شيخ الأزهر يوضح معنى اسم الله الحسيب ويؤكد ثبوته بالقرآن والسنة والإجماع

منذ 15 ساعات
شيخ الأزهر يوضح معنى اسم الله الحسيب ويؤكد ثبوته بالقرآن والسنة والإجماع

الطيب: إن الله يحاسب الكافرين على أنفاسهم في الدنيا والآخرة بقدر ما تستغرقه البعير.

سماحة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف معنى اسم الله “الحسيب” الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأكد أن هذا الاسم من أسماء الله الحسنى، وذلك استناداً إلى ثلاثة أدلة رئيسية: النص القرآني، والأحاديث النبوية، وإجماع الأمة الإسلامية.

وفي كلمته في الحلقة الحادية عشرة من برنامج “الإمام الطيب”، ذكر سماحته أن اسم “الحسيب” ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وكفى بالله حسيباً). ويتأكد ذلك أيضاً في أحاديث عديدة، وبخاصة في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي يفتتح به شرح أسماء الله الحسنى. وأضاف أن الاسم كان من بين الأسماء التسعة والتسعين المتفق عليها.

وأشار الإمام الطيب إلى أن ظاهر معنى “الحسيب” هو “الكفى”، نقلاً عن المثل العربي “زرت فلاناً فرأى أني لا أكافي”، أي أنه يكفيني. وضرب مثلاً بقوله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) (الأنفال: 64)، وحذر من التفسير الخاطئ: (حسبك الله ومن اتبعك) لأن ذلك يوحي بأن هناك كفاية خارج مشيئة الله. والتفسير الصحيح هو: (حسبك الله ومن معك).

وأشار سماحته أيضاً إلى أن (الحاسب) يحمل معنى المحاسبة سواء في الدنيا كما في قوله تعالى: (إنما نحاسبهم) أو في الآخرة: (وكفى بنا محاسبين). وبهذا أكد أن الله يحاسب عباده على كل صغيرة وكبيرة، حتى أنفاسهم، وأنه “أسرع المحاسبين” لا يصرفه حساب عن حساب آخر.

وفي شرحه لمعنى الكافي بين سماحته أن الله كفى عباده بإخراجهم من العدم إلى الوجود، وأنه تكفل ببقائهم بعلمه ومشيئته، فقال: “إن المخلوق لا يضمن بقاءه، فإنه يحتاج إلى من يخرجه من العدم”. ونقل عن الأشاعرة قولهم في “قبضة اليد” أن الكون كله بيد الله، ويستطيع أن يخلق من يشاء ويهلك متى يشاء. وأوضح أن مسؤولية الله تشمل الدنيا والآخرة. في الدنيا يحبس أنفاس الكافرين استعداداً للعقاب، وفي الآخرة يحاسب الخلق بسرعة لا تتصور، كما جاء في الحديث: (إن الله يحاسب الخلق على قدر قفزة البعير) أي بين الأشواط.


شارك