة المساجد في شمال قطاع غزة فإن كافة سكان شمال قطاع غزة يتناولون وجبات السحور والإفطار دون سماع الأذان”. وتابع: “نحن حزينون للغاية بشأن هذا الأمر ونحاول خلق بدائل وتوفير مناطق مثل الزوايا والمساجد الصغيرة المؤقتة”.

وقال أبو حجر لقناة سكاي نيوز عربية إن ذلك “صعب للغاية في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الألواح الشمسية وعدم توفر المعدات اللازمة لتجهيز أماكن الصلاة”، مضيفا أن بعض السكان يضطرون إلى الانتظار لفترات طويلة.

وأشار إلى أن الحرب في غزة خلقت واقعاً مأساوياً وأحدثت دماراً هائلاً لا يمكن التغلب عليه بسهولة.

تدمير المساجد

وقالت مديرة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة إكرام المدلل: إن “الحرب دمرت أكثر من 1100 مسجد من أصل 1244 مسجداً”. وأشار إلى أن الدمار كان إما كاملاً أو جزئياً.

وأضاف المدلل لقناة سكاي نيوز عربية أن “ذلك أثر على قدرة سكان غزة، خاصة في المناطق الشمالية، على أداء شعائر رمضان”، لافتاً إلى أن كثيرين منهم لم يسمعوا الأذان واضطروا إلى الإفطار وأداء الصلاة (السحور) بطرق أخرى.

وأوضح أن “تدمير المساجد أثر أيضا على برامج شهر رمضان المبارك، من صلاة التراويح وقيام الليل والإفطار الجماعي”. وأشار إلى أن تدمير المساجد هو وجه آخر من وجوه معاناة سكان غزة بسبب الحرب على غزة.

وأشار إلى أن “الوزارة تبذل جهوداً لترميم المساجد المدمرة جزئياً وإنشاء زوايا للصلاة في المناطق التي هدمت فيها المساجد بشكل كامل”. ولكن هذا يواجه صعوبات كبيرة، وخاصة نقص القدرة وعدم توفر المعدات والكهرباء.

وتابع: “تم بناء بعض القاعات المؤقتة للصلاة من الخيام والأخشاب المتوفرة في غزة، خاصة في مناطق الإيواء”. وقال: “هناك نقص في المساجد والمآذن في المناطق السكنية، ومن الصعب حاليا بناء قاعات صلاة مؤقتة هناك”.

وأضاف: “نقوم بفحص المرافق الأساسية والحمامات والإضاءة. ولا يوجد في غزة أنظمة صوتية لبث الأذان، والظروف الجوية تمنعنا من بذل أدنى جهد لإقامة غرف للصلاة”، مؤكداً أن قوات الاحتلال هدمت المساجد بشكل متعمد لزيادة معاناة السكان.


شارك