رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات

مدبولي: الوثيقة التي قدمها أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات مهمة للغاية وتم بذل الكثير من العمل فيها. وسيتم إعداد جداول زمنية لتنفيذ التوصيات المتفق عليها على أساس تلك المقدمة اليوم.
هناك رؤية واضحة للجمارك، والتي ينبغي أن تخدم في المقام الأول قطاعي الاستيراد والتصدير.
أعضاء اللجنة: المستفيد الرئيسي من التطور الهائل في قطاع البنية التحتية هو “قطاع التصدير”.
التواصل مع القطاع الخاص توجه غير مسبوق في الحكومة.. ولأول مرة يصبح القطاع الخاص هو «المستشار الحكومي»
إن وجود قطاع تصدير قوي يعتمد بالدرجة الأولى على إنشاء نشاط صناعي فعال.
ومن المؤكد أن تصحيح سعر الصرف في عام 2024 سيزيد من تنافسية الصادرات المصرية.
دكتور. عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعاً مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات، لبحث عدد من المقترحات التي من شأنها دعم وتنمية قطاع التصدير. وكان حاضرا الدكتور. رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أحمد كجوك وزير المالية، ياسر صبحي نائب وزير المالية، عصام عمر نائب محافظ البنك المركزي، د. أماني الوصل، رئيس الاتفاقيات والتجارة الخارجية بوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، المدير التنفيذي لصندوق تنمية الصادرات، ومحمد الجوسكي، وكيل وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية للتخطيط والتنمية والتحول الرقمي.
وفي بداية اللقاء أعرب رئيس مجلس الوزراء عن سعادته ورغبته في عقد هذا اللقاء الأول مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات، مؤكداً على دور اللجنة وأهميتها في دعم هذا القطاع المهم الذي يحظى باهتمام كبير من الدولة.
وأشار رئيس الوزراء في كلمته إلى الاجتماع الذي عقده بعد ظهر ذلك اليوم. تم خلال هذا الاجتماع استعراض عمليات إصلاح وتطوير المنظومة الجمركية والجهود المبذولة في هذا الصدد. وكان الهدف هو التوصل إلى نظام أكثر فعالية من شأنه أن يساعد على زيادة القدرة التنافسية للصادرات الوطنية وتحسين بيئة الأعمال. وفي هذا السياق أشار إلى أن هناك رؤية واضحة للجمارك والتي ستخدم بالدرجة الأولى قطاعي الاستيراد والتصدير.
وأشار أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات إلى الجهود التي بذلتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة في العديد من القطاعات والمجالات، ولفتوا إلى أن التطور الأكبر حدث في قطاع البنية التحتية، والذي يستفيد منه قطاع التصدير على وجه الخصوص. وأشادوا في الوقت نفسه بالخطوات والإصلاحات الاقتصادية المهمة التي اتخذت في الآونة الأخيرة، وخاصة فيما يتصل بالسياسة النقدية، والتي ساهمت في وجود سعر صرف مرن.
وأشاد أعضاء اللجنة بإصدار الحكومة لوثيقة سياسة ملكية الدولة، مما يساهم في تعزيز دور المؤسسات الخاصة وزيادة مشاركتها في العديد من الأنشطة الاقتصادية. وأشادوا بنهج الحكومة غير المسبوق في التواصل المستمر والمستمر مع القطاع الخاص لتحقيق المزيد من الأهداف المرجوة في هذا الصدد، مشيرين إلى أن القطاع الخاص أصبح لأول مرة «المستشار للحكومة». وأكدوا أنه نتيجة لهذه الجهود والتوجهات فإن نسبة كبيرة من المؤسسات الخاصة تخطط وتبدأ بالفعل في استثمارات جديدة.
