50 عامًا على رحيلها.. أم كلثوم في عيون النقاد والمثقفين: أسطورة مصرية تربعت على عرش الغناء

منذ 2 أيام
50 عامًا على رحيلها.. أم كلثوم في عيون النقاد والمثقفين: أسطورة مصرية تربعت على عرش الغناء

الناقد والباحث هيثم أبو زيد: حققت معجزة غنائية.

أشرف عبد الرحمن: جلست على عرش الغناء – هدى زكريا: توحدت مع وطنها وقدمت أجمل الأغاني الوطنية سالي جاد: نموذج متطور لتحويل الضمير – الكاتبة سامية عبد المنعم: رمز للذكاء الفريد – إيناس فؤاد: استطاعت أن تنقل لجمهورها حبها وانتمائها لمصر.

في إطار احتفالات وزارة الثقافة بعام كوكب الشرق أم كلثوم، وبمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيلها، استضاف قطاع الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، أمس الخميس، بمركز الهناجر للفنون، نسخة جديدة من ملتقى الهناجر الثقافي، الذي أقيم هذا الشهر تحت عنوان «أم كلثوم ذاكرة وطن وتاريخ شعب».

أدار اللقاء الناقد الأدبي الدكتور. ناهد عبد الحميد مديرة ومؤسسة المنتدى، والتي بدأت كلمتها بالترحيب بضيوف المنصة قائلة: اليوم نتحدث عن شخصية مصرية صنعت نفسها وزودت نفسها بكل عوامل النجاح. إنها أسطورة مصرية حقيقية، كوكب الشرق، أم كلثوم، صاحبة العصمة وفخر مصر والعالم العربي، والتي كانت القوة اللطيفة الأولى لمصر وساهمت في بناء الشخصية المصرية. وهي أول من فكر في تشكيل نقابة للموسيقيين، وارتبط اسمها بقضايا وطنية ودينية للوطن. وأكدت أن عبقريتها لم تكن في صوتها فقط بل في شخصيتها أيضاً، وأشارت إلى أنها لم تترك لنا سوى جسدها وبقيت بيننا بصوتها وفنها الجميل.

وقال المؤرخ والناقد الفني هيثم أبو زيد إن أم كلثوم كانت تمتلك موهبة غنائية عجيبة، وإن من يسمع صوتها يجب أن ينصت جيدا. وعرض على الشاشة مقتطفات من أغانيها التي أظهرت موهبتها الفريدة وجمال صوتها وشخصيتها، ومنها: “النغمة الواثقة، والقدرة على تكرار الكلمة في البيت عدة مرات، والغناء وكأنها زعيمة سياسية، واستخدام بعض الأشكال الصوتية ضمن أشكال أخرى، وامتلاك معدل اهتزاز مرتفع وإتقان لغة الجسد على مستوى عالٍ جدًا”، مشيرًا إلى أنها تتمتع بمكانة كبيرة في قلوب معجبيها، وهو ما ظهر بوضوح عندما ودعها جمهورها في جنازة كبيرة وأرسلوها إلى مثواها الأخير.

دكتور. وأكد أشرف عبد الرحمن رئيس قسم النقد الفني بأكاديمية الفنون، أن أم كلثوم تمتلك كافة مقومات وعوامل النجاح، وأنها عاشت أجيالاً موسيقية مختلفة، وتمتلك صوتاً قوياً معبراً يجمع بين نقيضين يصعب الجمع بينهما في صوت واحد، وهما القوة والتعبير. إنه صوت لا يعرف التنافر.

وأضاف أن أم كلثوم كانت معاصرة لجيل من الشعراء الجدد الذين لعبوا دورا مهما في تطور الأغنية، ما مكنها من المساهمة في تطوير الموسيقى العربية وتأسيس عصر يعرف بـ«عصر أم كلثوم» الذي تربعت فيه على عرش الأغنية. وأكد أن الفنان حتى يصل إلى مكانة مرموقة يجب أن يتمتع بعقلية تتحكم بموهبته.

