نقابة المحامين: زيادة رسوم الخدمات القضائية تعطل حق المواطن فى التقاضى

منذ 4 ساعات
نقابة المحامين: زيادة رسوم الخدمات القضائية تعطل حق المواطن فى التقاضى

الكسار: لا رسوم إلا بموجب القانون. دعوة: الرسوم زادت 600% وسيتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا لم تحل الأزمة. الشروق تزور المحاكم في القاهرة والجيزة: تمت الموافقة على الزيادة والإجراءات القضائية مستمرة.

جدد أعضاء مجلس نقابة المحامين رفضهم للرسوم الجديدة التي فرضها رؤساء المحاكم الإقليمية العليا على السلطات القضائية. ويعتبرون هذه الرسوم غير قانونية وغير دستورية ويتوقعون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا لم يتم إلغاؤها.أكد نائب رئيس نقابة المحامين محمد الكسار أن قرار فرض رسوم على الخدمات القانونية غير قانوني وغير دستوري، مؤكدا أنه لا يجوز فرض أي رسوم إلا وفقا للقانون.وأضاف الكسار لـ«الشروق» أن هذه الرسوم أقرها رؤساء محاكم الاستئناف دون أي سند قانوني، ما يجعلها مخالفة للدستور الذي كفل للجميع حق التقاضي دون قيود مالية.وأوضح أن فرض رسوم تصل إلى 33 جنيها مصريا على الصحيفة الواحدة دون حد أقصى قد يثني المواطنين عن اتخاذ الإجراءات القانونية. ويمثل هذا تهديداً لمنظومة العدالة ويعرض الأمن والسلم الاجتماعي للخطر.وأشار الكسار إلى أن نقيب المحامين عبد الحليم علام أجرى اتصالات مع رئيس محكمة الاستئناف ووزير العدل في إطار مساعيه لإلغاء هذه الرسوم. وتم الاتفاق على تقديم مذكرة رسمية تتضمن اعتراضات الغرفة.أكد عضو مجلس النقابة العامة للمحامين أبو بكر دعوة الرفض القاطع لتقاضي رسوم على عدد من الإجراءات القانونية تحت مسمى “رسوم الخدمات”. وأضاف أن الرسوم زادت بنسبة تصل إلى 600 بالمئة، حيث ارتفع سعر الوثيقة داخل الحقيبة من 5 جنيهات مصرية إلى 33 جنيها مصريا.وفي تصريحات لـ”الشروق”، أوضحت الدعوة أن هذه الزيادات تحد من حق المواطنين في التقاضي. وأشار إلى أن الذهاب إلى المحكمة أصبح ترفا. لا يستطيع المحامي الذي يتفق مع موكله على أجر محدد أن يطلب بشكل منتظم مبالغ إضافية لتغطية هذه الأتعاب، مما يشكل عبئا ثقيلا على الجميع.وأشار إلى أن مجلس النقابة العامة بمشاركة النقابات الفرعية عقد اجتماعا واتخذ عددا من القرارات. كما قرر تكليف رئيس النقابة بالتواصل مع الجهات المعنية، بما فيها مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل، لإيجاد حل للأزمة. وأكد أنه في حال عدم التوصل إلى حل حتى نهاية الأسبوع المقبل فإن النقابة ستلجأ إلى التصعيد بما في ذلك إيقاف التعامل مع خزائن المحاكم في كافة أنحاء البلاد.واختتم أبو بكر دعوة تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الزيادات غير دستورية وتمثل تفسيرا شخصيا لرؤساء المحاكم.قامت الشروق بجولة على عدد من المحاكم بالقاهرة والجيزة. رصد أثر قرار فرض رسوم جديدة للخدمات القضائية وانعكاسه على عمل القضاء والإجراءات المتبعة من قبل المحامين والمتهمين.وفي محكمة القاهرة الجديدة، ومن خلال دراسة أثر قرارات زيادة أسعار الخدمات التي تقدمها المحاكم على تعاملات المحامين والمواطنين مع خزينة المحكمة؛ وأكد موظف في خزينة المحكمة، طلب عدم ذكر اسمه، أن إجراءات المحكمة المتعلقة بزيادة الرسوم مستمرة كالمعتاد.أعرب أحد المواطنين الذي كان متواجدا في المحكمة لإتمام بعض الإجراءات عن عدم رضاه عن زيادة الرسوم، مؤكدا أن العبء ينتقل إلى المتقاضي العادي وليس إلى المحامي. وأعلن أنه سينقل الزيادة إلى أتعابه، ودعا الجهات المعنية إلى التدخل لتخفيف العبء عن المعنيين بالإجراءات وإلغاء زيادة الرسوم.أكد المحامي أحمد صلاح شمس أمام محكمة القاهرة الجديدة أن حق المحاكمة مكفول دستوريا للجميع. إن ارتفاع رسوم المحاكم يعوق ذلك، حيث لا يلجأ إلى القضاء إلا من يستطيع تحمل العبء المالي، مما يضر بمصالح المواطنين (الموكلين). وأضاف: “العدالة أصبحت متاحة الآن لمن يستطيع تحمل تكلفتها”.وأشاد شمس، في تصريحات لـ”الشروق”، بقرارات نقابة المحامين لمواجهة هذه الأزمة، مشيراً إلى أن قرار وقف التعامل مع جميع خزائن المحاكم على كافة المستويات على مستوى الجمهورية ـ والذي لم تعلن الغرفة حتى الآن عن موعد بدء العمل به ـ قد يواجه صعوبات في تنفيذه، خاصة في بعض القضايا التي تنحصر فيها مدة تقديم الطعن وتنتهي بنفس وقف التعامل مع الخزائن أثناء تنفيذه. وأكد أن ذلك قد يضر بمصالح الموكل، حيث أن المحكمة قد لا تأخذ الوضع الراهن بعين الاعتبار، وبالتالي ترفض الاستئناف المقدم إليها بعد انقضاء المدة.وقال مسؤول بالخزانة الرئيسية لمحكمة جنوب الجيزة، إن المفاوضات بين المحامين وخزينة المحكمة مستمرة ولم يطرأ عليها أي تغيير. ونصح بالتعاون وتجنب الإضرابات لأنها تضر بأطراف الدعوى وحقوقهم.قرر اجتماع مجلس نقابة المحامين وعمداء الفروع، كخطوة أولى استجابة لزيادة الرسوم القضائية (مقابل الخدمات)، تعليق معاملات الدفع مع كافة خزائن المحاكم على كافة المستويات في كافة أنحاء البلاد. وسيتم الإعلان عن موعد بدء هذا الإجراء في وقت لاحق.كما قررت الجمعية التشاور مع مجلس النقابة العامة والنقابات الفرعية في جلسة دائمة حتى انتهاء هذه الأزمة.


شارك