“رجل ترامب لليوم التالي”.. من هو بشار المصري وما دوره في مستقبل غزة؟

وفي خضم المناقشات المتزايدة حول إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الوحشية التي شنتها قوات الاحتلال والتي دمرت القطاع، برز اسم رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشار المصري كواحدة من الشخصيات التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في المرحلة المقبلة. ولا يعد المصري رجل أعمال ناجحاً فحسب، بل شخصية ذات نفوذ اقتصادي كبير وعلاقات إقليمية ودولية جعلته محط اهتمام صناع القرار، بما في ذلك إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الرئيس الأميركي يدرس تعيين المصري لقيادة جهود إعادة الإعمار في غزة، بسبب خبرته الاقتصادية الواسعة وعلاقاته الوثيقة بدوائر الاستثمار في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعتبر شخصية قادرة على الجمع بين المطالب الاقتصادية والسياسية، فباعتباره فلسطينياً يحمل الجنسية الأميركية، لديه الفرصة للتحرك بحرية دون الانتماء بشكل مباشر إلى حزب سياسي.
ولم يكن المصري بعيداً عن المشهد السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط. عمل مستشارًا مقربًا لآدم بوهلر، مبعوث ترامب لمفاوضات الأسرى، ورافقه في العديد من الرحلات الدبلوماسية إلى عواصم إقليمية مثل القاهرة والدوحة، حيث كان حاضرًا في مناقشات حساسة حول قضايا أمنية ودبلوماسية معقدة.
وكانت هذه العلاقة الوثيقة مع بوهلر، الذي كان أحد الأذرع الاقتصادية والدبلوماسية لإدارة ترامب، سبباً في تسمية المصري بـ “رجل ترامب في مرحلة ما بعد الحرب”. وفي حين كان بوهلر يتنقل بين العواصم لترتيب الاتفاقيات، وقف المصري إلى جانبه، ليس كمستشار فحسب، بل وأيضاً كشريك في الاعتبارات الاقتصادية والاستراتيجية.
وُلِد بشار المصري عام 1961 في مدينة نابلس بالضفة الغربية لعائلة فلسطينية نافذة. درس الهندسة الكيميائية في جامعة فرجينيا بوليتكنيك في الولايات المتحدة وبدأ مسيرته المهنية في عالم الأعمال هناك. عمل في واشنطن قبل أن يقرر العودة إلى فلسطين في منتصف التسعينيات لإجراء استثماراته الخاصة هناك.
وفي فلسطين كان المصري من أبرز الشخصيات التي سعت إلى تنمية الاقتصاد المحلي من خلال مشاريع ضخمة. وكان أشهرها مدينة روابي، أول مدينة فلسطينية مخططة، والتي أثارت جدلاً كبيراً بسبب طريقة تمويلها وعلاقات المستثمرين المشاركين فيها. كما أطلق في عام 2021 مشروع لنا القدس لدعم الفلسطينيين في المدينة المقدسة، وأسس شركات في قطاعات الإعلام والاتصالات والخدمات المالية.
ولم يقتصر نجاح المصري على فلسطين؛ كما امتدت استثماراته إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل نفسها. وهذا جعله موضع انتقاد من بعض الدوائر الفلسطينية التي ترى أن تعاونه الاقتصادي مع الإسرائيليين يشكل مشكلة. في المقابل، يعتبره البعض رجل أعمال براغماتي يتعامل مع الواقع الاقتصادي بعيداً عن الحسابات السياسية.
ينتمي بشار المصري إلى إحدى أغنى العائلات الفلسطينية وأكثرها نفوذاً. ويعتبر عمه منيب المصري أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني ورجل أعمال مخضرم وله استثمارات ضخمة في فلسطين والخارج. ولعبت عائلة المصري دوراً هاماً في مشاريع استثمارية كبرى على مدى عقود، وكان لها تأثير كبير على اقتصاد الضفة الغربية.
بالنسبة للولايات المتحدة، يبدو بشار المصري الشخص المثالي لقيادة عملية إعادة إعمار قطاع غزة. يتمتع بعلاقات جيدة في عالم المال والأعمال ولديه خبرة في المشاريع الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، فهو غير منتمي إلى أي جماعة فلسطينية، وهو ما يجعله مقبولاً لدى الإسرائيليين والأميركيين على حد سواء، بحسب صحيفة معاريف العبرية.