وأكد أعضاء اللجنة أن سعر الصرف هو عامل حاسم لمختلف الأنشطة الاقتصادية، مشيرين إلى أن أحجام الصادرات تتزايد بالفعل خلال هذه الفترة، وأنه يمكن اتخاذ تدابير أخرى من شأنها أن تساهم في زيادة هذه الأسعار بشكل أكبر. وطالبوا أيضاً بضرورة الاستمرار في تحديث بيانات الصادرات والواردات بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وتوحيد بيانات الصادرات على منصات الجهات الحكومية المختلفة.
وأكد المشاركون في اجتماع اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات على أهمية العمل على توسيع حجم التمويل والائتمان للقطاع الصناعي وتنفيذ عدد من الأفكار التي من شأنها المساعدة في زيادة وتحفيز الطلب المحلي في عدد من الصناعات. وتشمل هذه الصناعات صناعة الغزل والنسيج، وصناعة الجلود، وصناعة الأغذية والأجهزة الكهربائية.
وأضافوا أن تعزيز الطلب المحلي على هذه الصناعات يساهم في زيادة حجم صادراتها، مع الأخذ في الاعتبار توجه المصانع لإنتاج كميات كبيرة من هذه الصناعات، وأكدوا أن وجود قطاع قوي للتصدير يعتمد بالدرجة الأولى على إقامة نشاط صناعي كفء.
وأشاروا إلى أن الدولة المصرية نجحت بمهارة كبيرة في منع أنشطة البناء العشوائي. وفي الآونة الأخيرة، تم ضخ المزيد من الاستثمارات الحكومية في قطاع البناء، وهو أمر مهم للغاية، وساهم في توفير ملايين الوحدات السكنية للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تم طلب توسيع نشاط البناء من قبل الأفراد وتبسيط إجراءات البناء، مما سيكون له أثر إيجابي على زيادة حجم ومعدلات إنتاج مواد البناء وسيساهم في إنشاء المزيد من المصانع في قطاع البناء.
ناقش أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات عددا من التدابير الضريبية التي يمكن تنفيذها للمساعدة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وأكدوا أن تصحيح سعر الصرف في 2024 سيعمل بلا شك على زيادة القدرة التنافسية للصادرات المصرية.
وخلال الاجتماع قدم أعضاء اللجنة عددا من المقترحات لمساعدة الحكومة على تحقيق هدفها في التصدير بقيمة 100 مليار دولار. كما قدموا مجموعة من التوصيات والمبادئ التوجيهية العامة التي اتفق عليها المصدرون. وعلى سبيل المثال، طالبوا بمعدل فائدة تنافسي يتم تعديله وفقاً للتضخم، وتخفيض العبء الإجرائي على المصدرين من الضرائب والرسوم، وتقصير الحدود الزمنية لاسترداد الرسوم بموجب برنامج استرداد الرسوم الجمركية على الصادرات.
كما طرحوا عددا من التوصيات لتشجيع مختلف قطاعات التصدير، وخاصة في الصناعات النسيجية والغذائية والزراعية والدوائية. وأكدوا أن تنفيذ هذه التوصيات والمقترحات يعتمد إلى حد كبير على وجود جهاز إداري فعّال وموظفين حكوميين يتمتعون بالكفاءة والوعي والقدرة العالية. وأشاروا إلى أن هذه المقترحات من شأنها أن تساهم بشكل كبير في زيادة حجم الصادرات، إلا أن تنفيذها قد يستغرق وقتا طويلا. وأشاروا إلى أن الوثيقة المقدمة اليوم تضع إطاراً عاماً لتشجيع قطاع التصدير، وتدعو إلى عقد لقاءات خاصة للمصدرين في كل قطاع لسماع مطالبهم، مع التأكيد على تحديد أهداف التصدير لكل قطاع بما يساهم في تحقيق الأهداف الحكومية لقطاع التصدير. وناقش المشاركون عددا من المطالب التي يتوجب تنفيذها من أجل زيادة حجم الصادرات في قطاع الأدوية. ويتضمن ذلك العمل على نقل التقنيات والعمليات الحديثة المتعلقة بالصناعة الدوائية، مما من شأنه أن يساعد في دعم الاقتصاد وبالتالي زيادة الصادرات. وأضافوا أن المذكرة المقدمة اليوم تحتوي على عدد من النقاط المهمة التي إذا تم تنفيذها سوف تمكننا من تحقيق أهدافنا التصديرية بكفاءة. وأكدوا أن الفرصة أصبحت كبيرة الآن لزيادة حجم صادراتنا إلى العديد من الأسواق العالمية، وخاصة الأسواق الأفريقية والأوروبية. وأشاروا إلى أنه خلال الفترة الأخيرة شهدنا مشاركة كبيرة من المستثمرين الأجانب، خاصة من الصين وتركيا والهند ودول أخرى، في الإنتاج بمصر، وهو أمر لم نشهده خلال السنوات العشر الأخيرة.
