الصوم الكبير في الكنيسة الكاثوليكية.. طقوس روحية وتأملات إيمانية استعدادًا لعيد القيامة

قال نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي على الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك ورئيس اللجنة الأسقفية للإعلام بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، إن الصوم الكبير، أو الصوم الأربعيني أو الصوم التحضيري لعيد القيامة، يستمر عادة 47 يوماً، منها 40 يوماً من الصوم ثم سبعة أيام من أسبوع الآلام.
وأضاف الأنبا باخوم لـ”الشروق” أن الصوم الكبير يبدأ عادة بالاحتفال بطقس لاتيني نسميه أربعاء الرماد، لكنه في كنائسنا الشرقية يبدأ يوم الاثنين، بل إنه بدأ يوم الاثنين الماضي فقط. وأشار إلى أنه في الكنيسة اللاتينية يتم استخدام طقس أربعاء الرماد لأنه يشبه الرماد ويرش على جبين الإنسان لتذكيره بأنه من التراب وسيعود إليه، وبالتالي فهو دعوة للتوبة والمحبة والأخوة والسلام بيننا جميعا.
بالنسبة للكاثوليك، يتميز الصوم الكبير بأعمال الرحمة الإلهية: الصوم، والصلاة، والصدقة. ويحتفل المؤمنون أيضًا بفترة من الصيام المتقطع، من منتصف الليل إلى الظهر أو حتى نهاية القداس اليومي، باستثناء أيام السبت والأحد. ويمتنع الصائمون أيضًا عن تناول اللحوم والدواجن وجميع منتجات الألبان.
ويتم تكثيف الصلاة الفردية والجماعية، وتقام صلوات تأملية مثل درب الصليب، الذي يذكرنا بآلام المسيح، ويتم تشجيع المؤمنين على مساعدة الفقراء والتبرع للجمعيات الخيرية كجزء من التوبة والتكفير عن خطاياهم.
يهدف الصوم إلى تجديد العلاقة مع الله والاستعداد روحياً لعيد الفصح من خلال ضبط النفس والتأمل والتوبة. ويعكس الصوم أيضًا تضامن المؤمنين مع آلام المسيح، ويعزز قيم التضحية والتواضع.
يعد الصوم وقتًا استثنائيًا في حياة الكاثوليك، فهو يجمع بين الطقوس الدينية والتأمل الشخصي والتضامن الإنساني، ويوفر الفرصة للعودة إلى الجذور الروحية استعدادًا للاحتفال بأهم عيد مسيحي، عيد الفصح.