تحسن أداء القطاع الخاص المصري غير المنتج للنفط للشهر الثاني على التوالي

– مؤشر مديري المشتريات يصل إلى 50.1 في فبراير، أعلى من الحياد لشهرين متتاليين
تحسن أداء القطاع الخاص غير النفطي للشهر الثاني على التوالي في فبراير، مستفيداً من الاتجاه الصعودي المتوقع في أوائل عام 2025. ويمثل هذا تحسناً تدريجياً في ظروف الأعمال لأكثر من أربع سنوات، كما أدى الطلب المتزايد إلى زيادة حادة في مشتريات الشركات غير المنتجة للنفط، وفقاً لتقرير أصدرته اليوم شركة ستاندرد آند بورز جلوبال.
سجل مؤشر مديري المشتريات لشهر فبراير مستوى 50.1 نقطة، مقارنة بـ 50.7 نقطة في يناير. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 2020 التي يظل فيها المؤشر أعلى قليلاً من المستوى المحايد لمدة شهرين متتاليين.
واستمر تعافي السوق وانتعاش الطلب من جانب العملاء في لعب دور مهم في عودة نمو الطلبات. ارتفع حجم الأعمال الجديدة للشهر الثاني على التوالي، بعد أن ارتفع مرة واحدة فقط في الأشهر الأربعين السابقة. ومع ذلك، تباطأت وتيرة التوسع منذ يناير/كانون الثاني وظلت متواضعة، حيث كان لانخفاض أوامر التصنيع تأثير محدود فقط على الناتج الإجمالي.
وأوضح التقرير أن زيادة الطلب دفعت الشركات إلى زيادة مشترياتها للشهر الثالث على التوالي، حيث تمثل الزيادة الأخيرة أكبر زيادة في ثلاث سنوات ونصف. واجهت الشركات صعوبة في الاحتفاظ بالموظفين وتوظيفهم، مما أدى إلى انخفاض عام في عدد الموظفين للمرة الثالثة في أربعة أشهر.
ظل نشاط الأعمال مستقرا في فبراير بعد التوسع المتواضع في بداية العام. وظلت الطلبات المتراكمة دون تغيير وانخفضت المخزونات بشكل طفيف. وظلت ضغوط التكلفة على المدخلات الوسيطة في القطاع غير النفطي منخفضة نسبيا على أساس سنوي. وأدى الارتفاع المستمر في أسعار المواد بسبب قوة الدولار إلى تسارع طفيف في تضخم أسعار الشراء، والذي تم تعويضه جزئيا بانخفاض تكاليف العمالة. وكان ضغط التكلفة أكثر وضوحا في قطاع التصنيع والبناء مقارنة بالقطاعات الأخرى.
وارتفعت أسعار البيع تدريجيا في فبراير/شباط، حيث قررت الشركات الحد من نقل زيادات التكاليف إلى العملاء. ورغم زيادة الطلب، ظلت الشركات حذرة بشأن التوقعات الاقتصادية. وانخفضت توقعات نشاط الأعمال خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أبدت 5% فقط من الشركات تفاؤلها بشأن اتجاهات الإنتاج المستقبلية. وقال ديفيد أوين، كبير الاقتصاديين في سي آند بي جلوبال: “إن استقرار مؤشر القوة الشرائية في مصر فوق المستويات المحايدة يؤكد أن الاقتصاد غير النفطي بدأ العام على أساس أفضل”. “لقد أدى ارتفاع إنفاق العملاء إلى تحفيز الأسواق وزيادة المبيعات وتحسين ظروف التشغيل، وقد أدى هذا الزخم الإيجابي إلى زيادة الإنفاق المؤسسي.”
وأضاف أوين أن ضغوط الأسعار منخفضة نسبيا مقارنة بعام 2024، مما يشير إلى أن التضخم من المرجح أن يستمر في الانخفاض في الأمد القريب، وأن قطاع التصنيع يكافح لتأمين الطلبات الجديدة. وعلاوة على ذلك، لا يزال من المتوقع ظهور مخاطر اقتصادية وجيوسياسية، وهو ما يساهم في ضعف التوقعات للعام المقبل.