فرص ترسيخ هدنة غزة تتضاءل وعودة الحرب تلوح في الأفق

منذ 3 ساعات
فرص ترسيخ هدنة غزة تتضاءل وعودة الحرب تلوح في الأفق

بعد رفض إسرائيل والولايات المتحدة نتائج القمة العربية الطارئة في القاهرة، وتوجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إنذارا أخيرا” لحماس بالإفراج عن الأسرى، أغلقت آفاق التوصل إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومواصلة المفاوضات بشأن المرحلة المقبلة. وهكذا اختلطت الأوراق وبات العودة إلى الحرب هو السيناريو الأكثر ترجيحا.

ورافق العد التنازلي لاستئناف القتال خلال عشرة أيام، والذي ينتهي الأسبوع المقبل، إعلان إسرائيل أن الرئيس الأميركي حذر ليل الأربعاء الخميس من أن أي تأخير سيؤدي إلى “النهاية الحتمية” للحركة.

وقال ترامب “أطلقوا سراح الرهائن الآن وليس لاحقا وأعيدوا جثث من قتلتموهم وإلا سيكون هذا آخر تحذير لكم!”، مضيفا أنه سيعطي إسرائيل “كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة”، مؤكدا أن “أي عضو في حماس لن يكون في مأمن ما لم تستجب الحركة لهذا المطلب”.

ولم يفوت ترامب دعوة قادة حماس إلى “مغادرة غزة على الفور” قبل فوات الأوان، ووجه رسالة مباشرة إلى سكان غزة: “ينتظركم مستقبل مشرق، ولكن ليس إذا أبقيت على الرهائن، لأنكم حينها ستكونون في خطر!”.

وتأتي هذه التعليقات بعد لقاء الرئيس الأميركي بعدد من الرهائن المحررين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الذين تحدثوا عن معاناتهم. وفي ظل تصاعد التوترات في المنطقة والدعم الأميركي المتزايد للعمليات العسكرية الإسرائيلية، يشير هذا إلى أن “أبواب الجحيم” التي طالما هدد بها ترامب سوف تُفتح على المنطقة قريبا.

ومن المفارقات أن هذه التهديدات جاءت بعد الكشف عن أن المحادثات المباشرة بين الحكومة الأميركية وحماس بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والإسرائيليين المحتجزين في غزة كانت تجري في العاصمة القطرية الدوحة للمرة الأولى منذ عقود.

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز هذه المحادثات، التي قادها من الجانب الأميركي المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر، بأنها تغيير كبير في مسار الولايات المتحدة، التي “رفضت منذ فترة طويلة إجراء محادثات مباشرة مع مجموعات تصنفها واشنطن كمنظمات إرهابية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأميركية تنظر إلى حماس باعتبارها جماعة إرهابية منذ عقود، وأن المسؤولين الأميركيين، مثل نظرائهم الإسرائيليين، يعتمدون عموما على وسطاء مثل قطر ومصر لنقل الرسائل إلى الحركة بدلا من الجلوس مع قادتها.

وأكد البيت الأبيض إجراء المحادثات. وقالت المتحدثة باسم الوزارة كارولين ليفيت: “لقد تم التشاور مع إسرائيل بشأن هذه المسألة”. وأضافت أن “أرواح الأميركيين على المحك”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ورغم أن تعليقات البيت الأبيض كانت موجزة، فإن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي علق على الأمر قائلا إن إسرائيل “أوضحت وجهة نظرها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس خلال المحادثات مع الولايات المتحدة”.

وكان السياسيون الأميركيون والأوروبيون يأملون أن تؤدي سياسة قطع الاتصالات مع حماس إلى عزل الحركة وإضعافها بعد سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن النقاد شككوا بين الحين والآخر في فعالية المقاطعة المستمرة منذ سنوات بسبب عدم وجود تغيير واضح في مسار حماس.

وذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي منظمة إعلامية أميركية غير ربحية مقرها واشنطن، أن هذه المحادثات بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي واستمرت منذ ذلك الحين. وكانت هذه هي المرة الأولى “المعروفة” التي تتواصل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر مع حماس منذ أن صنفتها كمنظمة إرهابية في عام 1997.

ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في قطاع غزة. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 35 منهم. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، فيما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، بحسب موقع “أكسيوس” الإخباري. يشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين خمسة أميركيين، أحدهم إيدان ألكسندر البالغ من العمر 21 عاما، ومن المفترض أنه لا يزال على قيد الحياة.

وفي حين لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت إذاعة أميركية عنه، ما إذا كانت هذه المحادثات جرت مع ممثلين عن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أو إدارة ترامب، أشار إلى أن أعضاء من الفريقين كانوا حاضرين في محادثات وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني قبل تولي ترامب منصبه. لكن موقع “أكسيوس” أفاد بأن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا مؤخرا في محادثات مع حماس.

وذكر موقع أكسيوس، في إشارة إلى التحذير الأخير الذي وجهه ترامب لحماس، أن الرئيس الأميركي أعطى الحركة عدة “مطالب نهائية” منذ فوزه في الانتخابات. وكان آخر هذه التهديدات الشهر الماضي، عندما طالبها بالإفراج عن جميع الرهائن بحلول تاريخ معين الشهر الماضي. ولكن لم يحدث شيء بعد ذلك، على الرغم من أن الموعد النهائي قد انقضى دون تلبية طلبه.

ونظراً للعقبات التي تعترض الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهت المرحلة الأولى منه السبت الماضي بعد تمديدها 42 يوماً، واقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بلورة رؤية جديدة تضمن تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، فإن الوضع يبقى عرضة للتصعيد مجدداً، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي يصر على خروج حماس من المشهد ونزع سلاحها في قطاع غزة، وترفض الحركة الفلسطينية “المساومة على سلاح المقاومة”، وتصف ذلك بالخط الأحمر.


شارك