“الحرب العالمية الثالثة” تقفز بالاقتراض الحكومي العالمي لمستوى قياسي.. ماذا تخبرنا الأرقام؟

منذ 15 ساعات
“الحرب العالمية الثالثة” تقفز بالاقتراض الحكومي العالمي لمستوى قياسي.. ماذا تخبرنا الأرقام؟

وبحسب وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني، من المتوقع أن يصل الدين الحكومي العالمي إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 تريليون دولار هذا العام. وتتمثل الأسباب وراء ذلك في ارتفاع الإنفاق الدفاعي، وارتفاع تكاليف خدمة الديون، والضغوط الميزانية المستمرة.

ومن المتوقع أن تتصدر الولايات المتحدة والصين قائمة أكبر المقترضين، في حين ستظل دول أخرى، وخاصة مجموعة الدول السبع، عند مستويات اقتراض مرتفعة في ظل بحثها عن طرق لتمويل احتياجاتها الدفاعية المتزايدة. إذن، ماذا تخبرنا الأرقام عن حرب التجارة الباردة والمخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة؟

أقطاب الحرب التجارية: المقترضون الأكثر أهمية

ومن المتوقع أن يرتفع الدين الحكومي طويل الأجل بنسبة 3% في عام 2025 مقارنة بعام 2024، وهو ما يواصل الاتجاه الصعودي الذي بدأ في عام 2022.

ومن المتوقع أن تظل الولايات المتحدة أكبر مقترض سيادي؛ ومن المتوقع أن يصل حجم ديون الدول النامية طويلة الأجل إلى 4.9 تريليون دولار بحلول عام 2024، وهو ما يمثل زيادة قدرها 200 مليار دولار، ويمثل 40% من إجمالي الدين العام العالمي.

تعكس هذه التوقعات عجزًا كبيرًا في الميزانية وتكاليف فائدة مرتفعة وحاجة كبيرة لإعادة تمويل الديون.

بحلول عام 2026، قد يتجاوز عجز الميزانية الأميركية ستة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وقد يرتفع الدين العام إلى ما يقرب من 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

تعد الصين ثاني أكبر مقترض سيادي. ومن المتوقع أن يصل إجمالي انبعاثاتها إلى 2.1 تريليون دولار نتيجة لحزم التحفيز لدعم الاقتصاد، وهي أكبر زيادة اسمية بين جميع البلدان (370 مليار دولار، أو 22 في المائة).

وفي أجزاء أخرى من العالم، من المتوقع أن يظل الاقتراض عند مستويات مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يعكس الضغوط المالية المستمرة والإنفاق المرتفع.

زيادة الإنفاق الدفاعي كمحرك رئيسي للاقتراض

وفي مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة، تعمل العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا، على زيادة إنفاقها العسكري.

وفي أوروبا، من المتوقع أن يزيد الاقتراض لتمويل برامج بناء القدرات الدفاعية بشكل كبير مع سعي الحكومات إلى إيجاد خيارات تمويل بديلة، بما في ذلك الاقتراض المشترك على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ونتيجة لتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، أصبحت العديد من الحكومات تعتمد بشكل متزايد على القروض قصيرة الأجل. وقد أدى هذا إلى ارتفاع حصة الديون قصيرة الأجل في إجمالي الدين الحكومي، وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.

تكاليف الائتمان وأثرها على الدين العام

ومن المتوقع أن تظل تكاليف خدمة الديون مرتفعة، ومن المرجح أن تظل أسعار الفائدة عند مستويات أعلى مما كانت عليه في العقد الماضي.

وبالنسبة لبعض الاقتصادات الناشئة، بما في ذلك مصر، لا يزال الوصول إلى أسواق التمويل الدولية أمراً صعباً. ويضطرهم هذا إلى الحصول على قروض محلية قصيرة الأجل، وهي في كثير من الأحيان أكثر تكلفة.

ومن المتوقع أن يصل الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 70.4% في عام 2025 (مقارنة بـ67.7% في عام 2024)، وهو ما يعكس الاتجاه التصاعدي للدين العام الناتج عن العجز المستمر في الميزانية.

زيادة مخاطر الائتمان في الأسواق الناشئة

وتتوقع وكالة ستاندرد آند بورز أن يرتفع عدد الدول ذات التصنيف الائتماني المنخفض مثل B- أو أقل، والتي تشير إلى مخاطر عالية، بحلول عام 2025. وتتحمل بعض الاقتصادات الناشئة أعباء ديون هائلة، تصل في بعض الأحيان إلى ثلث إيراداتها الحكومية.

انخفاض طفيف في إصدارات السندات المستدامة

ورغم أن إصدار السندات الخضراء والمستدامة سيصل إلى 140 مليار دولار في عام 2024، فإن التوقعات تشير إلى انخفاض طفيف في عام 2025، على الرغم من أن الإصدار الفعلي قد يتجاوز التقديرات الأولية.

وبحسب وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، يواجه العالم فترة طويلة من ارتفاع معدلات الاقتراض، وارتفاع تكاليف التمويل، وزيادة المخاطر المالية بسبب استمرار الإنفاق الحكومي على عجز الميزانية والدفاع.


شارك