تسلسل زمني.. كيف يقود ترامب الولايات المتحدة نحو روسيا؟

منذ عودته إلى البيت الأبيض لفترة ولاية ثانية، غيّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل جذري نهجه تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث أصبح ينظر إلى موسكو الآن كحليف وليس كخصم. في غضون سبعة أسابيع فقط، قطع ترامب المساعدات العسكرية والاستخباراتية عن كييف، مدعيا أنه يجد “التفاوض مع روسيا أسهل من التفاوض مع أوكرانيا”.
وفيما يلي جدول زمني للإجراءات الرئيسية التي تعكس هذا الاتجاه، وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية:
12 فبراير: ترامب وبوتين يتحدثان عن بدء المفاوضات لإنهاء الحرب
وأجرى ترامب مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اتفقا خلالها على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
واعتُبرت المكالمة بمثابة اختراق دبلوماسي كبير بالنسبة لبوتن، إذ أدت إلى تقويض ثلاث سنوات من الجهود الغربية لعزله. ولم يتحدث ترامب إلا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ذلك، وبالتالي فرض نتيجة المحادثة عليه مسبقًا.
وأعلنت موسكو أيضا أن الاستعدادات جارية لعقد لقاء مباشر بين ترامب وبوتين. بوتن سيدعو الرئيس الأمريكي لزيارة روسيا. وستكون هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ عام 2009.
12 فبراير: استبعاد أوكرانيا من عضوية الناتو
وفي اليوم نفسه، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إنه “من غير الواقعي” أن تعود أوكرانيا إلى حدودها التي كانت قائمة قبل عام 2014. وأكد أن أي اتفاق سلام يجب أن يرتكز على قوات أوروبية وغير أوروبية، لكن من دون التدخل الأميركي.
14 فبراير: خطاب ميونيخ وتجاهل الحرب في أوكرانيا
صدم نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس رؤساء الدول والحكومات الأوروبية في مؤتمر ميونيخ للأمن عندما شن هجوما أيديولوجياً على الحلفاء الأوروبيين بدلا من التطرق إلى حرب أوكرانيا. وأكد أن التهديد الحقيقي لأوروبا لا يأتي من روسيا أو الصين، بل من التخلي عن القيم الأساسية مثل حرية التعبير.
18 فبراير: محادثات في السعودية لتحسين العلاقات مع موسكو
التقى مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا في الرياض لإجراء محادثات رفيعة المستوى تهدف إلى إنهاء الحرب وتحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. وحضر الاجتماع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وتمثل هذه الخطوة تغييرا جذريا في السياسة الأميركية تجاه موسكو. ولم يحضر الاجتماع أي ممثل عن أوكرانيا أو أوروبا.
19 فبراير: أوكرانيا تتحمل اللوم على الحرب وتدعو إلى انتخابات
وأشار ترامب إلى أن كييف مسؤولة عن الحرب وأعرب عن خيبة أمله إزاء شكوى زيلينسكي بشأن استبعاده من المحادثات مع السعودية. علاوة على ذلك، يبدو أنه مارس ضغوطا على أوكرانيا لإجراء انتخابات استجابة لمطالب موسكو، على الرغم من أن الدستور الأوكراني يعلق الانتخابات أثناء الأحكام العرفية. وفي وقت لاحق، وصف ترامب زيلينسكي بأنه “ديكتاتور” وحذره من أنه يجب عليه “التصرف بسرعة وإلا فلن يكون لديه بلد يحكمه”.
24 فبراير: واشنطن تقف إلى جانب موسكو في الأمم المتحدة
وللمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي، صوتت الولايات المتحدة ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدين روسيا ويدعم وحدة أراضي أوكرانيا إلى جانب روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية. وصاغت واشنطن أيضا قرارا آخر يدعو إلى “إنهاء سريع للصراع” دون إدانة موسكو، وهو ما لاقى موافقة واسعة النطاق في الكرملين.
28 فبراير: مواجهة متوترة بين ترامب وسيلينسكي في البيت الأبيض
وفي اجتماع في البيت الأبيض، تعرض زيلينسكي لتوبيخ علني من ترامب ونائبه، مما أدى إلى إلغاء مؤتمر صحفي مشترك كان من المقرر الإعلان فيه عن اتفاق اقتصادي. وأظهرت المشاهد غير المسبوقة في اللقاء مدى التوتر بين الجانبين، وأسعدت المسؤولين الروس الذين اعتبروه انتصارا دبلوماسيا لموسكو.
1 مارس: الولايات المتحدة تبطئ جهودها ضد التهديدات السيبرانية الروسية
وذكرت تقارير أن إدارة ترامب قررت التوقف عن النظر إلى روسيا باعتبارها تهديدا إلكترونيا للأمن القومي الأميركي، على عكس تقييمات الاستخبارات السابقة. وصدرت تعليمات للمحللين بالتوقف عن متابعة التهديدات الروسية، مما يمثل تحولا جذريا في سياسة الأمن السيبراني الأمريكية.
3-5 مارس: تعليق المساعدات العسكرية والاستخباراتية لأوكرانيا
وفي أعقاب اجتماع البيت الأبيض مع زيلينسكي، أوقفت إدارة ترامب جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا وعلقت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. وقال مستشار الأمن القومي مايك والتز إن الإدارة تراجع “جميع جوانب العلاقات” مع كييف. وأشار إلى أنه من الممكن استئناف الدعم العسكري إذا وافقت أوكرانيا على المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع موسكو.
7 مارس: ترامب يعلن تفضيله للتعاون مع روسيا
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، زعم ترامب أنه وجد “التعامل مع روسيا أسهل من التعامل مع أوكرانيا”، مشيرا إلى أن بوتن “يريد إنهاء الحرب”. وأكد أنه يؤمن بنوايا الرئيس الروسي، وقال: “وجدت صعوبة أكبر في التعامل مع أوكرانيا، فهم لا يملكون الأوراق الصحيحة للعب”.