دكتور. من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط خلال اللقاء أن الحكومة تعمل بالفعل على معظم المطالب التي طرحها اليوم أعضاء اللجنة الاستشارية، وأن هناك توافقا كاملا بين سياسة الحكومة ومطالب المصدرين.
وأكد الوزير أيضا أن خفض معدلات التضخم وأسعار الفائدة أمر ضروري للغاية وأن الحكومة والبنك المركزي مهتمان بذلك بشدة. وأشار إلى أن ظروفاً خاصة أدت إلى ارتفاع التضخم وأن الحكومة بالتنسيق مع البنك المركزي تعمل الآن على سياسة لخفض معدل التضخم لأن ذلك من شأنه تحفيز الطلب المحلي. وأشار الوزير إلى أن جزءاً كبيراً من التمويل الخارجي يذهب إلى البنوك التي تقوم بدورها بتقديم القروض للقطاع الخاص. وقالت المشاط: “إننا نتفق تماما مع ما ورد في الوثيقة التي قدمها أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات، ونؤكد أن الحكومة مستعدة لتقديم أي دعم أو بيانات ضرورية في قطاعات التصدير المختلفة”. من جانبه أشاد وزير المالية بتوصيات أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات ووصفها بالمقترحات العميقة والمتماسكة والشاملة. وأضاف أن العديد من التدابير التي تمت مناقشتها اليوم تم تنفيذها بالفعل وسيتم الإعلان عن تدابير أخرى في حزمة الضرائب الثانية. وقال الوزير: “إننا نهدف حالياً إلى توسيع القاعدة الضريبية وتطوير منظومة جمركية عالية الكفاءة. وفي الوقت نفسه، فإن برنامج استرداد الرسوم الجمركية على الصادرات المتوقع الإعلان عنه سيكون إيجابيا للغاية للمصدرين في مختلف القطاعات. وفي ختام اللقاء أكد رئيس الوزراء أن الوثيقة التي قدمها أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات كانت مهمة للغاية وتم بذل جهود كبيرة فيها. وأشار إلى أنه سيتم إعداد جداول زمنية لتنفيذ التوصيات التي تم الاتفاق عليها اليوم.
وأضاف مدبولي أن الحكومة أحرزت تقدما كبيرا في تنفيذ بعض بنود الوثيقة. وينطبق هذا بشكل خاص على الإصلاحات على مستوى السياسة النقدية، فضلاً عن تطوير نظام جمركي يساعد على تخفيف العبء على المصدرين والمستوردين، وبرنامج استرداد الضرائب على الصادرات. وفي هذا السياق، كلف وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بتقديم التفاصيل النهائية للبرنامج قبل نهاية شهر مارس المقبل.
وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم عقد لقاءات مع ممثلي كافة قطاعات التصدير اعتبارا من الأسبوع المقبل لبحث احتياجات هذه القطاعات بشكل أكثر تفصيلا حتى يمكن تحديد الاحتياجات التي تحتاجها هذه القطاعات. إن المطالب التي يمكن تنفيذها في أسرع وقت ممكن ينبغي أن يتم تنفيذها فوراً، بالتوازي مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة حالياً في الأمد المتوسط.