يوسف زيدان: مسلسل “معاوية” لا يستحق المشاهدة.. وبه كم أخطاء لا يُحتمل

فاتن المحمدي

منذ 3 ساعات

يوسف زيدان: مسلسل “معاوية” لا يستحق المشاهدة.. وبه كم أخطاء لا يُحتمل

دكتور. هاجم الكاتب والمتخصص في تراث المخطوطات العربية وعلومها يوسف زيدان، مسلسل “معاوية”، وأكد أنه لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع واقع الحياة العربية.

وقال زيدان، في بث مباشر عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن المسلسل يصور قريش وكأنهم يعيشون في روما وليس في مكة.

وأضاف الكاتب والمتخصص في تراث المخطوطات العربية وعلومها: “لو أراد المسلسل أن يتناول الجانب الإنساني في شخصية معاوية بن أبي سفيان لكان لابد أن يبدأ بحادثة اتهام هند بنت عتبة أم معاوية بالعار من قبل زوجها الأول ثم تبرئتها ليتزوجها أبو سفيان، وبقصة الرائي الذي تنبأ بأنها ستلد ملكاً عظيماً”.

وتابع زيدان: “المسلسل يصور أبو سفيان وكأنه فيلسوف عظيم مثل سقراط، رغم أن هناك واقعة شهيرة حيث كان مع عدد من زملائه ومارس الجنس مع عاهرة محترفة، وأنجبت طفلاً بعد تلك الواقعة، وهو ما يؤكد أنه كان تاجراً انتهازياً، وهو ما يؤكد أنه شاهد حلقة وثالثة ولم يتمكن من إكمال العمل؛ لأن العمل يحتوي على أخطاء فادحة تتعارض مع أبجديات الحياة القديمة التي اتبعها العرب؛ ومنها أن الورقة السمرقندية التي كتب عليها معاوية في الحلقة الثانية لم تظهر في شبه الجزيرة العربية إلا في القرن الثالث الميلادي، وأن الورقة التي قرأ عليها معاوية بالخط الناعم لم تظهر إلا في القرن الرابع الميلادي، أي بعد معاوية بثلاثمائة سنة.

وانتقد المؤلف والمتخصص في تراث المخطوطات العربية وعلومها تصوير المسلسل لمعاوية باعتباره أحد كاتبي الوحي، مؤكداً أن الرسول كان في الحادية عشرة من عمره وقت وفاته. وهذا تصريح الدكتور بشار عوض، أحد الشخصيات المرموقة في ذلك الوقت.

وأشار زيدان إلى أن المسلسل كان من الممكن أن يشكل ضجة اجتماعية وكان من الأفضل إنتاج مسلسل حول شخصية تاريخية مستنيرة أم لا. لأنه ليس في المصلحة العامة، خاصة وأن معاوية عيّن ابنه يزيد من بعده، وكان فاسقاً ويشرب الخمر على الكعبة المشرفة.

وقال زيدان إن معاوية التقى في بداية الحلقة الثانية بابن عمه الذي كان اسمه “كنود” والتي تعني لغوياً “ناكر الجميل”. كان العرب يطلقون على الفتاة الفخورة اسم “عنود” وليس “كنود”. وفي تلك اللحظة قررت التوقف عن مشاهدة المسلسل. لأنه لم يتحمل كمية الأخطاء في حلقة ونصف وأكد: شخصية معاوية ليست مثالية بل هو يبحث عن الدنيا.. وكان يقول هذه هي الدنيا وبالتالي لا يستحق مشاهدة المسلسل. علينا أن نبتعد عن ميراث الدم ونتخذ جانب الميراث النقي الذي يعد العقل للعلم الحديث.