تقرير: خطة إسرائيلية لتوطين مليون مستوطن بالضفة حتى 2030
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تمكن المستوطنون، وبحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، من تهجير ما يقارب 1390 فلسطينيا، بينهم 660 طفلا، في الضفة الغربية المحتلة عبر العنف وتقييد الحركة والتدابير القسرية.
هذه البيانات واردة في تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وبحسب التقرير، ارتكب المستوطنون جرائم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خلال الفترة ما بين 7 يوليو 2023 و8 يوليو 2024.
تهجير 5 تجمعات بدوية
وقال تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن تصرفات السلطات الإسرائيلية وانتهاكات المستوطنين “ساهمت في تهجير خمسة تجمعات بدوية فلسطينية، تتألف من 18 عائلة و118 فردا، في النصف الأول من عام 2024”.
وتم خلال الفترة نفسها إنشاء 17 بؤرة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليصل إجمالي عدد البؤر الاستيطانية 95 للسيطرة على مساحة تقدر بنحو 412 ألف دونم، بالإضافة إلى 190 مستوطنة يسكنها حوالي 740 ألف مستوطن.
ووفقا للتقرير، يتفق الباحثون والخبراء على أنه، بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، أصبح إرهاب المستوطنين نشاطا يوميا تقريبا لا يمكن فصله عن سياسات الدولة لترسيخ الاحتلال وخطتها للتطهير العرقي وتمكين الاستيطان. توسع.
أرض خصبة لتربية الأفكار الإرهابية
وفي السياق ذاته، يشير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض والمقاومة الاستيطانية إلى أن “الأعمال الإجرامية التي تقوم بها المجموعات الاستيطانية، التي مكّنها الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير من تسليحها ووفرت لها الحماية الأمنية والقانونية، دخلت مرحلة متقدمة”. “من الإرهاب المنظم، في حين أصبحت المستوطنات مرتعا للأيديولوجيات الإرهابية ونشوء التنظيمات المتطرفة المسلحة.
العنف يرتكبه الأفراد، وليس الدولة
ويظهر تقرير صادر عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” في سياق إشارته إلى عنف المستوطنين أنه جزء من سياسة دولة الاحتلال التي تسمح به وتمكن من تنفيذه كجزء من من استراتيجية نظام الفصل العنصري، لاستكمال عملية احتلال الأراضي الفلسطينية.
ويوضح التقرير أن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون تسمح لإسرائيل بالادعاء بأن أعمال العنف يرتكبها أشخاص عاديون وليس الدولة أو أجهزتها الأمنية، في حين تستفيد استراتيجيا من هذا الوضع الشاذ دون مواجهة انتقادات دولية.
ويتابع: “على السطح، يبدو كما لو أن هناك طريقين منفصلين: تقوم الدولة بمصادرة الأراضي الفلسطينية بشكل علني ورسمي، في حين يمكن للمستوطنين أيضًا مصادرة الأراضي لتحقيق أهدافهم باستخدام العنف ضد الفلسطينيين من تلقاء أنفسهم”. المبادرة ولأسبابك الخاصة.
وبغض النظر عن إهمال شكاوى الفلسطينيين القانونية بشأن تعرضهم لإرهاب المستوطنين، فإن السلطات الإسرائيلية لا تجبر المستوطنين على إخلاء الأراضي المصادرة قسراً. بالإضافة إلى ذلك، يساعدونهم في إنشاء “بؤر استيطانية عشوائية” ويعملون لاحقًا على حل مشاكل وضعهم القانوني.
بؤر استيطانية جديدة
من جانبها، أشارت حركة السلام الآن الإسرائيلية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تستغل الحرب لخلق حوادث استيطانية جديدة على الأرض من خلال التصريح بإقامة 25 بؤرة استيطانية إضافية، والتصريح بإقامة 8721 وحدة استيطانية في المستوطنات القائمة. ووافق على تقنين خمس مستوطنات جديدة. وضمت ثلاث بؤر استيطانية تابعة للمستوطنات المجاورة، واعترفت بـ 70 بؤرة استيطانية “غير قانونية”.
40 ألف دونم منذ 2024
الى ذلك، وفي السياق ذاته، تشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت منذ مطلع العام 2024، الاستيلاء على 40 ألف دونم بهدف الاستيطان. ربط المستوطنات القائمة جغرافيًا أو توسيع حدود المستوطنات الأخرى أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية، مما يؤدي في النهاية إلى عزل المجتمعات الفلسطينية وانقطاع الاتصالات بينها.
مليون مستوطن في الضفة الغربية
ونقل التقرير عن وليد حبس، الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، قوله: “إن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، بدأت عملها مطلع عام 2023 بممارسات متسارعة لتحقيق رؤية إسرائيل. الحكومة الإسرائيلية “وزير المالية في الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش بزيادة عدد المستوطنين حق يهودي غير قابل للتصرف”.
ويوضح أن أشهر هذه الممارسات هو تحديد وضع البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستوطنات مستقلة، ونقل صلاحيات استخدام “أراضي الدولة” من ما يسمى بالإدارة المدنية لجيش الاحتلال إلى وزارات مدنية تديرها المستوطنين.