“غَزْوَنة” الضفة.. منظمة حقوقية إسرائيلية تكشف جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية

بقلم: سحر عبد الرحيم:
نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، أمس الاثنين، تقريراً بعنوان “تحت غطاء الحرب: قتل الأطفال أصبح أمراً روتينياً في الضفة الغربية”، محذراً من تصعيد التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار المركز في التقرير إلى أن إسرائيل تعمل على تطبيق نموذج غزة في الضفة الغربية، وهو ما بات يعرف بـ”اجتياح” الضفة الغربية. وتستخدم إسرائيل نفس الأساليب التي تستخدمها في قطاع غزة، مثل الطرد القسري للسكان أو الهجمات المستهدفة للمدنيين، وخاصة الأطفال.
وذكر المركز أنه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، مباشرة بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها أضافت مطلب “زيادة النشاط الهجومي” في الضفة الغربية إلى قائمة “أهداف الحرب” الرسمية.
وأوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف منذ ذلك الحين قمعه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ولجأ إلى إجراءات أكثر تطرفا، بما في ذلك العنف التعسفي الشديد ضد المدنيين الأبرياء، والقيود الصارمة على حرية التنقل والحياة اليومية، وإلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل بشكل عام.
وجاء في تقرير مركز حقوق الإنسان الإسرائيلي، أنه في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و23 فبراير/شباط 2025، قُتل 180 قاصراً فلسطينياً في الضفة الغربية على يد جيش الاحتلال، فيما قُتل خمسة آخرين على يد جهة إسرائيلية مجهولة. وينص أيضًا على: “تظهر التجارب السابقة أنه في الغالبية العظمى من الحالات لا تتم محاسبة أي شخص”.
ونشر المركز على حسابه في منصة “X” مقطع فيديو للحظة استشهاد أربعة أطفال فلسطينيين في الضفة الغربية برصاص جيش الاحتلال خلال أقل من شهر.
والأطفال هم: حاتم غيث (12 عاماً)، الذي أصيب برصاصة في ظهره أثناء فراره من جنود الاحتلال في كفر عقب؛ أصيب الطفل ريان السيد (14 عاماً) برصاص الاحتلال من داخل جيب عسكري مدرع في جنين. قُتل الطفل عبد الله حواش (11 عاماً)، أثناء إلقائه الحجارة على موكب من الجيبات المدرعة في نابلس. قُتل الطفل ناجي زماعرة (14 عاماً) برصاص جنود الاحتلال الذين نصبوا له كميناً.
وأكد المركز أن هؤلاء الأطفال لم يشكلوا أي خطر حقيقي على جنود الاحتلال.
وذكر تقرير المركز أن عمليات جيش الاحتلال تركزت بشكل رئيسي في شمال الضفة الغربية، وبخاصة في مخيمات اللاجئين في محافظات جنين وطولكرم وطوباس. واستخدمت أعداد كبيرة من القوات الجرافات لغزو العديد من البلدات ومخيمات اللاجئين في الشمال، ودمرت بشكل متعمد وتعسفي البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وأضاف أن مئات المنازل تعرضت للقصف ودمرت جزئيا أو كليا دون أن تشكل أي تهديد محدد. وانقطعت الرعاية الطبية المقدمة للسكان، كما كان هناك إطلاق نار كثيف وعشوائي. ومؤخرا، استخدمت الدبابات وناقلات الجند المدرعة في مدينة جنين بالضفة الغربية لأول مرة منذ عام 2002.
وأضاف المركز في تقريره أن العناصر الأخرى التي تساهم في إضفاء طابع غزة على الضفة الغربية تشمل الاستخدام المتزايد للغارات الجوية التي تستهدف بعض المناطق الأكثر كثافة سكانية في الضفة الغربية، مما يفرض مخاطر جسيمة على المدنيين.
وفي تقرير آخر صادر عن مركز حقوق الإنسان الإسرائيلي بعنوان “عقيدة غزة: الضفة الغربية تحت الهجوم”، ورد أن منظمة بتسيلم وثقت 69 غارة جوية بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و8 مارس/آذار 2025، أسفرت عن مقتل 261 شخصاً، بينهم 41 قاصراً على الأقل.
في المقابل، قُتل 14 شخصا في غارات جوية في الضفة الغربية على مدى الأعوام الثمانية عشر الماضية، من عام 2005 إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسب التقرير.