بعد تأجيله 6 أشهر.. اجتماع مرتقب للجنة تسعير المواد البترولية وتباين التوقعات

القليوبي: انخفاض سعر النفط دون 81 دولاراً للبرميل يدعم استقرار الأسعار.
أبو بكر: الحكومة مستمرة في دعم المنتجات البترولية والأزمة العالمية لن تؤثر على قرارها.
تستأنف لجنة التسعير التلقائي للوقود اجتماعاتها خلال الشهر الجاري، بعد انتهاء المهلة التي حددها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لمدة ستة أشهر لعدم زيادة أسعار الوقود. ويتوقع الخبراء أن تبقي اللجنة على قرارها دون تغيير بهدف إبقاء معدل التضخم منخفضا، بدعم من تراجع أسعار النفط العالمية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفعت لجنة التسعير التلقائي أسعار جميع المنتجات البترولية بنسبة 17% للمرة الثالثة في عام 2024 كجزء من قرض صندوق النقد الدولي البالغ 8 مليارات دولار. وبعد ذلك أوقفت الحكومة زيادات الأسعار الإضافية. وأوضح رئيس الوزراء حينها أنه لن تكون هناك زيادات أخرى لمدة ستة أشهر بهدف خفض التضخم ومراعاة الفئات ذات الدخل المنخفض.
وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع على صرف الشريحة الرابعة من القرض بقيمة 1.2 مليار دولار. في غضون ذلك، أكد محمد معيط، المدير التنفيذي للمجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، في تصريحات صحفية، أن الحكومة المصرية ملتزمة بالجدول الزمني لإنهاء دعم الوقود بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025.
وأثارت تصريحات معيط ترقبا لاستئناف اجتماعات لجنة التسعير الآلي للمشتقات النفطية. وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان الاتجاه يتجه نحو ارتفاع الأسعار مرة أخرى، أو ما إذا كان انخفاض سعر برميل النفط يمثل حافزاً لاستقرار الأسعار.
من جانبه، توقع الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة أن تتجه اللجنة في اجتماعها المقبل إلى تثبيت أسعار الوقود، في ظل انخفاض سعر النفط في السوق العالمية إلى أقل من 81 دولاراً للبرميل. وهذا هو السعر الذي تحسبه الحكومة في موازنة السنة المالية الحالية بناء على تكلفة المنتجات البترولية.
حددت وزارة المالية متوسط سعر برميل النفط عند 82 دولاراً في موازنة 2024-2025، مقارنة بـ81 دولاراً في موازنة العام المالي السابق.
سعر النفط حاليا أقل من 70 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى له في ستة أشهر. تتزايد المخاوف العالمية بشأن تأثير الحروب التجارية على الطلب على النفط.
ويسمح انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 73 دولاراً للبرميل للحكومة بخفض أسعار الوقود المحلية عما كان مخططاً له في الأصل، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الوزراء.
وأوضح القليوبي لـ«الشروق» أن اللجنة قد تقرر زيادة السعر في حال حدوث تغيرات مفاجئة في سعر البرميل، الذي ارتفع فوق 81 دولاراً قبل اجتماعها.
وطالبت مصر خلال مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي بتأجيل التحرير الكامل لأسعار الوقود إلى نهاية عام 2026، وليس العام الجاري. ابتداء من أبريل من العام المقبل، سيتم رفع الأسعار تدريجيا كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
وقال خبير الطاقة ثروت راغب إن قرار اللجنة سيعتمد على أسعار النفط العالمية والعوامل الاجتماعية ومعدل التضخم، بالإضافة إلى سعي الحكومة لتجنب أي زيادات في أسعار كافة السلع للحفاظ على معدل تضخم منخفض.
ويرى راغب أن سعر النفط بين 68 و70 دولاراً للبرميل مناسب لموازنة الدولة. وسيؤدي ذلك إلى منع زيادة أعباء دعم الطاقة بشكل أكبر وإجبار الدولة على زيادة الأسعار على المواطنين.
تسارع انخفاض التضخم في جميع أنحاء البلاد في فبراير، ليصل إلى 12.5 في المائة من 23.2 في المائة في يناير، بسبب تأثير سنة الأساس.
قال تامر أبو بكر، رئيس غرفة البترول والتعدين بجمعية الصناعات المصرية، إن الحكومة ستواصل دعم أسعار المنتجات البترولية حتى بعد زيادات الأسعار التي أقرت لعام 2024. ولذلك فإن انخفاض أسعار النفط العالمية لن يوقف ارتفاع أسعار الوقود محليا.
ويبلغ إجمالي دعم المواد البترولية في موازنة 2024-2025 نحو 154 مليار جنيه، مقارنة بـ119 مليار جنيه مستهدفة في موازنة العام المالي السابق.
وأضاف أبو بكر أن انخفاض أسعار النفط عالميا لن يؤدي إلا إلى إبطاء ارتفاع أسعار الوقود. وأشار إلى أن الحكومة قد تلجأ إلى تثبيت الأسعار لتحسين الأوضاع الاجتماعية حتى لو جاء ذلك على حساب استمرار دعم المشتقات النفطية.
من جانبه، يرى مصطفى شفيع أن الحكومة ستتخذ إجراءات لتثبيت أسعار الوقود في الاجتماع المقبل لضمان انخفاض التضخم والاستفادة من الانخفاض الحاد في تأثير سنة الأساس.
وأوضح الشافعي أن الحكومة عوضت معظم ارتفاع تكلفة استيراد البترول خلال الزيادات السابقة في الأسعار من خلال تحرير سعر الصرف ورفع الدولار إلى مستوى يقارب 50 جنيها. ويشير إلى أنه حتى لو قامت الحكومة برفع الأسعار، فإنها لن ترفع أسعار الديزل لضمان مزيد من انخفاض معدلات التضخم.
وفي احتفالات عيد الشرطة في يناير/كانون الثاني الماضي، صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تحتاج إلى 20 مليار دولار سنويا لتلبية احتياجاتها من النفط.