ما موقف إيران من أحدث العنف في سوريا؟

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم إن طهران تشعر بقلق عميق إزاء الأخبار والتقارير عن انعدام الأمن والعنف واحتجاز الرهائن في أعقاب “الأحداث المؤسفة والمأساوية في أجزاء مختلفة من سوريا، وخاصة على الساحل الغربي للبلاد”.
وفي مؤتمر صحفي أسبوعي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أدان بقائي مثل هذه الأعمال، قائلاً: “كل عمل من أعمال العنف وكل قتل وكل هجوم على العسكريين أمر مدان ولا يوجد ما يبرره”.
وأضاف أن “الاعتداءات على أجزاء من العلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى أساءت إلى المشاعر والضمير الإنساني في دول المنطقة وعلى المستوى الدولي”.
وأضاف إسماعيل بقائي: “إن هذه الأحداث تمثل اختباراً حقيقياً ومهماً للغاية للسلطات السورية لمعرفة ما إذا كانت قادرة على الوفاء بمسؤولياتها في حماية وحفظ أرواح وممتلكات جميع السوريين. وتقع هذه المسؤولية أيضاً على عاتق جميع الأطراف التي تعتقد أنها قادرة على التأثير على التطورات في سوريا”.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية: “لقد عبرنا عن قلقنا عبر القنوات المناسبة للدول التي لها نفوذ ووجود في سوريا، ونأمل بصدق أن يتوقف القتل والعنف ضد مختلف فئات الشعب السوري”.
وتابع: “نعتقد أن مثل هذه الحوادث والاشتباكات ستزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في المجتمع السوري وأن الأطراف التي لا تضع نصب عينيها أبداً مصلحة الشعب السوري والمنطقة بأسرها ستستغل هذا الوضع لصالحها”.
واندلعت، الخميس الماضي، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة معارضة للحكومة الجديدة في دمشق في مدينة جبلة غربي سوريا، وكذلك في عدة مناطق من مدينة اللاذقية والمناطق الجبلية بمحافظتي اللاذقية وطرطوس.
تواصلت الاشتباكات في الساعات الأخيرة من فجر الأحد، في عدة مناطق بالساحل السوري، إثر عمليات الملاحقة التي تنفذها السلطات الجديدة ضد ما يسمى “بقايا النظام”، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام سورية. وأفاد ناشطون عن وقوع عدة “مجازر” في منطقة الساحل السوري، قُتل فيها أكثر من 600 مدني، بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
وأضاف الناشطون أنهم تلقوا عدة بلاغات واتصالات تفيد بسقوط ضحايا في عدة قرى بريف اللاذقية وطرطوس وحماة، حيث لا يوجد لديهم قاعدة بيانات تؤكد العدد الحقيقي للضحايا المدنيين.
وصلت، الجمعة، وحدات إضافية من الجيش ووزارة الداخلية إلى محافظتي طرطوس واللاذقية. ونشر الجيش مروحيات عسكرية، وفرضت السلطات المحلية حظرا للتجوال ردا على التصعيد. دعا الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع المجموعات المسلحة في محافظتي اللاذقية وطرطوس إلى إلقاء السلاح.
وكانت الرئاسة السورية قد قررت في وقت سابق تشكيل لجنة وطنية مستقلة للمرحلة الانتقالية للتحقيق في الأحداث الأخيرة على الساحل وكشف الحقائق.