أحمد أمين لـ«الشروق»: شخصية «النص» أسرتنى .. وتدربت على النشل من أجلها

منذ 4 ساعات
أحمد أمين لـ«الشروق»: شخصية «النص» أسرتنى .. وتدربت على النشل من أجلها

استغرق إعداد المسلسل ثلاث سنوات وشاركت في وضع التفاصيل مع ورشة الكتابة. لقد لفتت انتباهي بشكل خاص فكرة الرجل الذكي والماكر وعلاقته بالشارع في ثلاثينيات القرن العشرين في “مذكرات النشال”. – لدي شغف خاص بالمسرح وحلم تقديم مسرحيات للأطفال هو جزء أساسي مني. لدي العديد من مشاريع الأفلام… وأعتقد أنني سأقوم بأول عمل سينمائي في عام 2025.

كعادته يفاجئنا الفنان أحمد أمين في كل موسم بتجربة درامية مختلفة، وتحديدًا بمسلسل “الناس” الذي عرض خلال النصف الأول من شهر رمضان الجاري. المسلسل مستوحى من كتاب “مذكرات نشال” للكاتب أيمن عثمان، ويأخذ المشاهدين في رحلة عبر الزمن إلى ثلاثينيات القرن الماضي. أخرج المخرج حسام علي المسلسل بعناية فائقة، وقدم للمشاهدين لمحات عن الحياة في القاهرة في ذلك الوقت، وكأنه فيلم وثائقي يسلط الضوء على تفاصيل الشوارع ومعالمها المميزة مثل الترام والمقاهي والنوادي الليلية، بالإضافة إلى إيقاع ذلك الوقت بهدوئه وسكينته. في حواره مع الشروق، يستكشف أحمد أمين عالم عبد العزيز الناس، اللص المعروف بمهاراته الخفية وحيله لمواجهة الواقع الصعب الذي يعيشه.

< لماذا قررت تجربة “النص”؟

لقد كانت شخصية “الناس” تثير اهتمامي منذ أن قرأت كتاب “مذكرات النشال”. تاريخ مصر جميل والتفاصيل الاجتماعية آسرة. يحتوي على العديد من القصص المثيرة للاهتمام. إن ذكاء الرجل الذي عاش في ثلاثينيات القرن العشرين وعلاقته بالشوارع المصرية في ذلك الوقت هو ما لفت انتباهي أكثر من غيره والذي جعلني منجذباً إلى تقديم هذا المشروع.

< كيف كانت الإستعدادات لتجسيد هذه الشخصية بكل أبعادها؟

مارست النشل، وقرأت كثيرًا، وشاهدت العديد من الأفلام والوثائقيات، سواء عن مصر في ذلك الوقت أو عن عالم النشل وتفاصيله. في الواقع، كل شخصية تحتاج إلى تحضير ودراسة وبروفات كثيرة، لكن أداء عمل ما في العصور القديمة يتطلب جهدًا أكبر من فريق الديكور والأزياء والدعائم. لا يمكن لأي شخصية استخدام أي شيء من عصرنا، وهنا يأتي دور فريق البحث والتصحيح التاريخي في غاية الأهمية.

< هل قرأت مذكرات نشال بقلم أيمن عثمان لتعرف أكثر عن المعلم عبد العزيز الناس، أم فضلت فقط قراءة النص والالتزام به؟

بدأ تفاعلي مع النص بقراءة “مذكرات نشال”. وكانت المذكرات، بطبيعة الحال، مفيدة في رسم ملامح العالم وعقلية البطل وبعض زملائه البشر. لكن ورشة الكتابة طورت معالجة درامية مختلفة تماما واستفادت من المذكرات، فهي مذكرات لأحداث شوارع مصر وليست قصة متماسكة.

< ما الذي جذبك إلى العمل؟ وهل قمت بأي تعديلات على السيناريو؟

لقد لفت انتباهي أكثر فكرة الرجل الذكي والماكر الذي يعيش في هذه الفترة الفريدة من التاريخ المصري وارتباطه بالشارع. منذ بداية العمل الدرامي، الذي استغرق قرابة ثلاث سنوات، كتبت تفاصيل العمل مع الشباب في الورشة.

< ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

تفاصيل العمل كانت تحتاج إلى تركيز خاص، بالإضافة إلى بعض المشاهد مثل النشل والانفجارات التي كانت واقعية جداً.

< كيف كان رد فعلك تجاه ردود أفعال الجمهور بعد مشاهدة الحلقات الأولى من المسلسل؟

للأسف، بسبب استمرار التصوير، لم أتمكن من متابعة ردود الفعل أكثر من ذلك، لكن ما تلقيته من الناس من حولي كان، ولله الحمد، ردود فعل لطيفة ومطمئنة.

