لماذا تراجعت معدلات التضخم في مصر بشكل يفوق التوقعات؟

وأرجع عدد من الخبراء الاقتصاديين والمحللين أسباب تراجع معدلات التضخم في فبراير/شباط الماضي إلى تأثير سنة الأساس مقارنة بالعام السابق، الذي شهد ارتفاعاً كبيراً، فضلاً عن استقرار أسعار المواد الغذائية الأساسية وتوفر بعض هذه المنتجات بأسعار منخفضة في المراكز الاستهلاكية.
وانخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الرابع على التوالي في فبراير الماضي، حيث بلغ 12.5%، مقابل 23.2% في يناير الماضي. يأتي ذلك في ضوء بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي أظهرت تباطؤ ارتفاع معدل التضخم الشهري بنحو 1.4% في فبراير/شباط، مقارنة بارتفاع بلغ 1.6% في يناير/كانون الثاني 2025.
بلغ معدل التضخم السنوي على مستوى الجمهورية بأكملها 36 بالمئة في نفس الشهر من العام السابق.
وتشير الإحصاءات إلى أن الأسباب الرئيسية لهذا الانخفاض تتمثل في انخفاض أسعار الخضروات بنسبة 8.2%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 0.2%، والسلع والخدمات اللازمة لصيانة المنازل بنسبة 0.1%، فضلاً عن استقرار مجموعة المياه ومختلف الخدمات المرتبطة بالسكن، فضلاً عن مجموعة الكهرباء والغاز والوقود الأخرى.
وقال نعمة الله شكري، رئيس الأبحاث في بنك إتش سي للاستثمار، إن السبب الرئيسي وراء الانخفاض الحاد في التضخم هو تأثير سنة الأساس بالإضافة إلى تحرك الحكومة لتقديم بعض السلع الأساسية في مجمعات السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة.
وتوقع شكري أن تستمر معدلات التضخم في الانخفاض في عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، وهو ما قد يدفع البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في أبريل/نيسان.
قرر البنك المركزي في اجتماعه الأول للعام الجاري 2025 تحديد سعر الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%، بعد رفع أسعار الفائدة بواقع 800 نقطة أساس العام الماضي، بدءاً من اجتماع فبراير/شباط عندما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس، ثم رفعها 600 نقطة أساس في اجتماع مارس/آذار الاستثنائي.
واتفق معه الخبير الاقتصادي محمد أنيس، حيث أرجع انخفاض التضخم إلى تأثير سنة الأساس واستقرار أسعار بعض المواد الخام منذ عدة أشهر. وتوقع أن يستمر تراجع التضخم خلال الأشهر المقبلة.