مواجهة ثأرية تشعل معركة البرتغال وفرنسا في ربع نهائي يورو 2024

منذ 5 شهور
مواجهة ثأرية تشعل معركة البرتغال وفرنسا في ربع نهائي يورو 2024

بين ذكريات النجاح والفشل في نهائي 2016، تواجه فرنسا البرتغال مجددا، اليوم الجمعة، في مواجهة ساخنة في الدور ربع النهائي ليورو 2024.

وتمثل هذه البطولة الفرصة الأخيرة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يسعى للفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه باللقب عام 2016 على حساب فرنسا.

ولا مجال أمام البرتغال للقبول بالحلول الوسط، والأمر نفسه ينطبق على فرنسا ونجمها كيليان مبابي، الذي سيحظى بفرصة ثانية لقيادة منتخب بلاده في عمق البطولة القارية.

ولا يزال شبح ركلة الجزاء الضائعة التي أدت إلى خروج فرنسا من دور الـ16 أمام سويسرا حاضرا في ذهن مبابي.

وستشهد المباراة سباقاً مثيراً بين مبابي ورونالدو حيث يتنافسان على تسجيل هدف في مرمى اثنين من حراس المرمى المتميزين، مايك مينيان وديوجو كوستا.

تستمر سلسلة المعارك الفردية والجماعية في هذه اللعبة المتكافئة بين فريقين مرصعين بالنجوم.

وفي اليسار، تعتمد البرتغال على وجود ثنائي الجناح السريع نونو مينديز ورافاييل لياو، فيما تعتمد فرنسا على تألق جول كوندي ومهارات أنطوان جريزمان الكبيرة.

كما يتميز خط وسط البرتغال بمهارة ورشاقة برونو فيرنانديز وفيتينيا ورؤيتهما الإبداعية، بينما يعتمد خط وسط فرنسا على قوة شواميني ووجود نجولو كانتي، مع إمكانية مشاركة كامافينجا بدلا من رابيو الموقوف.

وسيسعى الظهير البرتغالي جواو كانسيلو إلى السيطرة على مهارات مبابي، بينما سيحاول برناردو سيلفا تجاوز ثيو هيرنانديز الذي تعرض لضغط كبير من البلجيكي يانيك كاراسكو في المباراة الماضية.

كما ستتصادم تجربة بيبي وروبن دياز مع مهارات ماركوس تورام ومبابي، وسيتعين على ثنائي قلب الدفاع الفرنسي ويليام صليبا وأوباميكانو مواجهة طموحات رونالدو.

كان من الممكن أن تكون مباراة كهذه هي المباراة الأخيرة في البطولة، لكن فرنسا خرجت من دور المجموعات بالتعادل مع بولندا وهولندا وفازت بصعوبة على النمسا ثم بلجيكا في دور الـ16.

ولا يزال المنتخب الفرنسي بعيداً عن أفضل مستوياته، وهو ما يضيف المزيد من الإثارة إلى هذه المباراة، ويتوقع جماهيره صحوة محتملة في المباراة المقبلة.

تصدرت البرتغال مجموعتها، وهو ما كان متوقعاً نظراً لمستواها، لكن أداءها لم يكن مقنعاً أيضاً، حيث كان الفوز 3-0 على تركيا هو أفضل أداء لها في البطولة حتى الآن.

وبعد الهزيمة أمام جورجيا واجه الفريق العديد من الصعوبات في دور الـ16 أمام سلوفينيا قبل أن ينقذه تألق الحارس ديوجو كوستا سواء خلال المباراة أو في ركلات الترجيح.

ويعاني المنتخب البرتغالي من عجز هجومي كبير، وهو الأمر الذي يعاني منه المنتخب الفرنسي أيضا، الذي سدد لاعبوه 69 كرة دخلت إحداها في الشباك (من خلال ركلة جزاء نفذها مبابي)، وهذا الأمر يثير قلقا كبيرا في صفوف منتخب الديوك الذين أبدوا سعادتهم في البداية بقدرتهم على تسجيل الأهداف. لقد خلق الفرص لكنه أصبح الآن يدرك الخطر الذي يمثله عدم فعالية خط هجومه القوي بقيادة مبابي.

