رئيس الوزراء: هناك نمو كبير في مُخصصات الصحة والتعليم بالموازنة الجديدة مقارنة بالقطاعات الأخرى

-
مدبولي: بعد عيد الفطر.. الإعلان فجأة عن 400 ألف وحدة سكنية
-
تهدف الدولة من تطوير ميدان الوزارات والقاهرة الخديوية إلى الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني لهذه المنطقة التاريخية دون المساس بتكوينها الحضاري باعتبارها منطقة تاريخية معروفة.
رئيس الوزراء الدكتور قال مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام، الجمعة، بزيارة هامة للكلية الحربية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة. لقد سمعنا جميعا الرسائل الهامة التي وجهها الرئيس. وكان أهم ما لمسناه جميعاً كمصريين هو تحية الرئيس وشكره للشعب المصري على تضامنه ومساندته ودعمه للقيادة السياسية والدولة، وكذلك على وحدة الشعب المصري في مواجهة كل التحديات الخارجية التي تواجه الدولة المصرية.
وأضاف مدبولي خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن الرئيس ينتهز هذه الفرصة دائما لتوضيح التحديات التي تواجه الدولة المصرية. وأضاف أنه لا يريد أن ينجر إلى مغامرات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وأكد على ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية. وهذه ثوابت واضحة تماما لن تحيد عنها الدولة المصرية في المستقبل.
• القضية الفلسطينية
وأشار مدبولي إلى عدد من النقاط التي طرحها خطاب الرئيس، ومنها دور مصر الدبلوماسي والسياسي والإنساني في التعامل مع القضية الفلسطينية، والتزامها المستمر بهذا الدور، وموقفها القوي الذي يحظى بتقدير كبير من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن الرئيس عقد اجتماعات عديدة مع مختلف الوزراء هذا الأسبوع لمناقشة مختلف القضايا ووثائق العمل. وأشار أيضاً إلى لقاء اليوم بين الرئيس ووزير السياحة والآثار، حيث تم الإعلان عن حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم 3 يوليو المقبل.
وأشار مدبولي إلى أن الرئيس أمر بتنظيم وإعداد هذا الاحتفال وفق أعلى المعايير. ولا ينبغي أن يعكس فقط أهمية هذا الصرح العالمي الكبير، بل أيضاً مدى التقدم والإنجازات في مختلف جوانب الحياة في الدولة المصرية، والمشروعات التي تم تنفيذها في هذا الصدد في الآونة الأخيرة.
وأضاف: “إن رئيس الجمهورية التقى أيضًا بوزير الإسكان هذا الأسبوع”. ووجه الرئيس الدولة بإطلاق برنامج واسع النطاق يتضمن الإعلان عن عدد كبير جداً من الوحدات السكنية بعد إفطار عيد الفطر. وفجأة يتم الإعلان عن بناء 400 ألف وحدة سكنية، وهو أعلى رقم يتم الإعلان عنه على الإطلاق، لمختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، بما في ذلك الشباب وأصحاب الدخل المحدود والمتوسط. وفي هذا السياق أكد الرئيس أن بعض هذه الوحدات يجب أن تكون جاهزة للإشغال الفوري وأن يتم تسليم الوحدات المتبقية خلال مدة أقصاها عامين من تاريخ الإعلان عن هذه الوحدات.
• ميزانية السنة المالية الجديدة 2025-2026
وخلال المؤتمر الصحفي أشار رئيس الوزراء إلى لقاء الرئيس مع وزير المالية أحمد كوجك، حيث تم تقديم الخطوط العريضة لموازنة العام المالي الجديد 2025/2026 للرئيس. وأوضح أن الحكومة ستقدم مشروع الموازنة الجديدة إلى مجلس النواب بنهاية مارس المقبل، وفقا للمتطلبات الدستورية.
وأكد مدبولي أن أهم ما في موازنة العام المالي الجديد هو الزيادة الكبيرة في تمويل الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم، وهي القطاعات التي توليها الدولة اهتماما كبيرا. وأضاف أن مخصصات برنامج تكافل وكرامة، أحد برامج الحماية الاجتماعية الرئيسية للدولة، بلغت 53 مليار جنيه في موازنة 2025/2026، مقارنة بـ40 مليار جنيه في العام الماضي. وأشار أيضاً إلى زيادة كبيرة في تمويل الصحة والتعليم في الموازنة الجديدة مقارنة بالقطاعات الأخرى.
وتابع: “أكد رئيس الجمهورية استمرار الانضباط المالي وترشيد الإنفاق خلال الفترة المقبلة”. وأضاف أنه خلال اللقاء مع الرئيس تم تقديم خطة تخفيض الدين العام والخارجي للعام المقبل وللسنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وهذا أحد أهداف الحكومة التي تواصل السعي لتحقيقها.
• انخفاض التضخم
وتطرق مدبولي إلى الإعلانات الخاصة بانخفاض معدل التضخم، مشيرا إلى أنه انخفض بمعدل غير مسبوق. أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن معدل التضخم انخفض لأول مرة منذ مارس 2022 إلى 12.5%، وهو أدنى معدل تضخم في ثلاث سنوات.
