“درع السماء”.. خطة أوروبية جديدة لمواجهة روسيا في أوكرانيا

ويدرس خبراء عسكريون تشكيل قوة جوية أوروبية تضم 120 طائرة مقاتلة لحماية المجال الجوي فوق أوكرانيا من الهجمات الروسية. لكن هذا لا يؤدي بالضرورة إلى مزيد من التصعيد في الوضع مع موسكو، وفق ما ذكرت صحيفة “الغارديان”.
وتهدف الخطة المعروفة باسم “درع السماء” إلى إنشاء منطقة دفاع جوي مستقلة عن حلف شمال الأطلسي بقيادة أوروبية لردع هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة الروسية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية. ويقول أنصاره إن ذلك قد يكون جزءًا من “هدنة في الجنة” اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع.
وبحسب الخطة فإن الدفاع الجوي سوف يغطي ثلاث محطات طاقة نووية عاملة في أوكرانيا، بالإضافة إلى مدينتي أوديسا ولفيف، ولكن ليس الجبهة الشرقية أو خطوط المعركة المباشرة.
وبحسب دراسة حديثة فإن تنفيذ نظام “سكاي شيلد” قد يكون له تأثير عسكري وسياسي واقتصادي أكبر من نشر 10 آلاف جندي بري أوروبي.
وبحسب صحيفة الغارديان، يحظى الاقتراح بدعم عدد من القادة العسكريين والسياسيين السابقين، بما في ذلك فيليب بريدلوف، القائد السابق للقوات الجوية الأميركية في أوروبا، والسير ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي، والألكسندر كواسنيفسكي، الرئيس البولندي السابق.
على الرغم من أن فكرة إنشاء منطقة دفاع جوي فوق أوكرانيا كانت مطروحة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، إلا أنه لم يتم تحقيق تقدم يذكر. لكن الخطة اكتسبت زخما جديدا هذا الأسبوع بعد اجتماع متوتر بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، مما أدى إلى قطع الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لكييف.
لقد دفع القرار الأمريكي أوروبا إلى إعادة تقييم دورها في دعم أوكرانيا. وهذا صحيح بشكل خاص في ضوء المخاوف المتزايدة من أن القارة قد تكون مسؤولة وحدها عن أمن البلاد، إما أثناء الحرب أو بموجب اتفاق سلام مستقبلي.
ولكن بعض الساسة الأوروبيين ما زالوا مترددين بشأن الخطة، خوفا من أنها قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، خاصة إذا تعرضت الطائرات المقاتلة الأوروبية للهجوم أو إسقاطها خلال مهماتها الجوية.
ومع ذلك، يقول مؤيدو المشروع إن “المخاطر التي يتعرض لها طيارو سكاي شيلد منخفضة” لأن روسيا لم تجرؤ على إرسال طائراتها المقاتلة إلى ما وراء خطوط المواجهة منذ أوائل عام 2022. وبحسب المخططين، فإن المقاتلات الأوروبية ستبقى على مسافة تزيد عن 200 كيلومتر من الطائرات الروسية.
وتستمر روسيا في تنفيذ هجمات منتظمة باستخدام الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار، ومن المتوقع أن تساعد الدوريات الجوية الأوروبية كييف في اعتراض هذه الهجمات.
قالت القوات الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إن روسيا أطلقت 181 طائرة بدون طيار وأربعة صواريخ على أهداف مختلفة.
ورغم أن الدفاع الجوي الأوكراني نجح في إسقاط معظم الطائرات بدون طيار، إلا أن شخصًا واحدًا قُتل في مدينة أوديسا كما تعرضت البنية التحتية في المنطقة للهجوم.