الإمارات تنتقد رفع السودان قضية ضدها أمام أعلى محكمة أممية

أصدرت الإمارات العربية المتحدة بيانا بعد أن رفع السودان دعوى قضائية ضدها أمام أعلى محكمة في الأمم المتحدة. وقالت إن القضية “لم تكن أكثر من مجرد خدعة دعائية ساخرة”.
رفعت السودان دعوى قضائية أمام أعلى محكمة في الأمم المتحدة، زاعمة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تمويل وتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية المتمردة في الحرب الوحشية المستمرة في البلاد.
وقالت الإمارات العربية المتحدة في بيانها إن القضية “تهدف إلى تحويل الانتباه عن التورط المؤكد للقوات السودانية في الفظائع واسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه”.
وأضاف بيان الإمارات أن الاتهامات في قضية السودان “ليس لها أساس قانوني أو واقعي وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن الحرب المأساوية”. واحتراماً لمحكمة العدل الدولية باعتبارها الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ستسعى إلى إلغاء هذه المذكرة التي لا أساس لها من الصحة فوراً.
وتتهم السودان دولة الإمارات العربية المتحدة بـ”التواطؤ في الإبادة الجماعية لقبيلة المساليت من خلال تقديم الدعم المالي والسياسي والعسكري الواسع لميليشيات الدعم السريع المتمردة”.
وقالت محكمة العدل الدولية في بيان إن الدعوى التي رفعها السودان الأربعاء تتعلق بأفعال يزعم أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبتها، بما في ذلك “الإبادة الجماعية والقتل وسرقة الممتلكات والاغتصاب والتهجير القسري والتعدي وتدمير الممتلكات العامة وانتهاكات حقوق الإنسان” ضد قبيلة المساليت.
وأضافت المحكمة أن السودان تتهم الإمارات العربية المتحدة “بالتواطؤ في الإبادة الجماعية للمساليت من خلال تقديم الدعم المالي والسياسي والعسكري الواسع النطاق لميليشيا قوات الدعم السريع المتمردة”.
وطلبت السودان أيضا من المحكمة إصدار تدابير مؤقتة عاجلة ضد الإمارات. ودعا، من بين أمور أخرى، الإمارات العربية المتحدة إلى بذل كل ما في وسعها لمنع عمليات القتل والجرائم الأخرى ضد المساليت.
يُذكر أن السودان انزلق إلى صراع دموي في منتصف أبريل/نيسان 2023، مع استمرار التوترات بين الجيش والمتمردين شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وانتشارها إلى مناطق أخرى.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 24 ألف شخص وإجبار أكثر من 14 مليون آخرين ــ أي حوالي 30 في المائة من السكان ــ على الفرار من منازلهم.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 3.2 مليون سوداني فروا أيضًا إلى الدول المجاورة.
وجاء إعلان القضية أمام المحكمة الدولية بعد أقل من أسبوعين من توقيع قوات الدعم السريع وحلفائها على ميثاق مهد الطريق لتشكيل حكومة موازية في أعقاب التحركات الأخيرة التي اتخذها الجيش السوداني ضد الجماعات المنافسة.