تصعيد دبلوماسي بين السودان والإمارات في مجلس حقوق الإنسان بسبب الدعم السريع

منذ 10 ساعات
تصعيد دبلوماسي بين السودان والإمارات في مجلس حقوق الإنسان بسبب الدعم السريع

خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حدث تصعيد دبلوماسي بين السودان والإمارات العربية المتحدة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات فيما بينهما بشأن النزاع المسلح في السودان. ووجهت الخرطوم اتهامات لأبو ظبي بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه الإمارات بشدة.

وخلال اللقاء انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسن حامد، دولة الإمارات العربية المتحدة رداً على نفي المندوب الإماراتي تورط بلاده في الصراع السوداني. وبحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا)، وصف السفير السوداني نظيره الإماراتي بأنه “ممثل للميليشيات المتمردة في مجلس حقوق الإنسان”، واتهمه بـ”إهانة” وزير العدل السوداني الذي يرأس الوفد السوداني في الاجتماع.

وفي كلمته، أكد حسن حامد أن “القوات المسلحة السودانية شرف نعتز به”، وشدد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. واتهم المندوب السوداني أيضا الإمارات بمحاولة “التلاعب بدعوات وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان”. وأضاف أن الهدف الحقيقي من هذه المطالب هو “إعطاء الميليشيات متنفسا حتى تتمكن الإمارات من تزويدها بمزيد من الأسلحة والذخائر”.

ودعا السفير حسن حامد مجلس حقوق الإنسان إلى إدانة ما وصفه بـ “التدخل الأجنبي” في السودان. وأكد أن بلاده تمتلك “أدلة تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع”، وأن هذه الأدلة تم عرضها على مجلس الأمن الدولي.

رد فعل الإمارات العربية المتحدة

لكن بعثة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف رفضت الاتهامات السودانية، وقالت إن موقف أبوظبي “ثابت وموثق” منذ اندلاع الصراع وإن البلاد لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان بل تعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتحقيق السلام.

خلال حوار تفاعلي مع المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك حول حالة حقوق الإنسان في السودان، أكد مندوب الإمارات العربية المتحدة جمال جامع المشرخ: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشاطر المفوض السامي قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في السودان وتصاعد العنف، وخاصة ضد النساء والفتيات”.

وقالت الإمارات في بيانها إن الإمارات قدمت مساعدات إنسانية كبيرة للسودان، بما في ذلك “200 مليون دولار مساعدات إضافية خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى للشعب السوداني الذي نظمته الإمارات بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي وإيجاد في أديس أبابا”.

وأكد البيان أيضا أن الإمارات “تدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني خلال شهر رمضان المبارك لضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع المحتاجين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن”، بما يتماشى مع دعوات المجتمع الدولي لإنهاء القتال.

وفي بيان آخر للبعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن بشأن السودان وجنوب السودان، جددت الإمارات العربية المتحدة دعمها لسيادة السودان وسلامة أراضيه ورفضها كافة الاتهامات الموجهة ضده.

وقالت الإمارات في بيانها: “من غير المقبول أن يواصل مندوب السودان لدى الأمم المتحدة محاولاته العبثية لتحويل انتباه مجلس الأمن عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها الأطراف المتحاربة من خلال الاستمرار في توجيه اتهامات كاذبة للإمارات”.

وأكدت الإمارات العربية المتحدة في البيان أن “موقفها كان واضحا وثابتا منذ اندلاع الصراع”. وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء الانتهاكات المتزايدة للقانون الدولي من جانب الأطراف المتحاربة، ودعوا جميع الأطراف السودانية إلى “الانخراط في محادثات السلام والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.

ويأتي هذا التصعيد على خلفية تصاعد التوترات بين السودان والإمارات، حيث تتهم الخرطوم أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي تقاتل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان منذ أبريل/نيسان 2023.


شارك