تنكيل وتعذيب.. الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن اعتقال الدكتور حسام أبو صفية

محامي مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور قدم الأسير حسام أبو صفية، تفاصيل جديدة حول اعتقاله لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه يقبع في سجن عوفر منذ أكثر من 70 يوماً بعد أن أمضى نحو 14 يوماً في سجن سديه تمان العسكري.
وبعد اعتقاله، تم نقل أبو صفية إلى سجن سدي تيمان سيئ السمعة، وتم عزله هناك لمدة 14 يومًا. ونقل لاحقاً إلى سجن عوفر وعزل لمدة 25 يوماً. وبعد عزله تم نقله إلى قسم 24 مع بقية الأسرى من قطاع غزة. وهذا أحد القسمين، إلى جانب القسم 23، الذي يحتجز فيه الغزيون لعزلهم عن بقية السجناء والأسرى الفلسطينيين.
وعن التحقيق مع أبو صفية، قال المحامي إن “أطول تحقيق خضع له أبو صفية كان 13 يوماً متواصلة، وكل تحقيق استمر ما بين 8 إلى 10 ساعات”. وذكر بيان لشبكة قدس الإخبارية أنه “خلال هذه الفترة تعرض لانتهاكات وتعذيب واعتداءات متواصلة وشديدة الخطورة”.
أول ما سأله أبو صفية خلال اللقاء مع المحامي غائد قاسم: “قبل شهرين من اعتقاله استشهد ابن أبو صفية في غزة. ولظروف ما، لم يكن من الممكن دفنه بالطريقة اللائقة وفي مقبرة. ولذلك تم دفنه مؤقتا بالقرب من مستشفى كمال عدوان. في بداية اللقاء كان أكبر همه وسؤاله الأول هو ما إذا كان قد تم نقل الجثة ودفن ابنه بشكل لائق وكريم أم لا. وكان الأمر يتعلق أيضًا بفقدان والدته، التي توفيت بعد عشرة أيام من اعتقاله.
وأكد قاسم أن أبو صفية معزول بشكل شبه كامل داخل السجن، وأنه كغيره من الأسرى لا يعلم ما يحدث في الخارج وما هي التطورات التي تجري في غزة.
وأما عن مشاهد التعذيب والقمع التي وصفها أبو صفية، فهي بحسب المحامي بمثابة مسلخ حقيقي من حيث التعذيب وسوء المعاملة والتجويع بشكل غير مسبوق. هناك سجناء مكبلون منذ 10 أشهر، وسجناء تم قطع أطرافهم دون علاج، وسجناء كبار في السن مكبلون ومعصوبو الأعين، وسجناء فقدوا أكثر من 70 كيلوغراماً من وزنهم. ويضاف إلى ذلك البرد القارس، حيث يتم احتجاز السجناء في أقفاص مفتوحة، مما يعني تعرضهم للرياح والأمطار. ويُجبرون على الجلوس على الأرض طوال الوقت، ويُمنعون من التحدث مع بعضهم البعض أو الصلاة أو قراءة القرآن.
وتابع المحامي: “إضافة إلى المعاناة النفسية التي يعاني منها الأسرى عندما تصل إلى أجهزة مخابرات الاحتلال معلومات تفيد باستشهاد جميع أفراد عائلاتهم -بغض النظر عن صحة هذه المعلومات أم لا- فإن الأسرى معزولون تماما داخل السجن ولا يوجد لديهم مصدر للمعلومات أو الأخبار إلا في حال السماح لهم بزيارة المحامين”. “ولهذه المعلومات تأثير سلبي كبير على السجناء الذين يعانون بالفعل من آثار التعذيب.”
وفي إشارة إلى تقرير القناة 13 وظهور أبو صفية، قال المحامي: “أبو صفية تفاجأ بالتصوير لأنه لم يتم إبلاغه ولم يعلم أن التصوير يجري، وكذلك الأشخاص الذين صوروه”. وبعد اللقاء تم عزله وتعرض للإهانات والضرب والابتزاز والتعذيب.
وقالت: “حاولت قوات الاحتلال تحويل ملف أبو صفية إلى ملف أمني حتى تتمكن من تقديمه للمحاكمة”. وأخضعوه لسلسلة من الفحوصات والتعذيب الشديد، وبعد أكثر من 45 يوماً أعادوا ملفه إلى تعريفه الأصلي (مقاتل غير شرعي). إن ملف المقاتل غير الشرعي لا يترتب عليه أية حقوق، لا الحق في التمثيل ولا الحق في الملاحقة القضائية. وفي كل مرة يتجدد قرار تمديد الاعتقال”.
وأكد المحامي أن أبو صفية يتمتع بأخلاق عالية، وشدد على الرسالة والعبارة: “الإنسان تاريخ، وتاريخه موقف يتخذ ويحقق”.