بعد 12 عامًا.. فيديو لمنزل طبيبة سورية اختفت مع أطفالها الـ6

قبل اثني عشر عامًا، اختفت بطلة الشطرنج السورية وطبيبة الأسنان رانيا العباسي بعد اعتقالها مع أطفالها الستة في عام 2013. ويبقى مصيرها مجهولا حتى يومنا هذا، فيما تواصل عائلتها البحث عن بصيص أمل أو على الأقل دليل يقودهم إلى أبنائها.
ونشرت نائلة العباسي شقيقة رانيا مقطع فيديو عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أول أمس الاثنين، من منزل رانيا في مشروع دمر في العاصمة السورية دمشق.
وفي مقطع الفيديو ظهرت بعض الدفاتر التي تركها الأطفال على عجل بعد أن كتبوا ورسموا بعض الأشياء بأصابعهم.
وفي الفيديو، عبرت نايلة عن الشوق والألم الذي تعيشه عائلة رانيا بسبب الانفصال عنها وعن أولادها. وأكدت شقيقة رانيا، وهي طبيبة أيضًا في السعودية، أنها “لا تستطيع وصف مدى الألم والقسوة التي شعرت بها عندما رأيت المنزل مهجورًا، دون أهله وسكانه”.
كما وصفت غياب شقيقتها وعائلتها عن البيت بكلمات مؤثرة: “الجدران والستائر حزينة وكأنها تئن على فراقهم.. وكل زاوية في البيت مغطاة بالغبار”.
وتابعت “أرواحهم وملابسهم وكتبهم وحقائبهم المدرسية لا تزال هناك… والثلاجة مليئة بالأطعمة الفاسدة”.
وقالت نايلة العباسي إنها حاولت عدم ذكر أي شيء لوالدتها نجاح المارديني. وكانت قد شهدت سجن زوجها لمدة 13 عامًا بين عامي 1980 و1993. لكن الأم البالغة من العمر 81 عاماً أصرت على السؤال، وعندما أخبرتها ساءت حالتها وكادت أن تصاب بنوبة قلبية.
في ديسمبر/كانون الأول 2024، ومع سقوط نظام بشار الأسد وإطلاق سراح آلاف السجناء من السجون، اكتسبت عائلة عباسي أملاً جديداً في معرفة مصير رانيا وأطفالها. وقامت العائلة بزيارة السجون وأجهزة الأمن المختلفة في دمشق وخارجها بحثاً عن المعلومات، ولكن دون جدوى. وأعربت شقيقة رانيا، نائلة العباسي، عن أملها في العثور على رانيا وأطفالها، حتى لو كان ذلك يعني فقط معرفة مكان دفنهم.
يُذكر أن العباسي، بطلة سوريا في الشطرنج في الثمانينيات والتسعينيات، اعتقلت من منزلها في مارس/آذار 2013 مع أطفالها الستة ومساعدها الشخصي، بعد يومين من اعتقال زوجها عبد الرحمن ياسين.
وبعد مرور عام، أكدت الأسرة مقتل زوجها عندما ظهرت صورة لجثته في ملف القيصر. يحتوي الملف على صور لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب في معسكرات السجون السورية. تم التقاط الصور بين عامي 2011 و2013 ونشرها عام 2014 مصور سابق في الشرطة العسكرية استخدم الاسم المستعار “قيصر” بعد فراره من البلاد.
أما رانيا التي اعتقلت وهي في الـ43 من عمرها، ومصير أطفالها الذين كانت أعمارهم حينها 14 و13 و11 و8 و6 سنوات، وطفل لم يتجاوز الثانية من عمره، فلا يزال مصيرهم مجهولاً.