تقرير: الاقتصاد والسلم الأهلي أولويات قصوى في سوريا

ويؤكد المحللون السياسيون السوريون أنه لا بد من اتخاذ خطوات من أجل تقدم سوريا بما يتوافق مع رؤى وآمال الشعب السوري. وأهم هذه الخطوات هي صياغة دستور جديد يضمن حقوق الجميع دون إقصاء ويخلق العدالة الانتقالية.
وقالوا في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن التركيز يجب أن ينصب حاليا على الاقتصاد والسلم الاجتماعي كأولويات قصوى للبلاد، فضلا عن بناء نظام ضمان اجتماعي يراعي الجميع. وأكدوا أن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على مشاركة جميع السوريين.
وقال الخبير السياسي محمود التان لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن أفضل ما يمكن أن يحدث لسوريا في هذه المرحلة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة الصلاحيات تضم متخصصين على أساس الكفاءة وليس المحاصصة وتحظى بقبول واعتراف دولي.
وأشار التان إلى أن دمشق أجرت بالفعل مشاورات واسعة مع الدول الصديقة والحليفة حول هذه الخطوة، ما يزيد من فرص تطبيقها على أرض الواقع. وأكد أن تشكيل مثل هذه الحكومة سيؤدي إلى إعادة فتح الاقتصاد وإحياء الأنشطة التجارية وفق رؤية اقتصادية مستدامة تؤدي إلى تحسين الوضع المعيشي للسوريين تدريجياً.
وأضاف أن بناء الثقة بين دمشق وعواصم العالم يمكن أن يشجع الدول العربية والأوروبية الصديقة على تقديم خطة مساعدات اقتصادية من شأنها أن تدفع عملية إعادة الإعمار قدماً بشكل كبير. وأشار إلى أنه مع تدفق الاستثمارات الأجنبية فإن البلاد ستشهد انتعاشا اقتصاديا تدريجيا، مما يساهم في تحسين مستويات المعيشة وتعزيز الاستقرار العام.
وقال المحلل السياسي حسام طالب في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية إن نجاح المرحلة المقبلة يعتمد على مشاركة جميع السوريين بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية. وأضاف أن الرئيس أحمد الشرع يسعى إلى بناء سورية حديثة تعتمد على التعاون الداخلي والخارجي. وأكد في الوقت نفسه على ضرورة دعم الدول العربية والمجتمع الدولي وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وإقرار القوانين الاقتصادية المشجعة للاستثمار، في ظل حاجة البلاد الماسة لإعادة الإعمار على كافة المستويات.
وفيما يتعلق بالدستور الجديد، أكد حسام طالب أن الإطار الزمني المقترح لصياغة الدستور من ثلاث إلى أربع سنوات هو مجرد تقدير. وأكد أن التوافق السوري من شأنه أن يسرع العملية وينجزها خلال بضعة أشهر. وشدد على أهمية ترك الماضي المؤلم وراءنا والتركيز على بناء مستقبل يلبي تطلعات الشعب السوري.
أعرب الفنان والعالم السوري مهند السريع عن تفاؤله بالمستقبل في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا). وأصبح السوريون يدركون أن وطنهم ملك لجميع المواطنين. وأضاف أن المرحلة المقبلة يجب أن تتغلب على الفساد والمحسوبية وتستعيد احترام الهوية الثقافية السورية فالأوطان تتشكل بثقافتها. وأكد أن البيت هو المكان الذي تحترم فيه كرامة الإنسان.
أكد الصحفي أحمد الحسن مدير مركز القارات الثلاث الإعلامي على تعقيد الوضع الراهن في سوريا. وأشار إلى أن الوجود الكبير للاجئين السوريين في الخارج أدى إلى اختلاف الأولويات بين المجموعات السورية المختلفة. وأكد أن هناك أولويات، وفي مقدمتها ضمان شفافية عمل الحكومة الانتقالية الحالية والتأكد من اختيار الأشخاص وفق معايير واضحة.
وشدد الحسن على ضرورة إخراج سوريا من “حالة العناية المركزة”. وأشار إلى أن قضايا الكماليات سيتم مناقشتها في وقت لاحق، وأن التركيز في الوقت الحاضر يجب أن يكون على الاقتصاد والسلم الأهلي كأولوية قصوى.
وأكد أن السيناريو الأفضل لسوريا هو استغلال إمكانياتها الحقيقية بكفاءة، مشيراً إلى أن البلاد تدعم الاقتصاد الخدمي وخاصة في مجال التكنولوجيا الرقمية نظراً لمردوده العالي وعدم الحاجة لمساحات واسعة. كما دعا إلى الاستعانة بخبرات السوريين في الخارج في حملة العلاقات العامة لهذا المشروع.
ويرى الحسن أن المطلب الأهم للشعب في الوقت الراهن هو إنهاء الحكم السوري القائم على الانقلابات العسكرية خلال السبعين عاماً الماضية، والانتقال من نظام الهيمنة إلى الانتقال السياسي لصالح المواطنين. واختتم سعادته حديثه لوكالة الأنباء القطرية بالدعوة إلى اتباع نهج متوازن في المواقف الدولية، بعيداً عن الشك المطلق أو الثقة المطلقة.