دكتور. من جانبها، أوضحت هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن أم كلثوم نقيت الواقع الثقافي وجمعت الجهود المتناثرة للثقافة المصرية بأسلوبها الغنائي الراقي. وبفضل تشجيعها وتوفير المناخ الثقافي المناسب جسدت أم كلثوم حلم التقدم الاجتماعي، ومهدت بأسلوبها الراقي الطريق أمام العديد من المطربين المتميزين مثل عبد الحليم حافظ وغيره. وأشارت إلى أن أم كلثوم كانت تتوحد مع وطنها مصر وتغني أروع الأغاني الوطنية التي وثقت الأحداث التاريخية للوطن.

دكتور. من جانبها قالت الدكتورة سالي جاد، وكيل كلية اللغات والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن أم كلثوم نموذج حي وأنيق لإعادة تشكيل وجدان الشباب، وأنها من الشخصيات المؤثرة للغاية التي التقت بها من خلال الأبحاث الطلابية في الجامعة. وأضافت أن أم كلثوم استطاعت السيطرة على مزاج الجمهور في المسرح بلغة جسدها وثباتها العاطفي.

وأكدت أيضاً على ضرورة تعزيز فكرة الاستعانة بالنماذج المشرفة كقدوة للشباب. وأشادت باستخدام تقنية «الهولوغرام» التي تجذب الأجيال الجديدة، وأكدت على ضرورة استخدام كافة التقنيات الحديثة لتقديم فن رفيع المستوى ومشرف للشباب.

وأشارت الصحافية والكاتبة القصة القصيرة سامية عبد المنعم إلى أن عبقرية أم كلثوم ظهرت أيضاً في أنها أحاطت نفسها بمجموعة من الصحافيين الكبار، مثل محمد التابعي، ومصطفى وعلي أمين، وإحسان عبد القدوس، ومحمود عوض، ومحمد حسنين هيكل.

وقال التابعي في أحد مقالاته عنها إنه لا يستطيع وصف ذلك الصوت، بينما أجرى محمود عوض حواراً مع أم كلثوم يعد من أعظم الحوارات حيث تحدث عن شخصية أم كلثوم كإنسانة منذ طفولتها. وكان العنوان الرئيسي للمقابلة هو “أم كلثوم التي لا يعرفها أحد”، والذي أصبح فيما بعد عنوان كتابه الأكثر شهرة. وأضافت أن نجمة الشرق تعمل صحفية، حيث أجرت حوارًا مع محمد حسنين هيكل، وكذلك لقاءً إذاعيًا مع إحسان عبد القدوس، وهو ما يجعلها رمزًا للذكاء الفريد وكل شيء جميل في حياتنا.

دكتور. بدأت إيناس فؤاد، مديرة مؤسسة عظيمات مصر والعالم العربي للتنمية المستدامة، كلمتها بالسؤال: “ما الذي كان بينها وبين الله حتى أحبها كل هؤلاء الناس من جيل إلى جيل؟” وأكدت أن أم كلثوم أحبتها مليارات القلوب، واستطاعت أن تنقل لجمهورها حبها وانتمائها لمصر. كما أشارت إلى الدور المهم لوالد أم كلثوم الذي دعمها منذ البداية، وهو ما يعكس دور الأب والأم والأسرة بشكل عام في دعم أبنائهم وإظهار مواهبهم. وبعد ذلك تم التعريف بأصغر متطوعة في الجمعية الطفلة “جويرية” والتي ألقت بعض الأبيات الشعرية.

وتضمن برنامج الملتقى باقة من المقاطع الصوتية من أغاني نجمة الشرق قدمتها فرقة عشاق اللحن بقيادة المايسترو الدكتور أحمد العوضي. محمد عبد الستار ومنها “هذه ليلتي سأنساك، غن لي قليلاً، اسأل روحك التي تبقيني مستيقظاً طوال الليل” وغيرها. دكتور. قدم الدكتور شادي ناصيف، أستاذ بكلية التربية الموسيقية بالزمالك وأحد المبدعين من ذوي الإعاقة، أغنية “الأمل” للفنانة نجمة الشرق، بمصاحبة عزفه على العود.


شارك