خبراء يتوقعون إلغاء شهادات الادخار ذات العائد المرتفع مع تراجع التضخم لـ12.5%

منذ 14 ساعات
خبراء يتوقعون إلغاء شهادات الادخار ذات العائد المرتفع مع تراجع التضخم لـ12.5%

 

• من المتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. • يتوقع شفيع طرح أدوات جديدة بفائدة تتراوح بين 20 و23%.

 

ويتوقع بعض الخبراء إلغاء شهادات الادخار ذات الفائدة المرتفعة وانخفاض معدل التضخم إلى 12.5% خلال الفترة المقبلة. ويدعم هذا التوقعات بأن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة اعتبارا من اجتماعه المقبل.

من المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها المقبل لتحديد أسعار الفائدة في 17 أبريل. وسيكون هذا الاجتماع الثاني في عام 2025، بعد أن قرر البنك المركزي في 20 فبراير/شباط إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السابعة على التوالي – عند مستويات قياسية بلغت 27.25% للودائع و28.25% للقروض.

انخفض معدل التضخم السنوي في مصر للشهر الرابع على التوالي، ليصل إلى 12.5% في فبراير/شباط، مقارنة بـ23.2% في يناير/كانون الثاني، بحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وأعلن البنك المركزي أيضا انخفاض معدل التضخم الأساسي السنوي إلى 10% في فبراير/شباط، مقارنة مع 22.6% في يناير/كانون الثاني.

قال مصطفى شفيع، رئيس الأبحاث في عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن انخفاض معدلات التضخم إلى مستوياتها الحالية سيؤثر بشكل كبير على قرار لجنة السياسة النقدية في اجتماعها المقبل. وتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بما يتراوح بين 100 و300 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.

وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ«الشروق» أنه يتوقع أن يتبع خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة مباشرة وقف تداول شهادات الادخار القديمة عالية العائد، وطرح أدوات جديدة بفوائد تتراوح بين 20 و23%.

تتوفر في السوق المصرفية شهادات توفير ذات فائدة عالية. الأولى هي شهادة ادخار لمدة عام بعائد سنوي 27% تدفع في نهاية العام، أو 23.5% شهرياً. وتبلغ مدة الشهادة الأخرى، التي طرحها البنك الأهلي المصري وبنك مصر في مارس 2024، ثلاث سنوات وتقدم عائدًا سنويًا بنسبة 30% في السنة الأولى، و25% في السنة الثانية، و20% في السنة الثالثة.

وأشار الشافعي إلى أن العائد الحقيقي على هذه الشهادات بالجنيه المصري (العائد أقل من التضخم) وصل إلى نحو 18%، مقارنة بنحو 7% في بداية العام. وأشار إلى أن البنك المركزي أصدر تعليمات للبنوك المملوكة للدولة بإصدار شهادات إدخار جديدة بعائد حقيقي يتراوح بين 7 و10%، حسب معدل التضخم الحالي، وإلغاء الشهادات الحالية.

وتوقع أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بما يتراوح بين 400 و600 نقطة أساس في عام 2025، مشيرا إلى أن خفض الفائدة المتوقع لن يكون له تأثير سلبي على معدلات التضخم.

وأشار إلى أن نسبة كبيرة من المستثمرين في شهادات البنوك لن يتخلوا عنها حتى لو انخفضت أسعار الفائدة. ويرجع ذلك إلى وجود شريحة من المستثمرين الأكبر سناً والمتقاعدين الذين يفضلون الاستثمار في عقار استثماري يولد لهم دخلاً شهرياً.

من جانبه، يرى الخبير المصرفي محمد عبد العال، أن الانخفاض الكبير في معدلات التضخم في فبراير/شباط، والذي يعزو إليه تأثير سنة الأساس مقارنة بالعام السابق، لا يعطي مؤشرا واضحا على ما إذا كان البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة.

وأضاف عبد العال لـ«الشروق» أن تأثير سنة الأساس على معدلات التضخم لا يقدم مؤشرا واقعيا على استمرار انخفاضها. وأوضح أن تأثير سنة الأساس يعني أن التضخم في سنة المقارنة كان أعلى من الفترة الحالية. وكان هذا هو الحال بالفعل في فبراير/شباط من العام الماضي، قبل اتفاق رأس الحكمة.

وقال إن البنك المركزي ينتظر أرقام التضخم لشهر مارس وبعدها سيقرر خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإنه يتوقع خفض أسعار الفائدة وإجراء تعديلات لاحقة على سندات الادخار الحالية. وقد بدأت بعض البنوك التجارية بالفعل في خفض أسعار الفائدة على أوراقها المالية الادخارية.

وأضاف أن البنك التجاري الدولي خفض أسعار الفائدة على سندات الادخار ذات العائد الثابت بنسبة 2% الشهر الماضي، وتبعته مجموعة بنك قطر الوطني بخفض سعر الفائدة بما يتراوح بين 0.5 و1%.

واتفق معه محمد محمود عبد الرحيم، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء، قائلاً إن شهادات الادخار ذات الفائدة المرتفعة ما هي إلا إجراء استثنائي للنظام المصرفي ولن تدوم طويلاً.

ويتوقع أن تبدأ البنوك المملوكة للدولة في طرح سندات ادخار بعوائد أقل من تلك التي تقدمها حاليا في الشهر المقبل. ويرى أن أسعار الفائدة الحالية تشكل عبئا كبيرا على أرباح البنوك.

وتوقع عبد الرحيم أن يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بما يتراوح بين 600 إلى ألف نقطة أساس هذا العام. ومع ذلك، يعتقد أن تصاعد الحرب التجارية العالمية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين قد يجعل البنك المركزي المصري أكثر حذرا بشأن تخفيف السياسة النقدية.


شارك