معهد الفلك يرصد الهلال بأحدث المناظير الفلكية.. والتنسيق مع دار الإفتاء

منذ 17 ساعات
معهد الفلك يرصد الهلال بأحدث المناظير الفلكية.. والتنسيق مع دار الإفتاء

دكتور. أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، على أهمية دور المراكز البحثية في خدمة المجتمع، مشيراً إلى أنها تمثل جسراً بين البحث العلمي والتطبيق العملي، مما يساعد في إيجاد حلول فعالة للتحديات التي تواجه القطاعات المختلفة.

كما أكد على أهمية دور مراكز الأبحاث في العديد من المجالات المرتبطة بتخصصاتها العلمية. يساعدون في تعزيز التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد من خلال الأبحاث التي تساهم في تحسين الإنتاجية وتطوير الصناعات وتطوير التكنولوجيا والابتكار.

وفي هذا السياق، يقول د. وأشار طه توفيق رابح القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أن رصد الهلال يعد من أهم المهام الخدمية للمعهد، حيث يعتمد على أحدث التقنيات العلمية والحسابات الفلكية الموثوقة، مما يساهم في تحديد بداية الأشهر الهجرية بشكل دقيق.

وأوضح أنه يتم إجراء حسابات فلكية دقيقة لتحديد إمكانية رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم 29 من كل شهر هجري. وهذه تعتمد على مبادئ علمية تعتمد على عدة عوامل. ويجب على وجه الخصوص حساب زمن الاقتران بين الشمس والقمر والأرض، لأن القمر يكون في مرحلة القمر الجديد عندما تلتقي الأجسام الثلاثة في خط واحد. من الصعب تحديد هذه المرحلة بالملاحظة العملية، ولكن يمكن تحديدها بدقة كبيرة بالحسابات الفلكية.

وأضاف أن المعهد يجري عمليات رصد الهلال باستخدام أحدث التلسكوبات الفلكية من مواقع مختارة بعناية تتميز بصفاء السماء والبعد عن مصادر التلوث البيئي والضوئي لضمان ظروف رصد مثالية.

ويتعاون المعهد أيضًا مع دار الإفتاء المصرية، بإرسال تقارير شهرية عن شروط رؤية الهلال، والمشاركة في عمليات تحري الهلال للتأكد من أن الرؤية الشرعية متوافقة مع الحسابات الفلكية، مما يساعد على تقليل الاختلاف في تحديد بداية الأشهر الهجرية.

وبموجب بروتوكول تعاون مع دار الإفتاء المصرية، تتم عمليات الرصد من عدة مواقع في مصر، وعلى وجه الخصوص من مرصد القطامية، المزود بمرصد عاكس بقطر مرآة أساسية يبلغ 74 بوصة (1.88 متر) وكان يعمل بين عامي 1961 و1964، ما يجعله أحد أكبر التلسكوبات الفلكية في المنطقة.

وتتم عمليات الرصد أيضًا من مرصد حلوان الذي يحتوي على تلسكوب عاكس يبلغ قطر مرآته 30 بوصة (75 سم)، وكان يعتبر من أكبر التلسكوبات في العالم عندما تم تركيبه في عام 1905. بالإضافة إلى ذلك، توجد نقاط رصد أخرى في أسوان والخارجة وقنا وسوهاج ومرسى مطروح، حيث توفر هذه المواقع بيئة مناسبة للرصد الفلكي دون تلوث ضوئي وبيئي.

تعتبر رؤية الهلال من أصعب المشاهدات الفلكية لأنه يحدث ما بين 6 إلى 16 ساعة بعد الاقتران وموقعه في السماء يجعله قريبًا من قرص الشمس مما يجعله غير مرئي بسبب ضوء الشمس.

ولذلك يعتمد علماء الفلك على حساب مدة بقاء الهلال في السماء بعد غروب الشمس وتحديد موقعه الدقيق بالنسبة لقرص الشمس من أجل ضبط التلسكوبات الفلكية بشكل أكثر دقة.

تعتمد إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة أو بمساعدة التلسكوب على عدة شروط. ويتضمن ذلك إنشاءه قبل وقت كافٍ من غروب الشمس، وهو ما يتم تحديده من خلال الحسابات الفلكية. بالإضافة إلى ذلك، لا ينصح بقياس سطوع الهلال النسبي مقارنة بوهج الشفق، حيث أن وهج الشفق قد يحجب الهلال ويجعل رؤيته صعبة أو مستحيلة.

دكتور. وأضاف طه توفيق أن المعهد أطلق برامج بحثية متقدمة لتطوير معايير رؤية الهلال، وشارك في مؤتمرات محلية وإقليمية تهدف إلى توحيد معايير تحديد بداية الأشهر الهجرية في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ويأتي هذا بمثابة دليل على التزام المعهد المستمر بتطوير أدواته البحثية ومراقبة الظواهر الفلكية عن كثب لضمان تقديم خدمات علمية موثوقة تخدم المجتمع وتساعد في اتخاذ القرارات المبنية على العلم الدقيق.

يذكر أن المعهد القومي للأبحاث الفلكية والجيوفيزيائية له باع طويل في مجال الرصد الفلكي، حيث لعب دوراً بارزاً في تتبع الظواهر الفلكية المهمة، مثل رصد مذنب هالي عامي 1910 و1986، والمشاركة في رصد كوكب بلوتو عام 1930، وتتبع الكسوف الكلي للشمس في الخرطوم عام 1952 ثم في مدينة السلوم عام 2006، حيث تم تصوير الهالة الشمسية بوضوح أكبر بعشر مرات.


شارك