موسكو تعرض التوسط بين واشنطن وطهران لحل الخلاف بشأن الملف النووي الإيراني

وقال مصدر مطلع لرويترز إن روسيا أعربت عن استعدادها للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران وإن الكرملين أعلن أنه سيفعل كل ما في وسعه لإيجاد حل سلمي للخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأمس، نقلت قناة “زفيزدا” التلفزيونية الروسية الرسمية تصريحا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد فيه موافقة الرئيس فلاديمير بوتن على التوسط في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
وقال المصدر المطلع إن موسكو عرضت الاضطلاع بدور الوساطة، لكن لم يتم تكليفها رسميا بهذه المهمة بعد. ولكن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك رفضت التعليق.
وتصاعدت حدة التوتر بعد أن أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية بعد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني واعتمد موقفا أكثر ودية تجاه روسيا. وهذا دفع الحلفاء الغربيين إلى توخي الحذر واليقظة في مواجهة محاولات الرئيس الأميركي التوسط لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.
جدد ترامب الشهر الماضي سياسته المتمثلة في ممارسة “أقصى قدر من الضغط” على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي. وفي الوقت نفسه، أكد أنه منفتح على الاتفاق ومستعد للتفاوض مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بريان هيوز، إن إدارة ترامب مستعدة للعمل مع “الأعداء والأصدقاء على حد سواء”، ولكن من موقع قوة، لضمان الأمن القومي الأميركي.
ومنذ ذلك الحين، نفت إيران اهتمامها بتطوير سلاح نووي. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من زيادة معدل تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60 في المئة. وستكون هذه القيمة قريبة من عتبة الـ90 في المائة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي.
وأكد هيوز أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية ومواصلة دعم الأنشطة “الإرهابية” في المنطقة.
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس أن وزير الخارجية ماركو روبيو ناقش الملف الإيراني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكدت أن واشنطن مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لاحتواء ما تراه تهديدا إيرانيا.
وفي وقت مبكر من عام 2015، وقعت إيران اتفاقا مع العديد من القوى الكبرى (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين) المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، والذي ينص على رفع العقوبات عن طهران مقابل الحد من برنامجها النووي. لكن واشنطن انسحبت من الاتفاق في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، مما دفع إيران إلى تقليص التزاماتها النووية تدريجيا.
أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن الدولي استعدادها لإعادة تفعيل جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران إذا لزم الأمر (ما يسمى آلية “العودة السريعة”) لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.
وبعد 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل، لن تتمكن هذه الدول من الاستفادة من هذا الإجراء، حيث ينتهي العمل بقرار الأمم المتحدة بشأن الاتفاق النووي لعام 2015 في ذلك التاريخ. وكان ترامب قد أصدر تعليماته لممثله في الأمم المتحدة بالعمل مع حلفائه لإعادة فرض العقوبات والقيود الدولية على إيران.