ويعاني مبابي من ضغط كبير بسبب ارتدائه قناعا طبيا بعد تعرضه لكسر في الأنف خلال المباراة أمام النمسا، ويؤثر هذا القناع على رؤيته المحيطية، مما يسبب قلقا بين زملائه.

كما بدا مبابي غير مستقر في المباراة ضد بلجيكا، ويعتبر كيليان لاعبًا حاسمًا في فريق روسترز، حيث ساهم في 15 من أصل 21 انتصارًا حققها الفريق في آخر 21 مباراة.

ولا يعيش النجم الفرنسي الآخر، أنطوان جريزمان، أفضل لحظاته، حيث سجل هدفين فقط في آخر 32 مباراة له مع المنتخب الوطني.

ويعاني جريزمان من خيبة أمل كبيرة بعد خسارته نهائي بطولة أوروبا 2016 في باريس أمام البرتغال، الأمر الذي يزيد من رغبته في تحقيق الفوز في البطولة.

وفيما يواصل كريستيانو رونالدو البحث عن الهدف بعد 20 محاولة فاشلة، يعيش المنتخب البرتغالي أطول فترة جفاف هجومي في البطولة، إذ لم يسجل أي هدف منذ تمريرة رونالدو الحاسمة إلى برونو فرنانديز في المباراة أمام تركيا (3-0). ).

في المقابل، يعتبر الخط الدفاعي أقوى سلاح لكل من فرنسا والبرتغال في يورو 2024، وبفضل دفاعهما القوي، تمكن الفريقان من الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة.

تلقت فرنسا هدفًا واحدًا فقط من ركلة جزاء نفذها روبرت ليفاندوفسكي ومايك مينيان، حارس مرمى روسترز، وهو المفتاح الرئيسي لصلابة الفريق، مدعومًا بأوباميكانو وصليبا في قلب الدفاع وكوندي وثيو هيرنانديز في طرفي الملعب.

لكن القوة الدفاعية لفرنسا لا تقتصر على هذه الأسماء، بل تمتد إلى خط الوسط أيضا، الذي يمثل منظومة دفاعية متكاملة يصعب اختراقها.

يواجه ديدييه ديشان، المدير الفني لمنتخب فرنسا، معضلة عند اختيار لاعب خط الوسط الثالث للمباراة المقبلة، في ظل غياب أدريان رابيو بسبب الإيقاف.

تشواميني ونجولو كانتي لاعبان أساسيان في خط الوسط، لكن المدرب يحتاج إلى لاعب ثالث لإكمال هذا الثلاثي، ويعتبر كامافينجا أبرز المرشحين لهذا المنصب.

ومن الممكن أن يختار ديشان لاعب خط وسط آخر مثل يوسف فوفانا أو الاستعانة بجريزمان في الوسط كما فعل في المباراة ضد النمسا، لكن يبقى كامافينجا هو الخيار الأرجح، مع إمكانية مشاركة جريزمان كلاعب مهاجم أو في الجناح الأيمن إلى جانب مبابي وربما. ماركوس تورام، وهذا يترك عثمان ديمبيلي، الذي كان خيارًا في الاحتياط للموسم الثاني على التوالي.

ولا يعاني المنتخب البرتغالي من الغيابات في صفوفه، ما يعني أن مدرب البرتغال روبرتو مارتينيز سيحتفظ بنفس التشكيلة التي خاضت المباراتين الثانية والرابعة من البطولة.

وسيلعب رونالدو في الهجوم، بينما سيعمل لياو وبرناردو سيلفا على الأجنحة، وسيتكون خط الوسط من برونو فيرنانديز وجواو بالينا وفيتينيا.

وسيتكون خط الدفاع من جواو كانسيلو وروبن دياز وبيبي ونونو مينديز، وسيبقى دييجو كوستا الذي كان متميزا في المباراة الماضية في حراسة المرمى.


شارك