حبات تتلألأ بذكر الرحمن.. كواليس صناعة السبح وتصديرها للخارج

منذ 4 ساعات
حبات تتلألأ بذكر الرحمن.. كواليس صناعة السبح وتصديرها للخارج

مع حلول شهر رمضان المبارك، تحظى بعض الحرف اليدوية، خاصة تلك المرتبطة بالروحانيات والذكريات الحكيمة، بشعبية كبيرة، ليس في مصر فقط، بل في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. صناعة المسبحة هي إحدى تلك الحرف التي يعتبرها البعض سهلة وبسيطة، ولكنها حرفة معقدة تستخدم العديد من المواد المختلفة وتحتاج إلى عشرات الأدوات والعمال حتى تصل إلى أيدينا.

خلف الجامع الأزهر استقبلنا الحاج محمود الجمل صاحب مصنع الجمل للمسابح. وكشف لنا عن أسرار مهنته وأوضح أنه يريد تصدير منتجاته وبيعها خارج مصر وخاصة في الدول العربية. وقال إذا بيعت مسبحة واحدة في مصر أبيع مائة خارج مصر.

ثقافات المسبحة

وقال الجمل لـ«الشروق» إن المسبحة في مصر تقتصر على كبار السن أو المتدينين للغاية، لكن الغالبية العظمى ليسوا من هواة امتلاك المسبحة والصلاة عليها، لذا يلجأون في الغالب إلى استخدام أيديهم. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت سبحات رقمية جديدة أصبحت أكثر شعبية بين الشباب، على عكس ما هو الحال في البلدان العربية، حيث يوجد أشخاص يحبون ارتداء ملابسهم بلون المسبحة. وقال: “المسبحة ثقافة والمصريون ليسوا من محبي المسبحة مقارنة بالدول العربية لأن هناك أشخاص يرتدون ملابسهم بلون المسبحة ولديهم مسبحة خاصة بنفس اللون لكل لباس”.

ويوضح الجمل أنه غير معتاد على تجارة المسبحة داخل مصر، ولذلك يقوم بتصديرها للخارج. ومن أهم عملائها المملكة العربية السعودية ودول الخليج وتركيا.

10 مراحل معقدة

يكشف أشرف أبو عمر، وأحمد العامل في المصنع، أن إنتاج المسبحة كحرفة يتكون من عشر خطوات. يتم تقطيع المادة الخام باستخدام الآلات الثقيلة، وتقطيعها إلى قطع صغيرة، ثم تثقيبها، وتشطيبها على عدة خطوات وأخيراً تزيينها من البداية إلى النهاية بالسيربا والخيوط والاكسسوارات المختلفة.

أما بالنسبة للمواد، فيوضح أبو عمر أن هناك اختلافات بحسب ما إذا كانت من الخشب أو المعدن أو عظام الحيوانات. ويشير إلى أن معظم المواد الخشبية التي يعملون بها هي أخشاب الغابات المستوردة من الخارج، بينما يعملون حالياً بعظام الأغنام. ويضيف: “هناك أنواع مختلفة من الخشب مثل الأبنوس والكاكاو والتارسا والعظم واليوس والفيروز والعنبر”.

مهنة خطيرة

ويشير أبو عمر إلى صعوبة هذه المهنة والتعامل مع المواد المختلفة. يوضح أن كل مادة أصعب في التعامل معها من الأخرى. ويضيف: “يتم تقسيم الكوخ إلى نصفين، في حين يتم تقسيم قطعة العظم إلى أربعة أجزاء ويتم تقطيع الخشب إلى عدة قطع حتى يتم تكسيره إلى قطع صغيرة قبل تشكيله بالأشكال المختلفة”.

ويتفق معه أحمد أسامة، أحد عمال المصنع، بشأن صعوبة هذه الوظيفة، ويشير إلى المخاطر التي تنطوي عليها التعامل مع المعدات: “هذه الوظيفة ليست صعبة للغاية، ولكن خطر الإصابة كبير”.

ويشير أحد عمال المصنع، محمد نهاد، إلى المخاطر المرتبطة بالعمل على «الصواني»، إحدى الآلات الثقيلة المستخدمة في تقطيع المواد الخام: «الصواني خطيرة للغاية. ليس كل شخص يستطيع أن يقف على هذا.

ورغم خطورته، أبدى نهاد سعادته بالعمل به، وأن المنتج الذي يصنعه بيديه يحمل ذكرى الله. وقال: “أنا سعيد لأن الناس يأخذون هذا الشيء مني ويفكرون في الله بهذه الطريقة”.

ذكر وأنثى

وعن إحياء مهنة صناعة المسبحة في شهر رمضان، يوضح أبو عمر أن الإقبال على اقتناء وإهداء المسبحة منتشر بشكل أكبر في ثقافة الدول العربية، وخاصة في المملكة العربية السعودية وفي مواسم الحج والعمرة، حيث يحرص الحجاج أو المعتمرون على شراء المسبحة هناك، حتى لو كانت مصنوعة في مصر. ويضيف: «لذلك فإن السوق السعودي من الأسواق التي نركز عليها أكثر من غيرها، كما أن تركيا وباكستان وماليزيا هي الأسواق الأكثر شراء للمسابح، ولكن مقارنة ببقية الدول فإن التجارة في مصر منخفضة للغاية».


شارك