وتابع: “أود أن أشير هنا إلى ما سبق أن ذكرته، وهو أن هدفنا هو خفض معدل التضخم إلى أقل من 10% أو ضمن هذا النطاق بحلول بداية عام 2026”. ولحسن الحظ فإن انخفاض معدل التضخم الذي أُعلن عنه هذا الأسبوع يؤكد أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح في هذا الصدد وأن الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها بدأت تؤتي ثمارها، وخاصة فيما يتصل بالتضخم.
وأضاف أنه في هذا الإطار تم عقد اجتماع مع محافظ البنك المركزي لبحث تطورات أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، حيث يواصل التضخم اتجاهه الهبوطي، وهو ما انعكس، بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في انخفاض أسعار عدد كبير من السلع، خاصة الغذائية والخضراوات والفاكهة.
وقال مدبولي: “الاحتياطي الدولاري جيد للغاية ويتم مراجعته أسبوعيا مع محافظ البنك المركزي”. وأعلنا عن زيادة احتياطيات النقد الأجنبي الشهر الماضي. وأضاف: “هناك اجتماع أسبوعي مع المحافظ لمناقشة كافة القضايا المتعلقة باحتياجات الولاية”. الوضع مستقر، ولا توجد أي مشاكل في الطلب على الدولار.
• قروض صندوق النقد الدولي
وتطرق مدبولي أيضاً إلى موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على المراجعة الرابعة للبرنامج الاقتصادي لمصر. تمت الموافقة على تمويل هذا البرنامج. ويتضمن شريحة جديدة بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي. كما تمت الموافقة على تمويل بقيمة 1.3 مليار دولار أميركي في إطار مرفق المرونة والاستدامة، ومن المقرر صرفه على أقساط خلال الأشهر المقبلة. وتقدمت مصر بطلب للحصول على هذا القرض في إطار مبادراتها للتحول الأخضر، وحصلت على سعر مناسب للغاية مقارنة بالقروض الأخرى.
وأوضح أسباب تأخر المراجعة الحالية، مشيرا إلى أنه في ضوء تعليمات الرئيس، طلبت الحكومة مراجعة الأهداف والتغييرات في بعض الجداول الزمنية لتنفيذ عدد من الأهداف، وقد وافق الصندوق على هذه التغييرات.
وأشار مدبولي إلى أنه تم تحقيق العديد من الأهداف في اجتماع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وتم نقل رسالة ثقة خلال هذه المرحلة. وأكد أن الحكومة المصرية مستمرة في برنامج الإصلاح الاقتصادي وتحقيق أهدافه وفقا لاتفاق الصندوق.
وأشاد مدبولي بعمل اللجان الاستشارية التي تم تشكيلها مؤخرا بمجلس الوزراء، مشيرا إلى أنه عقد اجتماعا مطولا مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات.
وأكد التزام الحكومة بمواصلة عمل هذه اللجنة بما يحقق هدف الحكومة في زيادة ومضاعفة الصادرات المصرية. وأشار إلى أن أعضاء اللجنة أشادوا في بداية الاجتماع بالخطوات الحكومية الأخيرة والإصلاحات التي نفذتها. بعد ذلك تم عرض ورقة الاستراتيجية التي أعدتها اللجنة وتم التطرق إلى أهم مطالب اللجنة والتي من المهم تنفيذها بالتنسيق مع الحكومة. ويهدف ذلك إلى تبسيط الإجراءات في كافة قطاعات التصدير بهدف مضاعفة معدلات صادراتها خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن أعضاء اللجنة اتفقوا بالإجماع على أن الأهداف الواردة في برنامج الحكومة لتنمية الصادرات قابلة للتحقيق، لكنها مرتبطة بإجراءات يتم تنفيذها بشكل مشترك. وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماعات مع كل قطاع تصديري اعتباراً من الأسبوع المقبل لمراجعة مستهدفاته والعمل على تحقيقها بما يعزز الصادرات خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنه تم عقد اجتماع خاص أيضًا لمواكبة والإعداد لتطوير ميدان الوزارات ومنطقة القاهرة الخديوية. وأكد أن أهداف الدولة في عملية التنمية تتمثل في الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني لهذه المنطقة التاريخية دون المساس بتركيبتها الحضارية كمنطقة تاريخية معروفة، بل العمل على إعادة توظيف المنطقة بما تسمح به التجارب العالمية المماثلة في هذا الشأن، بحيث نستفيد من الثروة العقارية الكبيرة هناك ونحول استخدامها إلى أنشطة سياحية وفندقية وإدارية مهمة في هذه المنطقة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على عقد اجتماعات كل أسبوعين لمتابعة تنفيذ مشاريع المبادرة الرئاسية “الحياة الكريمة”. الهدف هو إكمال المرحلة الأولى بشكل كامل. وتأمل الحكومة أن يتم ذلك بحلول 30 يونيو/حزيران المقبل استعدادا لبدء المرحلة الثانية في السنة المالية المقبلة.