شيخ الأزهر: صمود الشعب الفلسطيني مليء بالشموخ والتحدي.. ولا تفسير له سوى أن الله استجاب لدعوات الضعفاء

منذ 12 ساعات
شيخ الأزهر: صمود الشعب الفلسطيني مليء بالشموخ والتحدي.. ولا تفسير له سوى أن الله استجاب لدعوات الضعفاء

الطيب: الشعب الفلسطيني بقي صامداً فخوراً مخلصاً لأرضه وعاد كالطوفان وكأن شيئاً لم يكن.

سماحة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين إن دعاء المسلمين إلى الله بأسمائه الحسنى لنصرة إخوانهم المستضعفين في غزة كان له أثر قوي في نصرتهم في قتال أعدائهم. وأوضح أن أهل غزة خلال هذه الفترة تعرضوا للقتل ليل نهار، بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، ودمرت المنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس ومن فيها، وكان هناك تدمير منظم ووحشي لم نشهد مثله في تاريخ الحروب من قبل. وكانت هذه الهجمات كافية لإبادة شعوب أخرى وتدميرها بالكامل خلال شهر واحد. وبمعجزة إلهية، وبفضل دعاء العديد من إخوانهم، صمدوا في وجه أحدث أدوات القتل والتدمير المصنعة في الغرب.

وقال الإمام الطيب في كلمته في الحلقة الرابعة من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب” لعام 2025 اليوم، إننا وجدنا الشعب الفلسطيني صامداً فخوراً متمسكاً بأرضه رغم كل ما عاناه، وأنه عاد كأنه طوفان وكأن شيئاً لم يكن. لا شك أن هذا الشعب هو الذي انتصر، لأن الصهاينة تصوروا أن شعبنا في غزة لن يتحمل كل هذا، وأن غزة سوف تخضع وتحترق وتنتهي خلال شهر أو شهرين، ولكن هذا لم يحدث، مع أن هذا الشعب لا يملك سلاحاً ولا سنداً إلى جانبه سوى دعاء إخوانه لإبقائه صامداً ومنصوراً.

وأكد شيخ الأزهر أن صمود الشعب الفلسطيني لم يكن صموداً عادياً، بل كان صموداً مليئاً بالفخر والتحدي. لا يوجد تفسير آخر لذلك سوى أن الله سمع دعاء الضعفاء ليلاً ونهاراً لمساعدتهم. وهذا هو أثر التوجه إلى الله تعالى بالدعاء والصلاة في مثل هذه المواقف. وهناك مواقف مشابهة كثيرة في تاريخنا، منها قوله تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الكافرين). وهذا ليس أمراً خيالياً بل أكده القرآن الكريم الذي يشير إلى أن نضال المسلمين هو دفاعاً عن عقيدة وحق، والتاريخ دائماً ينصف أهل الحق وينصرهم على أهل الباطل. لقد رأينا بأم أعيننا الظلم والقهر الذي يعاني منه أهل غزة، أهل الحق. في الواقع، كانت هناك لحظات لم نكن نستطيع فيها رؤية ما تراه أعيننا على الشاشات من قتل وتقطيع أوصال وذعر ومشاهد مؤلمة. ولم يكن بوسعنا أن نتخيل أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث في القرن الحادي والعشرين، بعد أن وعدنا بأن هذا القرن سيكون قرن الديمقراطية والسلام والحرية وحقوق الإنسان. ثم يأتي العدوان على غزة ليؤكد أن هذا قرن العبودية الأولى.

وقد أوضح الإمام الطيب أنه لا يشترط في العبد أن يعرف معنى أسماء الله الحسنى حتى يدعو بها، بل يكفي مجرد تكرارها في دعائه، عملاً بقول الله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءِ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). ولم يقل: اعرفه أو افهمه ثم صل به. بل يكفي أن ندعو به من دون فهم معناه، فإن ذلك يحتاج إلى دراسة متخصصة. بيّن أن أسماء الله الحسنى تحدث تأثيراً إذا ذكرت بالنطق الصحيح، سواء فهمها القائل أم لم يفهمها، لأن لكل اسم تأثيراً وأسراراً إذا نطق به من قلب حي واعٍ خائف. ومن ذلك ما ورد في الحديث من أن الكون كله هو أثر لهذه الأسماء.

وختم سماحته بقوله إنه لا يشترط في الدعاء النطق باسم من أسماء الله الحسنى، بل يجوز الدعاء بغير الأسماء الحسنى، عملاً بقول الله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخَفِيَّةً). ولم يربط الدعاء هنا بأسماء الله الحسنى، وكثير من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم لم تقترن بأسماء الله الحسنى. إن فضل الله وكرمه لا حدود لهما على من دعاه، سواء دعا بأسماء الله الحسنى أو بغيرها، بشرط أن يعتقد الداعي أن الله أصبح معينه الوحيد.


شارك