سفير الأردن بالقاهرة: التوافق على الخطة المصرية لإعمار غزة يمنح الموقف العربي زخما وقوة

أشاد السفير أمجد العضايلة، سفير الأردن في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بنجاح قمة الأزمة العربية التي عقدت، أمس الثلاثاء، في العاصمة الإدارية، والتي اعتمدت خلالها الدول العربية بالإجماع الخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد العضايلة في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن هناك إجماعاً عربياً ودعماً عربياً للخطة التي قدمتها مصر بالتنسيق مع دولة فلسطين والدول العربية. ويعطي الموقف العربي الزخم والقوة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لأية مخططات تمس صموده على أرضه.
وأشار إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني أكد بشكل واضح في كلمته أمام القمة على ضرورة المضي قدماً في خطة إعادة الإعمار وعرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها.
وأشار إلى أن التنسيق الأردني المصري مستمر وكان واضحا حتى قبل وضع الخطة. إن موقف البلدين في الرفض المطلق لطرد الفلسطينيين من أرضهم واضح لا لبس فيه. وقد حرصت الأردن ومصر على المستوى العربي والدولي على التأكيد على ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتثبيتها على أرضه، ورفض كل المحاولات والمقترحات التي تسعى إلى تقويض فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال إن خطاب الملك عبدالله الثاني تناول أربعة محاور رئيسية أبرزها الملك بوضوح باعتبارها أساساً توافقياً للتقدم في تحقيق الاستقرار وإنهاء العنف. وتمثل هذه المحاور خريطة طريق يمكننا العمل عليها معًا.
وأوضح العضايلة أن المحور الأول هو الرفض التام لكل محاولات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وضم الأراضي، والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأن التركيز ينصب على دعم خطة إعادة إعمار غزة بحيث يتم عرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها.
وأوضح أن المحور الثاني الذي دعا إليه الملك عبدالله الثاني هو دعم جهود السلطة الفلسطينية الإصلاحية بما يخدم مصالح الأشقاء الفلسطينيين، وكذلك تطوير رؤية واضحة وقابلة للتنفيذ لإدارة قطاع غزة وربطه بالضفة الغربية لتوفير كافة الخدمات الأساسية وتحقيق الأمن اللازم.
وأشار إلى أن الملك عبدالله الثاني حذر في المحور الثالث من عواقب التصعيد الخطير في الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، عارض الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم هناك، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وتابع: “في الرؤية التي حددها جلالته فإن المحور الرابع هو التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، حيث يوفر ذلك أفقاً سياسياً شاملاً لإرساء الاستقرار في المنطقة وتجنيب الشعوب المزيد من الصراع”.
وأكد أن خطة إعادة إعمار قطاع غزة ستكون متوافقة مع خطة حكومة السلطة الفلسطينية والترتيبات الأمنية وإدارية لقطاع غزة خلال الأشهر الستة المقبلة.
واعتبر أن التحدي الأكبر اليوم هو المضي قدماً بالخطة وحشد الدعم الدولي والمالي لها، لأنها الخطة الوحيدة التي يمكن تنفيذها وتحقيق هدف تمكين الفلسطينيين من التوطين في أرضهم والمشاركة في إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن إعلان القمة ينص على التنسيق في إطار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة لإجراء اتصالات وزيارات إلى العواصم العالمية لشرح الخطة وتوضيح أهدافها ومراحلها.
وفيما يتعلق بجهود السلام، أكد على ضرورة توفر أفق سياسي واضح ينهي الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة كواقع حقيقي على أساس مبادئ الرابع من حزيران/يونيو 1967.
واختتم السفير كلمته بتقديم الشكر لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية على استضافة القمة العربية غير العادية وتوفير كافة التسهيلات والترتيبات والاستعدادات لضمان نجاح هذا المسعى. وأكد أهمية دور مصر وتأثيرها في تعزيز ودعم القضايا والمواقف العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما أعرب عن تقديره لرئاسة مملكة البحرين للقمة العربية العادية الثالثة والثلاثين، والتي وفرت مخرجاتها أسس العمل العربي المشترك نحو الموقف العربي الموحد الرافض للتهجير.