لماذا تقدر على القمح ومن أجازها بالقيمة.. دار الإفتاء تجيب عن أسئلة المتابعين حول زكاة الفطر

أجابت دار الإفتاء المصرية على أسئلة متابعيها حول زكاة الفطر لعام 2025، وقدمت توضيحا وافيا للمعلومات المتضاربة.
واستعرضت دائرة الإفتاء في منشور على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الثلاثاء، الأسئلة وأجوبتها التفصيلية على النحو التالي:
• كان هناك مال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يخرج النبي زكاة الفطر نقداً؟
والحديث المذكور مع أنه يبين كيفية إخراج الزكاة إلا أنه لم يذكر السنة العملية التي أخرج النبي صلى الله عليه وسلم زكاته على أساسها. ولذلك يمكننا أن نقبل السؤال. ولكن الفقهاء من الصحابة والتابعين وعلماء المذاهب المختلفة لم يقتصروا على هذه الأنواع، بل قصروها على غالب طعام أهل البلاد.
• لماذا لم يخرجها الصحابة والتابعون مالا؟
-هذا ليس صحيحا؛ وأجاز أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس ومعاذ بن جبل والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين إخراج الزكاة على قدر المطلوب. روى البخاري في صحيحه أن معاذًا رضي الله عنه قال لأهل اليمن: ائتوني بشئ من الثياب الناعمة أو غيرها من الصدقة مكان الشعير والحبوب. “فهذا يسهل عليك وعلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة.” وأوضح أنه كان يأخذ من مستحقي الزكاة ما يكفي حاجة الفقراء والمساكين، وليس من نوع المال الذي تجب فيه الزكاة.
وأما التابعون فقد أجازها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز والإمام طاووس، ووافقهما الإمامان الثوري والبخاري وغيرهما.
• لو كانت القيمة لصالح الفقراء هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا عنها؟
وقد شرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إخراج زكاة الفطر لإثراء مستحقيها. قال: «أغنوهم بضرورة طواف هذا اليوم». (رواه ابن سعد في الطبقات والدارقطني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما) والإثراء اليوم يكون بالمال، وتحديد أنواع الحبوب التي يؤخذ منها تسهيل وليس تقييد.
• هل أنت أعلم بهموم الفقراء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
والله أعلم أن نقول هذا، ولكن مصالح الفقراء تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف والأشخاص. ما هو جيد بالنسبة لك في وقت ما قد لا يكون جيدًا بالنسبة لك في وقت آخر. القرار بشأن ما هو جيد هو بيد أصحاب النفوذ والتعاقد. إن ما هو خير لمن يستحقه في هذا الزمان له قيمة. لو أن النبي حدد للناس ما يصلح لهم في كل عصر لجعل معيشتهم أصعب.
• الغذاء الرئيسي في البلاد هو الأرز أو الدقيق وليس القمح؟
وقد استفاد الفقهاء من حديث زكاة الفطر، أنه يدل بوضوح على أن نوع زكاة الفطر ينبغي أن يكون من غالب الطعام في بلد المزكي، لأن ذلك النوع معروف عند أهل تلك البلاد، وقد اعتادوا أكل ذلك النوع، وإن لم يقتصروا عليه، سواء كان من الأصناف الأربعة (الحنطة والشعير والتمر والزبيب) أو من غيره، كالأرز. وينطبق هذا على القمح، الغذاء الأساسي للشعب المصري بصفة عامة.
• لماذا لم تحسب الزكاة على أي نوع آخر من القمح؟
وقد فسر علماء الحنفية أن زكاة الفطر تحسب على أساس أقل قيمة من قوت البلد. إن أقل الأغذية الأساسية قيمة بالنسبة لشعب مصر هو القمح، ومن يملكون كميات أكبر منه هم في وضع أفضل.
• حدثنا عن حديث ورد فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطاه مالا؟
وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم إيتاء الزكاة، كما في الحديث السابق عن معاذ رضي الله عنه.
وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة والتابعين كما ذكرنا آنفاً.
وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي قيمة الأطعمة فيفرق بين القدر المقرر من الأصناف المعينة، فيجعل كما ورد في الحديث الصحيح صاعاً من تمر وشعير، ونصف صاع من بر. وكان بعض أصحابه يطبقون هذه الطريقة أيضاً، لأنها كانت أغلى أنواع الطعام في ذلك العصر.
إن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشيء لا يعني عدم جواز فعله. يعبر الأصوليون عن ذلك بقولهم: “إن الترك ليس بحجة”، وعلى هذا اتفق علماء المسلمين قديماً وحديثاً.
• هل لا يجوز إخراج الزكاة قبل العيد؟
زكاة الفطر واجبة لسببين: صيام رمضان، وفطر رمضان. إذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر. تجب الزكاة في المال بعد بلوغ النصاب وحال الحول. وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية.
• هل إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يعتبر صدقة؟
والأفضل أن تصليها قبل صلاة العيد. وإذا أخرها المسؤول إلى وقت لاحق، إما لعذر أو ضرورة، فلا إثم عليه. “ولما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “”كنا نفرق في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفطر صاعاً من طعام””.” اليوم هو كل اليوم.
• كيف يتم حساب 35 دينار للشخص الواحد؟
– تم الحساب على أساس السعر الرسمي للكيلوغرام من أجود أنواع القمح وكان على النحو التالي: سعر الأردب من القمح عام 2025م هو 2000 جنيه مصري، والأردب من القمح (150 كجم) وسعر الكيلو هو 13.33 جنيه، ووزن صاع الرسول صلى الله عليه وسلم عند جمهور الفقهاء هو (2.04 كجم) [2000 ÷ 150 = 13.33 × 2.04 = 27.19]. ذكرنا أن ذلك أفضل لمن تجاوز هذا الحد وكذلك لمن يستحقه.
• من هم العلماء الذين أجازوا إخراج زكاة الفطر نقداً؟
إصدار فتوى بجواز إخراج قيمة الزكاة. وقد فسر ذلك من الصحابة: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، والحسن بن علي، رضي الله عنهم أجمعين. وفسره من الخلفاء عمر بن عبد العزيز وطاوس. ووافقهم الإمامان الثوري والبخاري. وهذا ما قاله الحنفية والإمام أشهب، وحديث عن الإمام ابن القاسم وابن حبيب من المالكية، وحديث عن الإمام أحمد. وقد اختاره الشيخ ابن تيمية.
وقد ثبت إخراج زكاة الفطر بقدرها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم. عن الصنابح الأحمسي رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقة شيخة بين إبل الصدقة. فغضب وقال: ما هذا؟ قال: يا رسول الله، رددتها على بعيرين من صدقة، فسكت. رواه الأئمة: ابن أبي شيبة في المصنف، وأحمد ـ واللفظ له ـ وأبو يعلى في المسند، والبيهقي في السنن الكبرى، وترجم له: (باب من يحل قيمة الزكاة).
“قال كمال الدين ابن الهمام في “”فتح القدير”” (2/193، ط دار الفكر) بعد أن أورد الحديث: [ونعلم أن تخصيص الأسنان المخصوصة والغنم؛ حدد مبلغ المال وقم بتعيينه في المطبوعة؛ لأنه أسهل لأصحاب الحيوانات الأليفة.