شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»

منذ 8 ساعات
شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»

الطيب: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تساهم في فهم كتاب الله تعالى.

 

الإمام الأكبر د. أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم، في كلمته بالحلقة التاسعة من برنامج “الإمام الطيب”، أن اسم “المقيت” من أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشدداً على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان والإدراك لعظمة الخالق.

وأوضح شيخ الأزهر أن اسم الله “المقيت” مذكور في القرآن الكريم في سورة النساء: (وكان الله على كل شيء قيوماً). وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو يعدد أسماء الله الحسنى. وأوضح أن أصل المقيط مشتق من الرزق الذي يديم حياة الإنسان. وأوضح أن فعل “قطع ياقوت” متعلق بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الكائنات الحية، وهو ما ينطبق على الله تعالى باعتباره الرزاق لجميع المخلوقات، واستشهد بقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ فِي رِزْقِهَا).

وتطرق سماحته أيضاً إلى الخلاف اللغوي حول معنى المقيط. يعتقد بعض العلماء أن الاسم يعني “الشاهد” أو “القادر”. وهذا القول مبني على تفسير ابن عباس -رضي الله عنه- لقوله: (المقيت) أي: القادر، وعلى روايات من الشعر الجاهلي وردت فيها الكلمة بمعنى القدرة على الفعل. على سبيل المثال، قال الشاعر: “كنت مع سوء تصرفه مقترنا”.

وأشار سماحته إلى أن اللغة العربية أداة أساسية لفهم القرآن الكريم، مشيراً إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء -مثل “المقيت”- قد تخرج عن القياس النحوي المعتاد لكنها تثبت بالسمع (كاستخدامها في القرآن والشعر العربي)، موضحاً لنا معنى الشاهد بالحروف التي تخرج عن المصدر، مؤكداً أن “السمع حجة لا يمكن تفسيرها، أما القياس فيمكن تفسيره”.

واختتم فضيلة الإمام الأكبر كلمته بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تساعد على فهم كتاب الله عز وجل الذي أنزل بلسان عربي مبين. وأشار إلى أن معجزة القرآن لا تنضب، وأن من معجزات القرآن أنه يمكن أن نجد مفسراً مثلاً عالم بلاغة أو فقيهاً يملأ تفسيره بهذا الفقه، وأنه في كل عصر نكتشف جوانب جديدة من حكمته.


شارك