مدحت نافع: خطوة توحيد إدارة الشركات تحت مظلة واحدة تساهم في الحد من الهدر.. ولكن!

– تلعب صناديق الثروة السيادية دوراً هاماً في الاقتصاد. الهدف الرئيسي للإصلاحات الهيكلية هو منع إزاحة القطاع الخاص من قبل الدولة. وأرى إلغاء وزارة الشؤون الاقتصادية وتحويل الشركات القابضة إلى شركات لإدارة الأصول.
دكتور. قال الدكتور مدحت نافع أستاذ الاقتصاد وعضو اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي بمجلس الوزراء، إن وثيقة سياسة ملكية الدولة تنص بوضوح على أن صندوق الثروة السيادية سيلعب دورا مهما في إدارة أصول الدولة.
وفي تصريحات متلفزة لقناة العربية بزنس، مساء الأربعاء، أكد أن الضمانات ضرورية لمنع تحول صندوق الثروة السيادية إلى ما يشبه بنك الاستثمار القومي الذي يستثمر أمواله في شركات مختلفة دون تحقيق النتائج المرجوة.
وتساءل: «ما هي الضمانات التي تمنع تحول صندوق الثروة السيادية إلى نسخة من هذا النموذج؟». ما هو الدور الذي تلعبه وزارة قطاع الأعمال العام بعد نقل 45% من الشركات المملوكة للدولة أي 709 شركات بحسب مركز معلومات مجلس الوزراء في أغسطس/آب الماضي؟ ما هو موقف وزارة القطاع الاقتصادي العام من الصندوق السيادي وكيف ستتعامل معه؟
وأوضح أن صناديق الثروة السيادية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد، وخاصة في الدول الديمقراطية، على سبيل المثال من خلال المساعدة في التحكم في معاشات التقاعد، بينما في دول الشرق الأوسط تتم إدارة الصناديق بشكل إيجابي لتحقيق أهداف تتعلق بزيادة الإيرادات الحكومية.
وأكد أن التحرك نحو جمع إدارة عدة شركات تحت سقف واحد يعد خطوة جيدة ومن شأنه أن يساهم في تقليل النفايات. ولكن لكي تكون فعالة وتحقق أهدافها فإنها تحتاج إلى إدارات متخصصة يعمل بها موظفون على أساس الثقة والكفاءة.
وأشار إلى أن وزارة القطاع الاقتصادي العام تدخلت في مجال حوكمة الشركات خلال السنوات الأخيرة. واستشهد بعجز الإدارة، وقال: “أريد أن تتحول شركات القطاع الخاص المتبقية، التي تدير ما يقرب من نصف هذه الشركات، إلى شركات لإدارة الأصول، وأن يكون لصندوق الثروة السيادية، بدلاً من وزارة المؤسسات، نوع من الإدارة عليها، وإدارة محفظة من الأموال والأسهم، وليس عن طريق التدخل في شؤون الشركات، ولكن عن طريق تعيين المديرين التنفيذيين الموثوق بهم والتصويت في الجمعيات العامة”. هذه هي الطريقة الطبيعية. “لن نعيد اختراع العجلة.”
وأشار إلى افتقار صندوق الثروة السيادية للسيولة، قائلا: «صندوق الثروة السيادية يفتقر إلى النقد وليس لديه إدارة للتدفقات النقدية، وأخشى أن يتحول الصندوق مع مرور الوقت إلى مرقد لأصول يصعب تحويلها إلى أوراق مالية بعد تحويلها إلى أراض وعقارات لا يستطيع التصرف فيها». ومن المؤكد أن هذا من شأنه أن يزيد من قيمة أصول الصندوق؛ لكنني أعتقد أنه سيواجه مشكلة في السيولة النقدية، وهو ما سيساعده على إدارة الصندوق بكفاءة عالية”.
وأضاف أن الهدف الرئيسي للإصلاح الهيكلي هو منع القطاع الخاص من منافسة الدولة. وأضاف الخبير “لا نريد أن يتحول صندوق الثروة السيادية إلى ذراع كبير جديد يمنع الدولة من الخروج ويسمح للقطاع الخاص بإدارة أصوله بكفاءة أكبر”.
“أولاً وقبل كل شيء، أرى إلغاء وزارة قطاع الشركات، وتحويل الشركات القابضة إلى شركات إدارة الأصول، وجمع معلومات كافية عن جميع الشركات. وختم قائلا “في وثيقة ملكية الدولة ومتابعتها من قبل مركز معلومات مجلس الوزراء، بدا أن بعض الملكية غير محدودة بشكل كاف ويجب أن يكون هناك ذراع لصندوق الثروة السيادية يهتم بجمع وتحليل البيانات بدقة أكبر بكثير من ذي قبل، ويجب أن تكون التجارب على نطاق أصغر بحيث لا نبدأ بكل الأصول وننقلها، بل نبدأ ببعض الأصول ونحصل على بعض المكاسب السريعة حتى يتم إصدار شهادة النجاح”.