< ماذا عن العمل خلف الكواليس، خاصة مع الفنانين الشباب الذين تدعمهم دائمًا؟

ولحسن الحظ، كان الأمر جميلاً، على الرغم من ضغط الوقت والاهتمام بالتفاصيل التي ينطوي عليها جدولة الأحداث. شكرًا لزملائي وفريق العمل بأكمله، من المخرج حسام علي والممثلين إلى كل من عمل في الموقع. أما بالنسبة للوجوه الشابة، فأنا أستمتع حقًا بالعمل معهم وأتعلم الكثير منهم.

< ما هو المشهد الذي كان الأكثر إرهاقا بالنسبة لك أو الأقرب إليك؟

بصراحة، لقد استمتعت بالرحلة بأكملها، ولكن ربما كنت بحاجة إلى بعض التدريب الخاص لمشاهد النشل ومشاهد الانفجار، والتي كانت واقعية للغاية. أما بالنسبة للمشاهد الأقرب إلى قلبي فهي كثيرة، ولكن أعتقد أن المشاهد التي اجتمع فيها كل أفراد العصابة كانت المفضلة لدي.

< يبدو أن الشكل معقد للغاية. هل تفضلين لعب هذا النوع من الأدوار الذي يشكل تحدياً معيناً للفنان؟

بالنسبة لي، يكمن السر دائمًا في القصة، سواء في رسم الشخصية، أو العالم الذي يعيشون فيه، أو حتى في تصنيف العمل نفسه ككوميديا أو شيء آخر. أنا دائمًا أبحث عن قصص جيدة وممتعة، وأينما وجدتها، أذهب وأستمتع بالرحلة وأحاول تقديمها بأفضل طريقة ممكنة.

< كيف تخرج من الشخصيات المعقدة التي تجسدها؟ هل تستعين بطبيب نفسي لهذا الأمر؟

– بالطبع سأفعل ذلك إذا لزم الأمر، ولكن حتى الآن لا تتجاوز طقوسي فترة الراحة بعد أيام طويلة من التصوير.

< هل تفضل أن يتم كتابة العمل والانتهاء من الحلقات قبل البدء في التصوير؟ هل يتحقق ذلك من خلال “النص”؟

لا شك أن ظروف العمل خلال شهر رمضان تضع ضغوطاً زمنية على الكُتّاب، ولكن من المؤكد أن كلما زاد الوقت المخصص للتدريبات والتحضير، كلما كانت جودة العمل أفضل. ولحسن الحظ، تم تحقيق ذلك إلى حد كبير في النص لأنه، كما ذكرنا، بدأنا في تحريره منذ ثلاث سنوات.

< ما رأيك باتجاه تقديم مسلسلات مكونة من 7 و15 حلقة؟ هل الدراما كافية لمسلسل يزيد عن 30 حلقة، أم أن الفكرة هي التي تحددها؟ طبيعة العمل والقصة تحدد الطول المناسب للمسلسل. لا شك أن المسلسلات القصيرة تمنح المنتجين فرصة التغلب على قيود الوقت وتقديم جودة أفضل وتنوع أكبر، وهو ما يصب في مصلحة المشاهد بالدرجة الأولى.

أين أحمد أمين من السينما؟

– هذا أنا. هناك العديد من المشاريع وأعتقد أننا سنرى الأفلام الأولى في عام 2025.

< ما هي الشخصية التي لم تلعبها من قبل وترغب في لعبها؟

هناك العديد من الشخصيات التي لا أزال أرغب في لعبها. لقد لعبت فقط عددًا قليلًا من الأدوار وما زلت أحلم بلعب المزيد منها.

< هل من الممكن رؤيتك في مسرحية قريبا؟ ما هو ملف المتطلبات الذي دفعك إلى القيام بهذه التجربة؟

بطبيعة الحال. يعتبر المسرح شغفًا خاصًا وعلاقة فريدة مع الجمهور. فكرة ردود الفعل الفورية والتفاعل مع الجمهور أثناء العمل فكرة رائعة. بمجرد توافر الظروف المناسبة، وقصة جيدة مع فريق جيد، سأكون بالتأكيد على المسرح بسعادة كاملة.

< بعد انطلاق الدورة الأولى من مهرجان نبتة.. هل سنراك قريباً في عمل للأطفال.. وهل لديك حلم خاص للعمل الذي ستقدمه للأطفال؟

أتمنى ذلك. حلم تقديم أعمال للأطفال هو جزء أساسي مني، والوقت المناسب سيأتي بالتأكيد، مع وجود منتج مستعد لخوض المغامرة، وأنا مستعدة.

< في فيلم “ما وراء الطبيعة” ابتعدت عن الواجهة الكوميدية، ومعظم أعمالك كوميدية. هل تعتقد أن الكوميديا هي منطقتك الآمنة مع الجمهور، أم أنك تفضلها أكثر أم أنها أقرب إلى الجمهور؟

لا أعلم، لكن أعتقد أن حساباتي مختلفة. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو قصة جيدة، يتم تنفيذها بواسطة مخرج جيد وفريق قوي. في النهاية، أنا ممثل أقدم أدوارًا وأساليب مختلفة، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور وينبهر به، سواء كان كوميديًا أو تراجيديًا أو أي شيء آخر.


شارك