ترامب يعدل عن قراره ويؤجل بعض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا

وسط مخاوف واسعة النطاق بشأن العواقب الاقتصادية لحرب تجارية أوسع نطاقا، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على العديد من الواردات من المكسيك وبعض الواردات من كندا لمدة شهر.

ويصر البيت الأبيض على أن الرسوم الجمركية تهدف إلى وقف تهريب الفنتانيل. لكن الضرائب التي اقترحها ترامب خلفت صدعًا كبيرًا في شراكة تجارية مستمرة منذ عقود في أميركا الشمالية. كما أدت خطط ترامب للرسوم الجمركية إلى خسائر في أسواق الأسهم وإثارة قلق المستهلكين الأميركيين.

وبالإضافة إلى اتهاماته بشأن الفنتانيل، أصر ترامب على أن الرسوم الجمركية يمكن حلها من خلال القضاء على العجز التجاري، وخلال خطابه في المكتب البيضاوي أكد أنه لا يزال يخطط لفرض رسوم جمركية “متبادلة” اعتبارًا من الثاني من أبريل.

وقال ترامب قبل التوقيع على الأوامر: “ستدخل معظم الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في الثاني من أبريل”. “لدينا حاليًا بعض الرسوم المؤقتة الصغيرة نسبيًا والبسيطة ولكنها مهمة مع ذلك والتي تتعلق بالمكسيك وكندا.”

وقال ترامب إنه لا يخطط لتمديد الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمئة على السيارات لمدة شهر آخر.

سيتم إعفاء الواردات من المكسيك التي تتوافق مع اتفاقية التجارة لعام 2020 بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا من الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمائة لمدة شهر واحد، وفقًا للأوامر التي وقعها ترامب. وسيتم أيضًا إعفاء السيارات المستوردة من كندا والتي تتوافق مع اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا من الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمائة لمدة شهر واحد. تم فرض تعريفة جمركية بنسبة 10 بالمائة على البوتاس الذي يستورده المزارعون الأمريكيون من كندا.

قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إنها ستعلن عن أي إجراءات انتقامية يوم الأحد، لكن ترامب أشاد بالتقدم الذي أحرزته في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. ودفعه هذا إلى تأجيل الرسوم الجمركية التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الكامل في فبراير/شباط.

وقال ترامب في تصريح لشبكة “تروث سوشيال” الإخبارية: “لقد فعلت ذلك كحل وسط، احتراما للرئيس شينباوم”. وأضاف “علاقتنا كانت جيدة للغاية ونحن نعمل بجد معًا على الحدود”.

وساهم القرار أيضًا في تخفيف التوترات مع كندا، التي فرضت رسومًا جمركية انتقامية بقيمة 30 مليار دولار كندي (21 مليار دولار) على السلع الأميركية. وأعلنت الحكومة الكندية تعليق المرحلة الثانية من الرسوم الجمركية الانتقامية، والتي كانت ستفرض على بضائع أميركية إضافية بقيمة 125 مليار دولار كندي (87 مليار دولار أميركي).

لكن التهديدات المتكررة التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية أدت إلى إرباك الأسواق المالية، وإضعاف ثقة المستهلكين، وترك العديد من الشركات في حالة من عدم اليقين، وهو ما قد يؤثر سلباً على العمالة والاستثمار.