طلب إحاطة بشأن التعديات الجسيمة على محمية وادي الجمال في منطقة رأس حنكوراب بمرسى علم

منذ 1 يوم
طلب إحاطة بشأن التعديات الجسيمة على محمية وادي الجمال في منطقة رأس حنكوراب بمرسى علم

قال عضو مجلس النواب الدكتور تقدمت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي المصري، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة والآثار ووزير البيئة بشأن التعديات الحالية على محمية وادي الجمال بمنطقة رأس حنكوراب بمرسى علم.

وقال عبد الناصر خلال طلب الإحاطة إن هناك تقارير إعلامية تؤكد وجود تعديات جسيمة حالياً في منطقة رأس حنكوراب بمحمية وادي الجمال جنوب مرسى علم، والتي تم إعلانها محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 143 لسنة 2003. وهنا نود أن نوضح أن هذه التدخلات لا تشكل خطراً بيئياً جدياً فحسب، بل إنها تثير العديد من التساؤلات حول مدى الالتزام بتطبيق القوانين المنظمة للمناطق المحمية، وقدرة الجهات المعنية على فرض سيادة القانون ومنع أي انتهاكات تؤثر على الثروات الوطنية للبلاد، ومدى تفوق التفكير الاستثماري على قدرات الدولة ومواردها الطبيعية.

وأكد عبد الناصر أن محمية وادي الجمال، وخاصة منطقة رأس حنكوراب، تعد من أهم المحميات الطبيعية في مصر، لما تتمتع به من تنوع بيولوجي نادر وشواطئ نقية ونظم بيئية متكاملة، ما يجعلها مقصداً سياحياً وبيئياً عالمياً. تم تصنيف هذه المنطقة كمنطقة محمية نظراً لما تتمتع به من موارد بيئية يجب حمايتها وفقاً للقوانين المحلية واتفاقيات الحفاظ على التنوع البيولوجي الدولية التي وقعتها مصر. لكن التقارير الدولية الأخيرة تشير إلى أن أعمال بناء مكثفة تجري في قلب هذه المحمية لبناء فنادق ومرافق سياحية لصالح أحد المستثمرين، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للتوازن البيئي.

وأكد العضو أن هذه التطورات تثير العديد من التساؤلات الهامة التي تحتاج إلى إجابات واضحة من الجهات المعنية. كيف يمكن تنفيذ هذه الأعمال في محمية طبيعية تم تحديدها رسميا بقرار حكومي دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة؟ ما هو موقف وزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر وشرطة البيئة من هذه المخالفات؟ لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات فورية لوقف هذا الأمر؟ هل هناك تراخيص رسمية لبناء هذه المنشآت في المحمية؟ إذا كانت التصاريح متاحة، فهل تم إصدارها وفقًا للمتطلبات القانونية؟

وتساءلت أيضاً: هل تم إجراء دراسات الأثر البيئي قبل البدء بالأعمال وفقاً لقانون 102 لسنة 1983 بشأن المناطق المحمية؟ ما هي خطط الدولة لحماية هذه المحمية من التعديات وضمان عدم تكرار مثل هذه التعديات مستقبلا؟”

وأشار عضو مجلس النواب إلى أن أحداث اليوم في رأس حنكوراب ربما لا تكون حادثة منعزلة، بل تعكس مشكلة أوسع تتعلق بعدم الالتزام بالقوانين المنظمة للمناطق المحمية، والسماح بانتهاكات قد تؤدي إلى فقدان مواقع طبيعية قيمة في مصر. علاوة على ذلك فإن حماية هذه المناطق المحمية مسؤولية وطنية تتطلب تحركا حاسما، خاصة في ظل السرعة التي يتم بها تنفيذ هذه الانتهاكات بشكل يثير القلق ويعطي انطباعا بمحاولة وضع السلطات المختصة أمام الأمر الواقع.

وأشارت أيضاً إلى أن مخالفات أخرى حدثت في المحمية خلال فترات سابقة وتم الإعلان عن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين. لكن استمرار هذه الانتهاكات يدل على أن الإجراءات السابقة لم تكن كافية لردع الانتهاكات أو منع تكرار هذه الاعتداءات، أو أن عقلية الاستثمار التي تركز على الربح فقط أصبحت أقوى من إنفاذ القانون. ومن ثم هناك حاجة ملحة لمراجعة فعالية القوانين الحالية وآليات تنفيذها لضمان حماية هذه المناطق من أي استغلال غير قانوني.

وأضاف عبد الناصر أن ما هو أكثر إثارة للقلق هو أن هذه الانتهاكات لم تعد مجرد موضوع نقاشات داخلية، بل أصبحت محل اهتمام وسائل الإعلام العالمية، التي بدأت تسلط الضوء على هذه القضية، التي قد تضر بسمعة مصر فيما يتصل بالتزاماتها الدولية بحماية البيئة والحفاظ على تراثها الطبيعي. إن هذا الأمر أصبح الآن محل اهتمام دولي، وهو ما يلقي علينا مسئولية مزدوجة في التصدي لهذه الانتهاكات بشكل سريع وحاسم قبل أن تتطور إلى أزمة تتجاوز حدود الأراضي المصرية.

وأكدت أن الحفاظ على هذه المحميات ليس قضية بيئية فقط، بل هو مسألة حماية لموارد الدولة وضمان الالتزام بالقوانين وتعزيز دور المؤسسات في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن هذه المحميات ليست مجرد أرض، بل هي تراث وطني يجب أن نسعى جاهدين للحفاظ عليه بكل عناية، وأي إهمال في هذا الأمر قد يفتح الباب أمام انتهاكات أخرى لن يكون من السهل التعامل معها مستقبلا.

وطالبت النائبة مها عبد الناصر الحكومة بوقف هذه التصرفات فوراً وتقديم توضيح شامل عما يحدث في محمية وادي الجمال، وما هي الإجراءات التي اتخذت حتى الآن وما هي الخطوات المقبلة لضمان عدم تكرار هذه التجاوزات. كما نطالب بعرض هذا الملف بشكل عاجل على المجلس الموقر لمناقشته واستدعاء المسؤولين المعنيين لإعطاء توضيحات واضحة حول الإجراءات المتخذة وما يلزم لضمان وقف هذه الخروقات وعدم تكرارها مستقبلا.

كما دعت الحكومة إلى التعامل مع هذا الأمر بكل جدية وحزم، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية محمية وادي الجمال من أي تدخل، والتأكد من تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وإعطاء مصلحة الوطن ومقدراته الأولوية على مصالح الاستثمارات والمستثمرين.


شارك