موريتانيا.. حركة الحر تنتقد تهميش الأرقاء واستمرار معاناتهم لقرون

وانتقدت حركة “الأحرار”، التي أسسها في سبعينيات القرن الماضي نشطاء من جماعة “العبيد السابقين”، النظام الحاكم في موريتانيا بشدة لفشله في تلبية مطالبهم في مواجهة الواقع المرير. جاء ذلك في بيان أصدرته اليوم الخميس في نواكشوط حركة تحرير وانعتاق الحراطين “أحرار” بمناسبة ذكراها الـ47. وفي هذا الصدد، انتقدت بشدة “التجاهل التام” من جانب النظام الحاكم في موريتانيا لقضية “الحراطين” وتدهور ظروفهم المعيشية التي “لم تتحسن قيد أنملة منذ الاستقلال، بل أصبحت أكثر تعقيدا”.
واتهمت الحركة النظام السياسي القائم بأنه “لا يزال عالقا في العصور الوسطى ويرتكز على القبلية والعبودية الهرمية، مما يؤدي إلى استمرار إقصاء وتهميش الحراطين، الذين يمثلون إحدى أكبر المجموعات العرقية في البلاد”.
وأشارت إلى أن “النظام تجاهل المشكلة بشكل كامل ودخل في مرحلة الإنكار والمواجهة مستغلاً الخطابات العامة وتوزيع المساعدات الاجتماعية للتظاهر بالاهتمام الكاذب”، على حد وصفها.
وأكدت الحركة أن “التعيينات في أجهزة الدولة مقتصرة على فئة واحدة”، مشيرة إلى أن “الفرص القليلة الممنوحة للحراطين تفيد من وصفتهم بـ”من ينكرون أصولهم”، بينما تحرمهم من مناصب النفوذ”.
ويشكل “العبيد السابقون” جزءا كبيرا من سكان موريتانيا ولا توجد إحصائيات رسمية عنهم من الدولة أو الهيئات المستقلة، لكن التقديرات تشير إلى أنهم يشكلون نحو أربعين في المائة من سكان موريتانيا.
ومن بين أبرز كوادر “العبيد السابقين” رئيس البرلمان السابق مسعود ولد بلخير، ورئيس الوزراء السابق محمد ولد بلال مسعود، والناشط الحقوقي المعروف وزعيم المعارضة والمرشح الرئاسي بيرم ولد الداه ولد عبيد، مؤسس حركة مناهضة العبودية “انبعاث التيار الانعتاقي”.
ويطالب الحراطين “بمزيد من المساواة والحقوق ووضع حد للمعاناة التي تسببها ممارسة العبودية المستمرة منذ قرون في موريتانيا”.