صندوق النقد يوافق على صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر بـ 1.2 مليار دولار

منذ 13 ساعات
صندوق النقد يوافق على صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر بـ 1.2 مليار دولار

– معيط: القاهرة ستتسلم الشريحة خلال أيام والتحقق الخامس سيتم قريبا

– معيط: مصر أعلنت التزامها بإلغاء دعم الوقود بالكامل بحلول ديسمبر 2025 و”الالتزام لا يزال قائما”

– الشافعي: الأولويات في صرف الشريحة ستكون سداد أقساط الديون والالتزامات الخارجية.

– حسن: الشريحة ستخفف الضغوط على العملات الأجنبية.

 

وافق صندوق النقد الدولي على المراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر، وصرف الشريحة الرابعة بقيمة 1.2 مليار دولار. وهذه هي الدفعة الأكبر التي ستتلقاها القاهرة على الإطلاق.

ولم يصدر عن الصندوق أي تصريحات رسمية بشأن الأمر، لكن أحمد كجوك وزير المالية، ومحمد معيط المدير التنفيذي للمجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، أعلنا الموافقة على اقتصاد الشرق والأعمال العربية على التوالي، ضمن برنامج المساعدات الموسع لمصر بقيمة 8 مليارات دولار.

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق مع مصر في ديسمبر/كانون الأول بشأن المراجعة الرابعة لبرنامج الدعم المعزز بقيمة 8 مليارات دولار. وقال كوجاك إن “البرنامج سيمكن القاهرة من الحصول على نحو 1.2 مليار دولار، بعد موافقة مجلس إدارة الصندوق، والتي تمت أمس”.

في غضون ذلك، قال وزير المالية المصري محمد معيط إن مصر ستحصل على الشريحة الرابعة من القرض البالغ 1.2 مليار دولار خلال أيام، بعد موافقة مجلس الإدارة عليها الاثنين الماضي.

وأضاف معيط من لندن أن مجلس الإدارة يتفهم ويقدر الإصلاحات الاقتصادية في مصر منذ مارس 2024 وحتى اليوم. وشملت هذه الخطوات خفض معدل التضخم وزيادة احتياطي النقد الأجنبي إلى 47.4 مليار دولار، فضلاً عن الخطوات التي اتخذتها وزارة المالية لتحقيق فائض أولي وخفض الدين العام.

وأوضح أن تقدير الإصلاحات لا ينفصل عن فهم التحديات التي تواجه مصر، وخاصة الوضع الجيوسياسي والوضع في المنطقة وانخفاض عائدات قناة السويس. وأضاف أن الصندوق يأمل أن يستمر مسار الإصلاح وأنه سيجري المزيد من المراجعات طالما أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.

وفيما يتعلق بطلب مصر تأجيل بعض الإصلاحات، قال معيط إن ذلك يتعلق ببعض القضايا، وإن الصندوق والحكومة المصرية توصلا إلى اتفاق بشأن الأهداف الرئيسية للبرنامج، بينما أبدى الصندوق مرونة في بعض القضايا، ومنها تأثير انخفاض إيرادات قناة السويس على الخزانة العامة للدولة. وعلى سبيل المثال، وافق الصندوق على تغيير الفائض الأولي المقدر للسنة المالية الحالية من 4.5% إلى 4% لإفساح المجال للحزم الاجتماعية ودعم الفئات الأكثر احتياجاً.

وفيما يتعلق بإمكانية تأجيل رفع الدعم عن الوقود بشكل كامل، قال معيط إن مصر أعلنت التزامها برفع الدعم عن الوقود بشكل كامل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025 وأن “هذا الالتزام لا يزال قائما”.

وأوضح أن الآلية الحالية بشأن أسعار الوقود تأخذ في الاعتبار أسعار النفط العالمية وهي حاليا في وضع إيجابي لمصر، نظرا لانخفاض الأسعار العالمية، مع الأخذ في الاعتبار مرونة سعر الصرف منذ مارس 2024، فضلا عن انخفاض التضخم بسبب تأثيره على خفض سعر الفائدة، وكلها تداعيات إيجابية، لذلك فإن “السلطات المصرية ملتزمة بالموعد المعلن وهو ديسمبر 2025”.

وفيما يتعلق بالمراجعات الإضافية، قال إن البرنامج محدد وأن المراجعة الخامسة ستبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة.

من جانبه، قال مصطفى شافعي، رئيس قسم البحوث في العربية أونلاين، إن قرار الصندوق باجتياز المراجعة الرابعة والموافقة على صرف الشريحة له تأثير إيجابي على مؤشرات الاقتصاد المصري، ويؤكد أن الاتفاق بين مصر وصندوق النقد الدولي يسير بشكل جيد، وهو ما يعد علامة ثقة للمؤسسات والمستثمرين الأجانب، وله تأثير إيجابي على مناخ الاستثمار في مصر.

وأضاف الشافعي في تصريح لـ”الشروق” أن هناك أولويات عديدة في صرف هذه الشريحة. ومن أهمها سداد جزء من ديون مصر والتزاماتها الخارجية.

أعلن صندوق النقد الدولي أنه توصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين مع مصر بشأن المراجعة الرابعة في إطار تسهيل الصندوق الموسع بحلول نهاية عام 2024. وسيسمح هذا بصرف 1.2 مليار دولار أميركي في إطار البرنامج. وقد وقعت مصر على المبلغ الإجمالي للقرض في مارس 2024، ويمتد لمدة 46 شهرًا.

وقال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية إن الشريحة الرابعة من برنامج التحفيز ستخفف الضغوط على العملات الأجنبية، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على المؤشرات الاقتصادية، خاصة التضخم. وأضاف أن الشريحة الرابعة قد تدعم القطاع الصناعي لفتح الباب أمام زيادة حجم الصادرات وخلق السيولة الدولارية.

وفي مارس/آذار 2024، تمكنت مصر من زيادة حجم برنامج صندوق النقد الدولي من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، بعد أن عانت البلاد من أزمة حادة في النقد الأجنبي منذ بداية عام 2022.

ولتقليص العجز ومواجهة نقص الدولار المتجدد، خفضت الحكومة المصرية مؤخرا الدعم للعديد من الخدمات والسلع الأساسية. منذ يوليو/تموز من العام الماضي، رفع بنك إنجلترا أسعار البنزين والديزل وتذاكر السكك الحديدية والمترو، وتبع ذلك زيادات في أسعار العديد من السلع والخدمات الأخرى، وأحدثها زيادات في أسعار خدمات الاتصالات. وفي شهر مارس/آذار، سمح البنك المركزي بانخفاض قيمة الجنيه بنسبة 40% ورفع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية.


شارك