فنانون أسعدونا في رمضان (13).. نور الشريف: مسيرة لا تُنسى في دراما الشهر الكريم

في شهر رمضان المبارك، نشارك معكم لحظات من الامتنان والتقدير للأشخاص الذين أسعدونا على مر السنين بحضورهم على الشاشة، سواء كانوا ممثلين أو مغنين أو كتاب أو مخرجين. ربما كانت أسماؤهم مختلفة، لكن كان لديهم هدف مشترك واحد: ترفيه الجمهور بأعمالهم المختلفة، حيث أصبح كل منها محفورًا في ذاكرة المشاهد على مر السنين من نشاطهم الفني.
عندما قررنا تقديم هذه السلسلة، كان الهدف هو تسليط الضوء ليس فقط على الممثلين أمام الكاميرا، بل أيضًا على جميع عناصر العمل الفني التي ساهمت في استمتاع المشاهد. لقد أكدنا مراراً وتكراراً أن هناك أسماء لا يمكن إغفالها عند الحديث عن دراما رمضان، ومن بينهم الفنان الراحل نور الشريف.
بداية قوية لدراما رمضان
بدأت علاقة نور الشريف بالتلفزيون مبكراً بدوره المميز في مسلسل “القاهرة والناس”. وبعد فترة انقطاع عاد في رمضان 1977 بمسلسل “مرد الجبل” من إخراج نور الدمرداش، حيث قام بدور أحمد بن شبيب. لقد حقق المسلسل نجاحا كبيرا. في رمضان عام ١٩٨٢، قدّم مسلسل “أديب” المأخوذ عن سيرة طه حسين، وكتب السيناريو محمد جلال عبد القوي، وأخرجه يحيى العلمي.
غياب ثم عودة قوية
ابتعد نور الشريف عن التلفزيون لسنوات، لكنه عاد بعد قرابة عقد من الزمان بمسلسل استخباراتي بعنوان “الثعلب” في رمضان 1993، من تأليف إبراهيم مسعود وإخراج شوكت خضر.
كان الشريف ممثلاً متعدد المواهب في التلفزيون والسينما، تميز باختياره للأعمال عالية الجودة التي لا تتكرر. وبعد «الثعلب» اتجه إلى الدراما التاريخية الدينية في رمضان 1994 بمسلسل «عمر بن عبد العزيز».
“لن أعيش في ظل أبي”… علامة فارقة
في رمضان 1996 حقق نور الشريف أحد أكبر نجاحاته بمسلسل “لن أعيش في ثوب أبي” المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس، واقتبسه مصطفى محرم وأخرجه أحمد توفيق. قام بأداء دور عبد الغفور الباري الذي أصبح من أشهر شخصياته.
وفي رمضان 1997 عاد إلى الدراما التاريخية بمسلسل “هارون الرشيد”، وفي عام 1998 اتجه إلى الأعمال الأدبية بمسلسل “الحرافيش” المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ.
عائلة الحاج متولي: الجدل والنجاح
في رمضان 2001، أثار نور الشريف الجدل بمسلسله «عائلة الحاج متولي». كان المسلسل يتحدث عن تعدد الزوجات، الأمر الذي أثار انقسام الآراء. ومع ذلك، حقق المسلسل نجاحاً جماهيرياً كبيراً، رغم المنافسة القوية من أعمال مثل “حديث الصباح والمساء” و”للعدالة وجوه كثيرة”.
واستكمل عمله في الأعمال التاريخية عام 2003 بمسلسل “رجل القدر” الذي جسد فيه حياة عمرو بن العاص. وفي عام 2006 عاد إلى الحاضر بمسلسل “صاحب السعادة المتهم والدي” الذي جسد فيه شخصية عبد الحميد دراز وأثار تعاطف الجمهور.
التنافس مع الذات في رمضان 2009
وفي رمضان 2009، تنافس نور الشريف مع نفسه بإذاعة مسلسلين في نفس الموسم: «متخافوش» الذي تناول موضوع الاحتلال الإسرائيلي الحساس، و«الرحايا» الدراما الصعيدية التي حظيت بنجاح أكبر.
وفي عام 2012، قدم تقريراً عن التطورات السياسية والاجتماعية في برنامج “عرفة البحر”، وتناول الاستغلال السياسي والاعتقالات وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب.
إرث درامي لا يُنسى
لقد كان نور الشريف ركيزة أساسية في مسرح رمضان على مدار السنوات الماضية، وهو مرشح قوي حقق نجاحات مبهرة وأخرى متوسطة. ولكنه ظل دائمًا وفيًا لفنه وأكد على التنوع والابتكار لضمان بقاء اسمه في ذاكرة المشاهدين.
اقرأ أيضاً:
فنانون أسعدونا في رمضان (12) كرّس فهمي عبد الحميد وقته لحبه للألغاز.