خبراء يحذرون من تحويل وسط البلد لـمنتجعات وقرى سياحية

منذ 3 ساعات
خبراء يحذرون من تحويل وسط البلد لـمنتجعات وقرى سياحية

– عميد التخطيط العمراني بالقاهرة: تطوير القاهرة الخديوية يجب أن يكون بطريقة مختلفة عن المناطق المفتوحة.

– سهير حواس: لا مجاملات في إطار منظومة الحفاظ على مناطق التراث الثقافي

 

وفي حين أعلنت الحكومة عن نيتها تنفيذ خطة لتطوير منطقة وسط المدينة للاستفادة القصوى من تراثها الثقافي وتحويلها إلى مشاريع استثمارية وسياحية كبرى، حذر خبراء التخطيط الحضري والتراث من التعامل مع خطة التطوير باعتبارها مناطق مفتوحة مثل المنتجعات والقرى السياحية؛ خوفا من تغيير الهوية التقليدية.

وقال محمد رفعت، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، لـ«الشروق»: «يجب أن نتعامل مع المعالم التاريخية والثقافية في الحي الخديوي بالقاهرة بحذر شديد». – استخدام منهجية ودراسات مختلفة عن تلك المستخدمة في معالجة المناطق المفتوحة مثل المنتجعات والقرى السياحية؛ لتجنب أي ضرر أو تدهور للمباني.

من جانبها أوضحت الدكتورة سهير زكي حواس، أستاذ العمارة والتخطيط العمراني بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، أن المباني المدرجة في القاهرة الخديوية مسجلة بموجب القانون رقم 144 لسنة 2006. وأشارت إلى أن تصريحات رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار عن رغبة شركته في المساهمة في تطوير وسط المدينة، ساهمت في فتح باب الحفاظ على المناطق والمباني التراثية، وأظهرت إدراك المصريين لأهمية ذلك.

وأكدت سهير حواس لـ«الشروق»، أن هناك ضوابط وشروط وضعها الجهاز القومي للتنسيق الحضري لحماية المنطقة، يجب على أي شركة أو مستثمر يرغب في الاستثمار بمنطقة القاهرة الخديوية الالتزام بها.

وأشارت إلى أن هناك لجنة داخل الهيئة القومية للتخطيط العمراني تسمى لجنة مناطق حماية الآثار والمباني، مهمتها الموافقة أو رفض أي أعمال بناء في مناطق حماية الآثار والمباني. وتضم اللجنة مهندسين وخبراء في فن العمارة يقومون بمعاينة المنطقة المراد تطويرها قبل البدء بأعمال البناء. ضمان أن مقترحات التطوير تتوافق مع معايير ومتطلبات الحفاظ على التراث في المنطقة.

وأوضحت أنه لا يوجد مجاملة أو محاباة في نظام الحفاظ على المعالم الثقافية، وأكدت أن هيئة تنسيق المدينة لا توافق على أي أعمال تطوير إلا بدقة متناهية حتى لا تتأثر المعالم الثقافية بأي قصور في النسيج العمراني أو المظهر البصري لهذه المناطق.

وأضاف حواس أنه من غير المقبول التخلي عن اسم “القاهرة الخديوية” وإعطاء المدينة اسمًا آخر. وأشار إلى أن إعادة تسمية المكان قد يسعى إلى تحقيق أهداف غير معلنة أو يتجاهل قيمة المنطقة بتاريخها وطابعها المعماري المميز.

وتابعت: «لا شك أنه سيكون هناك استثمار في المنطقة، لأن المستثمر لا يأخذ المنطقة أو المباني التاريخية معه، بل إن عائد استثماره يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني». كما توجد هيئات معنية بمراجعة أي أعمال أو مقترحات بناء قبل تنفيذها حفاظاً على التراث الثقافي المصري. ودعت الحكومة إلى عدم الاستسلام لأي رأس مال مستثمر، لأن ذلك سيؤدي إلى محو الهوية التاريخية لكل منطقة، والتي تتميز بطابع معماري فريد.

وأشارت إلى أن القاهرة الخديوية عبارة عن متحف مفتوح من الصعب تقليده، وأن تغيير طابعها العمراني أمر غير مقبول. وأكدت أنه لا يجوز بناء أبراج سكنية في هذه المنطقة حتى لا تتغير هوية المباني التاريخية.

وقال خبير التطوير العمراني حسين حسن: «لا يوجد أي اعتراض على مقترحات تطوير القاهرة الخديوية، سواء من الحكومة أو رجل الأعمال محمد العبار، بشرط ألا يتم التعامل معها كمنطقة جديدة مثل الساحل الشمالي أو القرى والمنتجات السياحية».

وأضاف حسن لـ«الشروق» أن وسط المدينة يحتاج إلى تطوير، لأن خطة التطوير التي تنفذها الحكومة حالياً تعتمد فقط على التطوير الخارجي للمباني، لكن القاهرة الخديوية تحتاج إلى خطة تطوير شاملة للداخل والخارج.

أكد مؤسس البيت المعماري المصري عصام صفي الدين، أن خطط تطوير وسط المدينة لا يمكن أن تسمى تنمية. بل ينبغي الحديث عن تحسين الكفاءة أو استعادة القيمة الأصلية والإبداعية والتاريخية أو الوطنية للمنطقة. وقال: «ليس لدي اعتراض على خطة تطوير القاهرة الخديوية، بشرط ألا يتم التعامل مع المباني كالمباني الحديثة».

من جانبه، قال رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضري، محمد أبو سعدة، إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أمر بتشكيل «وحدة» تضم كافة الجهات المعنية. ومن أجل التوصل إلى آليات تنمية منطقة وسط المدينة دون المساس بهويتها الحضرية، كلف أيضاً شركة استشارية دولية بإعداد خطة لإحياء القاهرة الخديوية وإعادة استخدامها.

وأضاف أبو سعدة لـ«الشروق» أن أي مقترحات مكتوبة يقدمها المستثمر للحكومة تتضمن رؤية لتطوير وسط المدينة، يتم دراستها بعناية شديدة من قبل الجهاز بالتنسيق مع الجهات المعنية، ثم الموافقة عليها أو رفضها وفقاً للاشتراطات والضوابط لحماية التراث في المنطقة. وقال: «إن القاهرة الخديوية لها هويتها العمرانية الخاصة، التي تتميز بطابعها المعماري الفريد؛ ولذلك، يجب الحفاظ على الضوابط ذات الصلة وتطويرها بشكل أكبر.


شارك